غريزتي تفوق العادي : فهل العادة عادي ؟!

رد المستشار

مرحبا بكم أخي "قاسم" وبسؤالك
 
فيالك من شاب قوي في هذا الزمن، أن تتحرى الحلال مع مغريات الحياة وتسأل عن سبيل للحفاظ على قيمك وتعاليم دينك وتعاليم كل الشرائع السماوية.
 
هذه السن التي تعيشها بالفعل تعمل الهرمونات الذكورية عملها في الجسد وتجعلك تشعر أنك قادر على بناء الدنيا وهدمها، فأريد أن أخبرك بأن نشاط الغدد الجنسية في هذه الفترة وبتلك القوة أمر طبيعي وصحي، عليك أن تكون واع بذلك. تفريغ هذه الطاقة الجنسية باليد هي طريقة مشروعة خاصة إن كان الزنا اختيار متاح وقريب منك ولكن هناك طرق أخرى تساعدك.
 
كون هذه العادة صحية أم لا، فهي لا تضر قواك على الأغلب ولكن مشكلتها في آلية الاستمتاع التي يمكن أن تعتاد عليها وميكانيكية الحركة التي تختلف عن الحركة الطبيعية في الممارسة الطبيعية. أي لا تلم نفسك كثيرا إن وقعت فيها، ولكن لا تجعل حركات اليد عنيفة ولا تكثر كي لا تعتاد على الاستثارة بالتخيل وتغير في مسار اللذة الطبيعي.
 
أما الطرق التي تساعدك فهي تتعلق بحياتك الاجتماعية، أين هي؟ وصداقاتك وأنشطتك، فهل لذات الحياة تم اختزالها فقط في انتظار الجنس بالزواج؟ وتركيز انتباهك صار متمركز حول هذه اللذة، رغم أن الفسحة مع أقرانك الشباب قد تعادلها وبشكل صحي وتمنحك الرضا عن ذاتك وتزيد خبراتك. بل والعمل الذي تحبه ولديك شغف به قد يمنحك أيضا لذة وسعادة تناسب عمرك وظروفك الحالية.

عليك أن تركز أكثر في هذه الفترة ببناء حياتك المهنية وتطوير قدراتك في مهنتك، فحينها سيكون الهدف والطموح له مساحة في ذهنك وانتباهك، وسيجعل الزواج قريبا منك.
 
ربما أصحاب سن العشرين في هذا الزمن يكون التفكير في الزواج أمرا مبكرا نظرا لمتطلبات الحياة وتعقيداتها وهذا واضح أنك لم تستكمل متطلبات الزواج، وحينما تشعر بحرمانك من التلذذ بالجنس وأنت غير قادر ماديا وقادر جسديا، سيزداد تركيزك على هذا الأمر أكثر وتشعر بالحرمان وقلة الحيلة وهكذا تكون في دائرة، الخروج منها بتقبل هذه الغريزة والوعي بأنها لديك ولدى غيرك تماما ولاحظ أن الفروق بين الأشخاص الطبيعيين بسيطة في القدرة الجنسية، إنما طريقة تكيفك وأنشطتك الاجتماعية والمهنية ربما تحتاج منك لتفكير ونظر وتخطيط وعزم على التحرك في الحياة أكثر من ذلك، وسترزق بالعفاف طالما أنت تسعى، وإن أخطأت في شيء أو شعرت بالضعف فتسامح مع نفسك واستمر في السعي.
 
فكم من أصحاب العشرين لم يتزوجوا ولديهم تقريبا نفس طاقتك لكن تركيزك وانتباهك متوجه أكثر لهذا الأمر في حين أنك في مرحلة بناء الحياة المهنية كي تتمكن من بناء حياتك الزوجية والأسرية.

واقرأ أيضًا:  
في المدارس والبيوت والمواصلات: أزمة مكان
رغبة جنسية جامحة: الله معك

المستشار: د. إبراهيم يونس