السلام عليكم موقع مجانين.
عرفت عنكم من صديق لي شكر لي موقعكم فجئت أسألكم في مشكلتي، أنا شاب في الثامنة عشر من العمر، مشكلتي أني أحب فتاة تكبرني بعدة شهور، وهي تحبني المشكلة أنها تكبرني؛ وبالتالي فإنه من الصعب عليّ الاقتران بها فيما بعد، رغم أني لا أفكر في ذلك حاليًا.
إضافة إلى أنها مريضة مرضًا مزمنًا مما يصعب ذلك أكثر، ولكني لا أقدر على نسيانها، وكونها في بلد آخر يتعبني أكثر لعدم رؤيتي لها كثيرًا.
وعائلتي بدأت تغمز وتلمز مما يزيد في جرحي فماذا أفعل؟
وكيف أخرج من هذه النار؟
18/1/2022
رد المستشار
أهلا بك "سياف" على موقع مجانين للصحة النفسية، في إفادتك ثلاث قناعات رئيسية وهي: أنت لا تفكر في الارتباط، ولا تريد أن ترتبط بمن تكبرك سنّا، وتعترف أن مرضها المزمن سيُصعّب كل ارتباط.
في نظري الأمر محسوم من هذه الجهة. تبقى نقطة وحيدة وهي "كيف تخرج من هذا كله"؟
أولا ستتأمل مشاعرك، هل هي مشاعر شفقة ومسؤولية تجاه بنت مريضة تشعر اتجاهها بواجب الوفاء بما أنها أحبتك وأحببتها. هل تخاف من التراجع فتتألم وتتركها تتألم أو تتهمك بعدم الرجولة أو بالغدر، هل قطعت على نفسك وعودا اتجاهها وتريد الالتزام بها وتظهر بمظهر الشهم. هل تقول لك أنت سندي الوحيد في العالم وإن تركتني سأقتل نفسي...؟
كلها أسئلة يجب أن تطرحها على نفسك وتجيب عنها بصدق... والصدق هو أنّك مهما أمّلت في نفسك أو أمّلت فيك فلن تستطيع أن تقدم لها ذلك، وأن تتركها الآن لتستفيقا معا من الصدمة أحسن من مرور سنوات من الوهم والخداع "حسَنِ النيّة" قطع العلاقات مؤلم ويترك فراغا في النفوس، لذلك يتجنّب الناس فعل ذلك حتى مع عبثية تلك العلاقات، فيفسّرون هذه الصعوبة بكونها "حبّا" لأن مشاعر الخوف من الفقد والهمّ والتركيز على الطرف الآخر والتفكير فيه... كل هذا يفسر بشيء واحد فقط وهو "الحب" وقد لا يكون حبا.. أو على الأقل الحب هو شيء من ذلك لكنه ليس مقتصرا عليه فقط.
ستنهي العلاقة إذا بخطوات عملية، فغالبا أنت تتنظر ألا تشعر بشيء اتجاهها آنذاك يمكنك أن تهجرها وتتركها . وهذا غير منطقي، فالترك والهجر وطيّ الصفحة هو ما يجعل مشاعرنا تتغير وليس قبل ذلك. خصوصا أن العلاقات الافتراضية تحمل الكثير والكثير من المثاليات والخيالات اللطيفة والجميلة المختلفة عن الواقع تماما، مما يزيد من الرومانسية وتوهم التوافق المطلق بين شخصين.
لذا عمليا ينبغي أن تقلل الكلام معها وتصارحها أنّ ما تفعلانه "عبث" ولا أحد سينفع الآخر على أرض الواقع.. ثم تقطع العلاقة ولو ترجتك "على فرض" ستتألم (طبيعي) ستحزن (مرحلة من المراحل) ثم تنقص الحدة شيئا فشيئا وتعرف أنك اتخذت القرار الصحيح. وآنذاك ستعرف أنك تخلصت من مسؤولية أكثر من تخلّصك من "علاقة حبّ" !!
ولن تعرف هذا وتفهمه حتى تتجاوز مرحلة الحزن والفقد والألم.
لا تقم بدور الأخ ولا المنقذ لها، لكل حياته وسيعيش حروبه لوحده، وإن كان أحد سيعينه فيجب أن يكون من وسطه وليس شخصا من بلاد أخرى يعيش معه قصة حب وتعلق عبثية تؤذيك وتعطّل نضجه أكثر من مساعدته.
ستخرج من هذا كله عندما تقرر أن بقاءك لا يفيد في شيء وليست هي من مسؤولياتك، بل حتى لو كانت في بلدك فغالبا أنت لن تختارها لتكون شريكتك، فكن صريحا مع نفسك ومعها، هكذا ببساطة، السهل الممتنع، الذي نغفل عنه لشدة بساطته، ويصعب علينا لامتناعه.
واقرأ على مجانين:
الحب من أول كليك
هل يوجد حب عن طريق النت
الحب الإليكتروني وقلة الحيلة