السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.. أنا شاب من المغرب.. مشكلتي بدأت منذ البلوغ (15 سنة) عندما بدأت بعض الأفكار تراودني مثل:
1- أفكار محرمة أو مدنسة بشكل غير طبيعي.. الخوف المبالغ فيه من الموت أو الاهتمام غير الطبيعي بالحلال والحرام.. عدم القدرة على التخلص من شيء للاعتقاد أنه من الممكن أن يكون له فائدة في المستقبل.. أفكار جنسية لا يتقبلها الشخص.. صناعة خيالات وأفكار مع النساء اللواتي أنظر إليهن.
2- بعد ذلك تطورت المشكلة إلى إدمان تلفاز وإنترنت وعادة سيئة؛ لأني أعيش منفردا، فقط مع أمي منذ أن توفي أبي وأنا ابن 10 سنوات.
3- ومشاكل أخرى من قبيل عدم غض البصر، والاختلاء بمحارم الله، والإحساس بالازدواجية؛ فأنا ملتزم والمجتمع من حولي يراني من أتقى الناس، وشعوري باليأس ودنو الهمة.
المشاكل الثلاث بينها روابط قوية، وفيها نوع من التدرج، فبعد محاولات جادة للتوبة دامت في أفضلها شهرين، وبعد فشل هذه المحاولات كان اليأس، وهذا ما يقلقني.. فأنا اليوم يائس من ترك العادة السيئة، لكني أحاول تقليل آثارها علي.. وأملي الآن أن تقف هذه العادة السيئة، وأتخلص من هذا الاكتئاب الذي دمر حياتي وأعود إلى مستواي الدراسي السابق الذي كنت فيه مجتهدا.
هذا وإني أعاني من مشاكل مرضية من أعراضها سعال، وضيق في المسالك التنفسية مع الإفرازات التنفسية والمتعلقة بالأنف، وقد تطول مدة شهر،
وكذلك ظهور بثور على مستوى الصدر والرقبة،
خصوصًا عندما أتعرض للغبار عندما أذهب إلى بلدتي.
6/1/2022
رد المستشار
الابن الفاضل "mehdaoui" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
مبدئيا مشكلتك الطبية المزعجة مع حساسية الصدر والأنف ... ليست من اختصاص الموقع، وإن كانت مؤثرة في حالتك النفسية واستبداد السلوكات القهرية والوسواسية بك، إضافة إلى تأثرها أي الحساسية بحالتك النفسية... عفاك الله وعافانا جميعا من غبار البلاد.
تشي البداية الأولى لمعاناتك مع البلوغ أو بدء الرشد المبكر بنوع من التنافر المعرفي بين خلفيتك الملتزمة وتوقعاتك من نفسك ... وبين ما أنت عليه كأغلب أو ككل من هم في سنك (من قبيل عدم غض البصر، والاختلاء بمحارم الله، وممارسة الاستمناء....إلخ)، وأقلهم من يشعر بالذنب أو يجاهد نفسه في وقف طيشه واندفعاته.... بينما أنت أدخلك التنافر المعرفي للأسف في حالة الاكتئاب... فأنت ترفع معايير الالتزام دينيا بما لا تطيق ثم تخفق كل مرة فلا ترحم نفسك.
ليس واضحا ما تقصد بقولك (أفكار محرمة أو مدنسة بشكل غير طبيعي) هل هي أفكار جنسية؟ أم أفكار كفرية؟ وما معنى غير طبيعي؟ هل لأن محتواها مزعج أو مرفوض؟ أو لأنها كثيرة؟ ... وتوحي عبارة (الخوف المبالغ فيه من الموت أو الاهتمام غير الطبيعي بالحلال والحرام) توحي بمركزية الخوف من الموت حساسية الذنوب وهي سمات شائعة في بعض مرضى طيف الوسواس القهري لكنها أوضح ما تكون في و.ذ.ت.ق، وفي حالتك من هذا الطيف ربما اضطراب الاكتناز Hoarding Disorder وإن كانت عبارة (عدم القدرة على التخلص من شيء للاعتقاد أنه من الممكن أن يكون له فائدة في المستقبل) تشير إليه أو ربما لديك سمات شخصية قسرية فهي تشترك اضطرابات الطيف القهري في الحساسية العالية للذنب... والقابلية للتعمق.
ثم تأتي معاناتك مع السلوكات القهرية (إدمان تلفاز وإنترنت وعادة سيئة) لكن ليس فقط لأنك تعيش منفردا، بل لأن مرضى الوسواس القهري واضطرابات الطيف الأخرى معرضون إلى المعاناة من هذا النوع من الإدمان السلوكي ... كذلك ومن واقع خبرتي كطبيب ومعالج نفساني فإن من يلزمون أنفسهم بالتزام شديد في حياتهم هم الأكثر عرضة للوقوع في الذنوب الممنوعة والأكثر عرضة لنوبات انفلات سلوكي لا يلتزمون فيها ... مثلا يلتزم أحدهم بغض البصر في حياته فلا ينظر لامرأة ما استطاع ... ثم تفاجئه نوبات يخرج فيها إلى الأسواق فلا يفوت امرأة أو بنتا إلا تأمل جسدها ... يعود بعد ذلك ليستمني أو لا ... لكن المؤكد أنه سيقيم جلسات التعذيب لنفسه معنويا (أو جسديا) مع الإغراق في جلد الذات.
يعني وحدتك (فأمك غالبا كانت تخاف عليك) إضافة إلى وسوستك واكتئابك اجتمعوا عليك ... عافاك الله وهداك طريق العلاج.
وأما (الإحساس بالازدواجية؛) لأنك ملتزم والمجتمع من حولك يراك من أتقى الناس؟ فمن قال لك أنك لست من أتقاهم؟، ويطمئنك إن فقهت أن تعلم أن الإحساس بالازدواجية هو إحساس مجتمعي! يعني لا تسرف في جلد ذاتك بينما أنت تخاف الله أكثر من غالبية ذلك المجتمع! وهذا الكلام على مسؤوليتي.
أنت بداية ودون أي تأخير بحاجة إلى طبيب نفساني لتقييم الحالة وتحديد التشخيص، ثم علاج اضطراب الاكتئاب الجسيم أولا حتى تتمكن من المشاركة في علاج الوسوسة أو الاكتناز أو التعمق وفرط حساسية الذنوب... تحتاج عملا معرفيا كبيرا لكنك تستحقه فبادر بطلب العلاج
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.