وسواس قهري
السلام عليكم، أنا أعاني من الوسواس القهري منذ سنة ونصف، بدأ معي بوساوس بسيطة في الصلاة ثم في العقيدة، النجاسة، الحلف واليمين، سلس البول، الاحتلام، الجنابة، الكفر، أفكار جنسية حتى في المحارم، حقوق الناس، الدراسة، الصيام وغيره الكثييير مما لا يعد ولا يحصى من الوساوس.
سأبدأ بالحديث عن طفولتي كنت فتاة منطوية جدا وأقرأ الكثير من الكتب وخاصة الدينية منها ولم أكن أستطيع الاندماج مع من حولي من أقراني ودائما أشعر بأنني غريبة. وكنت أوصف بأنني ملتزمة ودائما ما تقول لي أمي بأنني وصلت إلى درجة التشدد وأن هذا سبب إصابتي بالوسواس مع العلم بأن أمي مصابة بالوسواس القهري وتأتيها أفكار شك بأبي.
كما أنني في صغري كنت أقوم بعادات غريبة مثل لمس زاوية كل باب أمر به، وإذا كنت سأنام وبجانبي دولاب مفرغ فإنني ألمس جميع جوانبه بيدي من الداخل والخارج ثم ألمس الأرض وكأنه واجب علي. قبل إصابتي بالوسواس أصبت بالاكتئاب ثم بدأ الوسواس معي فكنت أعيد صلواتي وأستحم كثيرا وقد أصل أحيانا إلى عشر مرات في اليوم. وتتابعت الوساوس علي كثيرة شديدة فلم أكن أستطيع أن أخرج من البيت وإذا عدت يجب أن أغتسل وكانت تأتيني أفكار جنسية قهرية حتى عندما أنظر إلى نفسي أو إلى محارمي.
ثم بدأت أمتنع عن الخروج وعن بعض الأطعمة وعن استخدام الهاتف وحتى عن بعض الدروس حتى أصبحت سجينة فأصابني اكتئاب شديد حتى النوم كنت أخاف منه لأن أحلامي تكون كلها جنسية أو أحلم بأنني أستحم أو أمارس بعض الطقوس القهرية.
المهم أنني تخطيت كل هذا بدون أي علاج أو مساعدة لأنني لم أجدها، حتى بدأت أصاب بتشنجات وأحس بشحنات في جسمي فكانت أعضائي تتحرك لا إراديا وعيني ترف ولساني يخرج وألهث. فذهبت لشيخ لأن أهلي كانوا يقولون بأنني ممسوسة. فأخبرني الشيخ أن أذهب إلى طبيب وبعد إجراء الفحوصات تبينت أنها طبيعية ولكن الطبيب قال بأنني مصابة بنوع نادر من أنواع الصرع ووصف لي الدواء ولكن لم آخذه ولم أقتنع بأنني مصابة بالصرع لا أدري لماذا ربما لأن أهلي ما زالوا يعتقدون بأنني مصابة بالمس.
بعد ذلك خفت جميع المشاكل لدي فاختفت الوساوس بشكل كبير حتى التشنجات. وكنت إذ ذاك في سنتي الأخيرة في المدرسة ولكنني لم أدرس وكنت سأعيد السنة وكنت أحسب أنني شفيت. ولكن ما إن اقتربت الدراسة حتى ظهر لدي نوع جديد من الوسواس وهو حسب ما قرأت في موقعكم يسمى بوسواس الذنب التعمق القهري، وخاصة في حقوق الناس وأنني قد أكون ظلمت أحدا، فأتذكر مثلا أشياء حدثت وأنا صغيرة مثلا أخذت ألعاب أحد، أو أنني أخذت جزء من مجلة من بنت كنت ألعب معها، أو مثلا في الكتب التي نحملها من الإنترنت وأن لها حقوقا وفي الصور أيضا والفيديوهات.
أو تأتيني أفكار أنني أخذت شيئا من السوق ولم أحاسب عنه وأنا صغيرة، وأيضا في الألعاب المهكرة فلم أكن أعلم أنها حرام وفي تنزيل الألعاب أيضا من الإنترنت فقد يكون لها حقوق فأتذكر مثلا مرة أنني كنت أريد تهكير لعبة ولكن لا أتذكر أنني هكرتها ثم يقول لي الوسواس حتى لو لم تهكريها أنتي دخلت للموقع وربما حملت اللعبة ولكن لا أذكر أنني استخدمتها ربما أكون حملتها وحذفتها وأن أخي مرة حصل على نقود في اللعبة لي وربما قام بتهكيرها ويقول لي الوسواس بأن أسأله ماذا فعل لأتأكد.
والآن تأتيني أفكار أنه حتى لو تبت فإن توبتي لا تكفي فيجب إرجاع الحقوق وأنني سأعذب يوم القيامة. وهذه الأفكار قد أتعبتني جداً حتى أنني وأنا نائمة أحلم أنني أخذت حقوق الناس، وعندما أستيقظ يصيبني اكتئاب ولا أستطيع أن أشعر بالسعادة أبدا لأنني أشعر أن هناك ذنبا في رقبتي. حاولت أن أشغل نفسي بالدراسة ولكن عندما أفتح الأوراق أجد أن الأستاذ قد كتب على كل ورقة لا أجيز النشر وأن من يفعل ذلك لن يوفقه الله في دراسته وأنه سيقف يوم القيامة أمام الله وأنه سيعاقب، مع أنني لم أنشر شيئا ولكن يصيبني حزن شديد حتى أنني أبكي وأترك الكتب ولا أدرس وقد تبقى على اختباري تسعة أيام وأنا لم أذهب إلى المدرسة ولم أذاكر أي شيء وربما أعيد السنة فتكون المرة الثالثة لي. أتأمل كلام الناس وهم يكتبون في كل مكان: سيعذبه الله، الذنب، العذاب، النار، الحساب، يوم القيامة، أصبح لدي كابوس.
كما أن التشنجات عادت لي وبدأت أشعر بشحنات في جسمي وضغط في رأسي حتى أشعر أحيانا بأن هناك تشويشا في رأسي وأحيانا أسمع ضحكات في رأسي وأحيانا أضحك لا إراديا. وقبل أن أنام تأتيني حالة غريبة وهي أنني أشهق بشدة وتتوسع عيناي وأتحرك وكأن أحدهم أخافني، وتتكرر عدة مرات. كما أن مزاجي يتقلب جدا فأحيانا تأتيني حالة اكتئاب وأفقد الشغف بكل شيء وأحيانا تتحسن حالتي المزاجية. وعندما أخبر والدتي بأني أريد الذهاب إلى الطبيب النفسي تقول بأنه لن يساعدني في شيء وأنه سيكتب في سجلي بأنني مريضة نفسيا وكأنها ليست حقيقة لا ينكرها عاقل.
أتمنى أن أجد من يخرجني من هذه الحال البائسة
فقد أصبحت أكره نفسي وفقدت الأمان معها.
6/1/2022
رد المستشار
الابنة الفاضلة "Shaiam" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
نشكرك بداية على وصفك الرائع لحالتك... فبعد أعراض قهرية ظهرت عليك أثناء الطفولة ظهر ما أسميه الاكتئاب الاستهلالي لحالة الوسواس القهري والذي يتوارى خلف أعراض الوسواس بعد ذلك فيخف حينا ويشتد أحيانا... ثم تقلبت عليك شتى أعراض الوسواس القهري الدينية والجنسية والتعمقية وقد قدمت لنا أمثلة رائعة لما تكون عليه أعراض و.ذ.ت.ق (وسواس الذنب التعمق القهري)... فمن جانب هناك البحث عن وتعظيم الذنوب ... وذلك حين يأتي المريض وسواس أنه ربما ظلم أحدا ولا يتذكر فيشرع في التذكر والتذكر وهو في كل ذكرى معرض للشك والخوف والشعور بالذنب... أو وسواس أنه ربما سرق... ربما كذب ربما تحرش بصغير... وكلها تستتبع قهور التذكر ثم ربما قهور الاستفتاء، وربما الاعتذار أو الاستغفار... وفي كل هذا يكون الشك احتمالا قائما دائما ومسؤولا في كثير من الحالات عن التكرار القهري.
ثم بينت كيف يفكر مريض و.ذ.ت.ق (وكذلك أصحاب الشخصية القسرية وذوي الضمائر الحية وبعض مرضى اضطرابات الطيف الوسواسي القهري) في ما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية للوسائط والبرامج والألعاب الإليكترونية وهي أمور لا تخطر ببال غيرهم على الأقل في دول العالم الثالث ... فالأطفال والكبار يفعلون هذه الأمور على الإنترنت ولا أحد يبالي حرفيا لا أحد يبالي.
ثم من الجانب الآخر تعمل الأفكار الوسواسية على تقليل القدرة على تصحيح الذنب أو التكفير عنه بأن تضع عراقيل كأن لابد من الاعتذار لصاحبة القلم الرصاص الذي كتبت به الدرس أنت وهي لم تعرف (حادثة حصلت وأنت في الصف الثاني الابتدائي)... أو مثلا لا أنسى مريضا كان يريد الرجوع إلى كندا حيث حصل على درجته الجامعية لأنه لابد أن يسأل الأستاذ الذي وضع أسئلة اختبار آخر العام ولم يأت فيه سؤال من أي من الفصلين اللذين لم يذاكرهما .. وكان قد سأله بعد آخر محاضراته عن هذين الفصلين ومدى أهميتهما في الامتحان فطمأنك ... والوسواس يقول لو كان عندما سألته قد أعد الامتحان بالفعل فقد غششك وإن كان وضع أسئلة الامتحان بعد سؤالك إياه فقد ظلم كل الطلاب الآخرين وأنت شريك معه... فإن لم يجد الوسواس طريقا لإعاقة التوبة راح يشكك في صلاحية التوبة من هكذا ذنب! ... وجعل كل ما يذكر الشخص بدينه أو بربه هو الذنب والعذاب كما يتضح من عبارتك (الله، الذنب، العذاب، النار، الحساب، يوم القيامة، أصبح لدي كابوس.)
هناك في الاستشارة كثير مما يشير إلى وجود اكتئاب لكننا لا نستطيع التأكد من نوعه وعلاقته بالثناقطبي ... خاصة في وجود تاريخ مرض نفساني في الوالدة ... وفي حال كونك أنثى بدأ الوسواس معها منذ الطفولة ... وفيها بعض سمات الشخصية القسرية فهذه كلها متواترة مع الوسواس القهري المواكب لاضطراب الثناقطبي، وأما بالنسبة لموضوع التشنجات التي تحدث لك من حين لآخر فربما هي شكل من أشكال الاضطرابات التحولية لكننا لا نستطيع التأكد.
الحالة بوضوح تحتاج بشكل عاجل إلى الرعاية الطبنفسية بداية بالتوصيف والتشخيص... ومرورا بالعلاج العقَّاري والنفساني السلوكي المعرفي... وصولا إلى التعافي بإذن الله.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات
ويتبع>>>>>: وسواس الذنب التعمق القهري : و.ذ.ت.ق النموذج م