بعد الطلقة الثانية أرجع له ولأ؟؟ م
بين الحب وسوء الظن
أنا رجل عمري ٣٨ عاما سبق لي الزواج ولدي ولدان يعيشان مع أمهما بعد الطلاق وأنا أحسن معاملة أولادي وأمهم وأجيب لهم كل طلباتهم. بعد الانفصال عن زوجتي السابقة مرت عدة سنوات حتى شعرت أنني قد تعافيت من تلك التجربة الأليمة وبدأت في التفكير بالزواج مرة أخرى.
أنا غني جدا ووسيم ورياضي ذو مستوى استثنائي ومتشعب الثقافات وشيق الحديث. وأثناء رحلة بحثي عن زوجة عرضت على إحدى السيدات صورة ابنتها وكانت جميلة بالفعل ولكن كانت أصغر مني بسبعة عشر عاما فقد كان عمرها ٢٠ عاما فقط وكنت أنا وقتها ٣٧ عاما
في البداية شرحت لتلك السيدة أن فرق السن كبير للغاية ولكنها قالت نحن لا نمانع خصوصا أن شكلي يوحي أنني لا أتجاوز ٢٦ عاما بسبب احترافي للرياضة الشاقة. رتبنا مقابلة مع البنت وتحدثنا وضحكنا كثيرا ووافقت البنت على الارتباط.
كان الفرق بيني وبينهم في المستوى المادي والاجتماعي هائلا وكانت تلك نقطة اعتراض من المحيطين بي ولكنني رأيت من البنت ذكاء وفطنة جعلتني أعتقد أن من الممكن إضافة بعض التحسينات كاستكمال التعليم مثلا والعمل على تعديلات بسيطة في الشكل الخارجي وطريقة الكلام ستجعل منها سيدة مجتمع.
وبمرور الوقت نشأ بيننا عاطفة حب قوية من الطرفين وكنت دائما أشعر تجاهها بحب أبوي بالإضافة للحب العاطفي جعلني أحرص عليها وأتكفل بها تماما فقد كانوا فقراء جدا ثم شجعتها على استكمال دراستها وتمكنت من إدخالها الجامعة ورسمنا معا صورة لمستقبل مبهر لها فقد طلبت منها أن تعدني أنها ستجتهد حتى تحصل على الدكتوراة وسأتكفل أنا بكل شيء حتى لا تتعطل عن دراستها.
مأساة تلك البنت أن أمها طلقت من أبوها في سن صغير حوالي ٤ سنوات ثم تزوجت أمها من رجل آخر وتعلقت به البنت كثيرا ثم تطلقت أمها من ذلك الرجل أيضا فنشأت تلك البنت المسكينة وعندها هواجس دائمة أنه لا أحد سيبقى. وكنت أجتهد حتى أطمئنها تماما.
ولكن خلال عام كامل من الخطوبة تعرضت للإيذاء كثيرا من أمها ومنها فقد كانوا دائما ما يسيؤون الظن بكل كلمة أقولها وكل فعل أفعله وكانوا في حالة خوف دائم مني وكنت دائما أحاول طمأنتهم حتى فاض بي الكيل ولم أعد قادرا على الاحتمال. كنت أشعر أنني دائما متهم وعلي إثبات براءتي وكان هذا يحزنني جدا وعرضت على البنت الانفصال أكثر من مرة إن لم تكن تشعر براحة كافية لكنها كانت دائما تبكي وتقول أنها تحبني ولا يمكنها الاستغناء عني.
حتى اختلفنا ذات مرة في الشارع لسبب تافه وبدأت في الصراخ في وجهي وتعاملت معي بمنتهي الوضاعة وتركتني في الشارع ورحلت. ولأنني كما قلت كنت أشعر تجاهها بالأبوة والمسؤولية تحملت كل ذلك وأصررت أن أوصلها إلى باب بيتها لأن الوقت كان متأخرا وكنت قلقا عليها.
وفي اليوم التالي في الصباح قابلت أمها وطلبت إنهاء الخطوبة. واعتذرت البنت بعدها بأيام واعتذرت أمها لكني كنت أشعر بالإهانة الشديدة كما خشيت أن تؤدي بطيشها إلى تدمير حياتي مرة أخرى وأن نصل إلى الطلاق وخسائر لا حصر لها. تقبلت اعتذارهم على مضض ولم أعد كما كنت. لم أعد أهتم ولم أعد أنفق كما كنت أنفق عليها. لم أكن أفعل أي شيء قللت التواصل لأدنى درجة قد تقترب من التجاهل.
وعند تلك المرحلة قالت البنت أنها لا تريد الاستمرار وأنا قبلت وأعادوا لي الشبكة كاملة وأنا أصررت على ترك بغض المشغولات الذهبية لأنها كانت تحبها بشكل خاص وتركت لها أي شيء آخر ولم أطلب منهم أي شيء. ومرت حوالي سنة ثم تفاجأت أن أمها تعاود الاتصال بي مرة أخرى وتلمح لي بأنهم يريدوني أن أعود.
لأكون صريحا فأنا لم أحب أحدا مثلما أحببت هذه البنت ولكني أدرك تماما أن هذه التجربة لن تنجح بل وأكاد أجزم أن هذه البنت سوف تتطلق في أول زواج لها سواء مني ومن غيري ثم بعدها ستتعلم الكثير. لا أعلم هل أعود وأستكمل مشروع الزواج وربما يكون النجاح حليفنا وإن كنت لا أظن ذلك أم أمضي في حياتي وأنساها تماما.
خلال العام الماضي تعرفت على الكثير من البنات ممن هم أجمل منها وأفضل حالا سواء ماديا واجتماعيا وكنت مقبول لهم جميعا ولكني كنت دائما أفتقدها وأبحث عمن يشبهها.
هل أختار أن أكون مع من أحببتها بالرغم من علمي بحتمية الفشل؟!
أم ماذا أفعل؟
17/1/2022
رد المستشار
أهلا بك ثانيا
تصف نفسك بأنك "غني جدا ووسيم ورياضي ذو مستوى استثنائي ومتشعب الثقافات وشيق الحديث" أعانك الله على شكر النعم وأدامها عليك وأعانك على حفظها. بعض البشر ميسوري الحال لكن لا غني إلا الله، كيف يكون تشعب الثقافات، هناك مثقف وغير مثقف، والنقطة الأهم ما هو الاستثناء في مستواك.
تحتاج إلى التروي قليلا كي تتجنب الأخطاء الإملائية كما في "مشتوى"، وتحتاج إلى تعديل فكرتك عن نفسك. الثقة في النفس مطلوبة وتستحقها بناء على ارتقائك بنفسك ولكن الانزلاق إلى النرجسية والغرور يفتح أبواب المعاناة دون أن تدري مصدرها وستكون سببا في عدم استقرارك.
توحي سطورك بسمات الشخصية النرجسية فترى أنك لا تحصل على التقدير الكافي ممن تطيل التعامل معهم وتزهد بمن يقدرك بالفعل وتغضب ممن يواجهك أو ينتقدك. كل شخصية لها إيجابيات وسلبيات فما هي سلبياتك التي تحاول ضبطها أو ترغب في التخلص منها، ما هي الانتقادات التي نادرا ما تسمعها. اهتمامك بها سيساعدك على الاستقرار.
التوافق الاجتماعي والثقافي والاقتصادي سبب أساسي للانسجام في العلاقات الإنسانية وليس الزواج فقط، وإن كان التركيز عليه أعلى في أمور الزواج. لا توحي كلماتك بأنك شخصية متسامحة تستطيع التجاوز عن الفروق ولن ترضى أي كانت العيش في ظل استعلائك عليها رغم إدراكها لمميزاتك.
لا تقوم السعادة في الحياة الزوجية على مشاعر الحب بقدر الاحترام والتقدير وأنت لا تحمل لها تقديرا وتراها طامعة فيك وقد يكون هذا صحيحا، ولكن المهم أن نظرتك لها لا تمثل أساس لنجاح علاقة مهمة كالزواج، وقد جربت بالفعل تجاوز كل هذه الفروق سابقا فما الذي يدفعك للاعتقاد بفرص النجاح هذه المرة، وإن كنت تعلم بحتمية الفشل لماذا تشغل نفسك بالأمر، احذر نرجسيتك قبل فوات العمر.
واقرأ على مجانين:
نرجس واضطراب الشخصية النرجسية
غرور : اضطراب الشخصية النرجسية
النرجسي
اضطراب الشخصية الهيستريائية والنرجسية
أبي رجل عسكري نرجسي .. إلخ.
اضطراب الشخصية النرجسية