القبر ولا الزوج؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد أحببت كل زاوية في هذا الموقع وتمنيت لو عاصرت بداياته يدهشني كم أن الخير باقٍ وأن العلم يسعى إليه دون انتظار للمقابل المادي وآمل أن ترقى رسالتي إلى بلاغة من يقرأها حتى لا يمل وأن أرقى لمستواكم في خبرات الحياة ومساعدة الأخرين .
الموضوع وما فيه وأتمنى أن يأخذه القارئ على محمل الجد فلقد أحترقا خديّ من غزارة الدموع ... وأنا أكتب رسالتي الثانية لأني أسهبت في الأولى والتي لن تصلكم ... كنت أبكي لأن القهر في داخلي مشتعل لا ينطفئ فكلما تبسمت الحياة كشرت في وجهي وزادت الحطب ... أنا ابنة الريف وباسم الحب والجهل سلبت حريتي فأنا التي لن تدخل الجامعة ولا التي ستقود ولا التي ستعرف كيف يكون الخروج لوحدك وتدبير أمورك خارج المنزل سأبقى متفرجة من نوافذ البيت ومن هاتفي ... أنا أعلم كل هذهِ الأمور أنا أستطيع أنا أكسر قيودها وسأعيد تربية نفسي فليست بالسوية وليست بالمجتهدة دائما وليس الأمر في هذهِ السهولة في النهاية لازلت إنسان.
بعد أن عرفت من أنا سأقول ما هي مشكلتي.. هو أنني أيضا باسم الحب وتأمين حياتي وسط الغربة سيزوجونني قريبا لي وليس أي قريب فهو لنقل ابن العم والخالة ونسيب العائلة يمكنك أن تقول أنها حالة تبادل "أزوجك أختي وتزوجني أختك..." الأمر مضحك جدا فقد كان الزواج وخصوصا من هذا الفتى هو التهديد الأول ومصدر السخرية الذي يقال لي عندما أخطئ سواء في صغري ومراهقتي الأمور ستبدو بشعة لطفلة لأنني حتى الآن ومع توقف تلك التهديدات السخيفة لازلت أكره أن يقول شخص أني سأتزوج وأخجل وأغضب وكأنه يهينني مالخطأ الذي ارتكبته هذهِ المرة حتى يكون قدري؟
وحتى يكون عقاب العزوف عن العقاب هو الموت "القبر ولا الزوج" كما يرددها أهل الأرياف. فإن لم أمت بيدي ستقتلني عائلتي وأنا على قيد الحياة سأحرم من كل مقومات الحياة وسأنبذ وسيوصلونني بالنهاية للقضاء على نفسي بيدي وقد بدأوا فعلا فأمي تخبرني عن العار الذي سأجلبه للعائلة والقيل والقال واستثارة أمراضهم المزمنة. وكيف أرفض ابنهم وهم لم يرفضوا إخوتي وكيف سيقول أبي لأخيه لا دون سبب واضح.
أسبابي سخيفة حتى بنظر أبي وأنا كنت أعلق آمالي عليه حتى أنه فضل أن ينفي نفسه لبلد آخر على أن يزف لهم رفضي هذا وهم يحبونني ويبكون إن قلت أني سأنتحر... وأنا أحبهم فلا زالوا أمي وأبي ولازال لهم فضل كبير علي لذلك بقى الأمر يعذبني عام ونصف وتبقى نصف آخر أنا وحيدة هنا لا يوجد من يقف معي لكن هناك العزيز الجبار وقد شكوت إليه فلما أكتب لكم الآن؟ ماذا لو أختبرني الله في الأمر هل سأقتل نفسي حقا؟ الأمور في هذا النصف ستصرح للعامة ولكل من في المنزل ، إحساسي عندما يذكرها أحد وكأنه يتحدث عن رذيلة ارتكبتها وأتنمى أن ينساها الجميع ليس وكأنه زواج تسعد به كل الفتيات، الأمور مقرفة لقد بيع جسدي وحريتي بثمن بخس مشاعر معدودة ولا أعلم ماذا أفعل.
تعرفون لماذا أرفض لأن منزلهم هو انعكاس منزلنا على المرايا زواجي سيكون إنتقال من زنزانة إلى أخرى ولأنني اشمئز الأعضاء الذكورية نتيجة صدمة تحرش في طفولتي زواج مثل هذا لا يُعرف طرفيه سيكون بمثابة اعتداء وفيلم رعب أنا لا أهول الأمور لأنني اشمئز من ذكر الأمر فما بالك لو أصبح حقيقة؟
ولأنني لا أحبه ولا هو من أتمناه ولأني لا أريد إنجاب أطفال أريد أن أتبنى فإن لم يجبرني هو ستجبرني عائلته وإلا فلماذا زوجوه؟؟ وهكذا تنتهي الأمور لقد أغلقت أمامكم كل أبواب الحلول هناك حل آخر هو أن أشتري نفسي بأن أصبح ذات مال وشخصية في أشهر قد أصبر نفسي به خلال هذه المعمعة لكن أريدكم أن تنظروا في الأمر هل ما فعلته صحيح؟ ماذا أفعل إن اختبرت في الأمر ولا مجال في الرجوع هل سأدخل النار؟
لا أريد الموت أريد أن أحيا مثلكم ومثل الأخرين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعاننا الله وإياكم
12/1/2022
رد المستشار
الابنة الغالية:
ضاعت المعلومات وسط الآهات، ووصف المشاعر، وبلاغة الكلمات!!
فمن هذا الذي يريدون تزويجك له؟؟ كم عمره؟ مستواه الدراسي؟؟
ماذا عن الغربة التي تذكرينها؟ هل هو مقيم خارج البلد؟؟ أين يقيم بالضبط؟؟
هل يمكن أن تشترطي استكمال تعليمك في بلد الغربة؟؟ ما هي إمكانات الخروج والتفاعل المجتمعي هناك؟؟
أسئلة بلا إجابات وبالتالي سيكون كلامنا رجما بالغيب!!!
والأفضل أن تحتوي الرسالة التي تصلنا على أكبر قدر من المعلومات، والبعض يجمع بين المعلومات والفضفضة فتأتي رسالته أو رسالتها طويلة، ولا بأس، لأن كل معلومة عن الزمان والمكان والبيئة والتاريخ الشخصي والثقافة السائدة وفرص السفر والدراسة والعمل هي مهمة للغاية.
مبدئيا .. هناك أمور قابلة للتفاوض مثل التعليم، وأمور تحتاج منك تدريبا وتغييرا، وربما إلى علاج حالي أو لاحق!! مثل الاشمئزاز من الجنس، ورفض الإنجاب.
ونقطة ثانية عامة هي أن الخروج من جحيم بلدك الحالي خطوة موفقة يطمح لها كثيرون ومكسب له مقابل مادي عند البعض، أو بالزواج كما يبدو من كلامك عن حالتك. لكن الانتقال من بلد إلى بلد ومن ظروف إلى أخرى يحتاج إلى جسارة وتكيف وجهد في التحمل والتفاعل مع الجديد.
نقطة ثالتة: يدهشني أن بعض من يرفضون الزواج لسبب أو لآخر يتكلمون عنه بوصفه مدار الحياة أو الموت، تماما مثلما يفعل أهلك،وكل أنصار القول بأن الزواج هو الحياة، وخاصة بالنسبة للبنت!! الزواج مجرد نشاط وعلاقة ومساحة من مساحات الحياة، فماذا بقية المساحات؟؟
على قدر الشحيح جدا من المعلومات التي تفضلت بإرسالها، وحتى أستلم منك رسالة معلومات وافية.. أقول لك ادرسي فرصة الزواج هذه بمنظار العيوب والمميزات، ضعي في المميزات أنك ستخرجين من البلد، وأن قريبك سيكون أرحم بك من الغريب - ربما، وأن وجودك في بلد غربي سيقوي وضعك كامرأة وكأم .. إذا سافرت وأنجبت في بلد غربي، وضعي ضمن المميزات أن تكوينك لنفسك تعليميا ونفسيا وثقافيا سينقلك نقلة نوعية كبيرة، وأن هذا التكوين يبدو مستحيلا وأنت في بيتكم الذي يرى مستقبلك الأوحد وفرصتك في الحياة بالزواج من قريبك ..
وضعي في المميزات أنك قادرة اليوم وغدا على التواصل معنا .. وربما في خروجك من بيت العائلة ومن بلدك العزيز علينا، المنكوب بظروف هي أكبر منك ومنا .. الخروج يمكن أن يكون بداية وفرصة جديدة، وأن الزواج هو رخصة المرور من الحدود، وبوابة الخروج للحياة، وليس الدخول إلى القبر!!!
كما يمكنك وضع العيوب في الكفة الأخرى، وسأنتظر رسالتك المعلوماتية .. والله معك