اضطراب وجداني مزاجي
سعادة المستشارين الكرماء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أصبت باكتئاب شديد جدا على إثر صدمة عاطفية شديدة في سن 18سنة ومن بعدها بشهر ظهر الوسواس القهري بعد إصابتي بل الاكتئاب وعانيت سنوات طويلة من غير أن أعرف أنه مرض نفساني إلى أن سافرت إلى السعودية وفي سنة 2003 اشتد علي المرض واشتدت الأعراص واطبق علي الوسواس والاكتئاب القوي إلى أن نصحني أحد الأصدقاء بزيارة طبيب نفساني في السعودية.
وبالفعل توجهت مباشرة وقابلت الطبيب وشخص حالتي باكتئاب وسواس قهري وبدأت رحلتي مع مضادات الاكتئاب السيروكسات والايفكسر مع بعض ومن غير علاج سلوكي تحسنت بعد سنة ونصف وتزوجت وأنجبت رغم أن الاكتئاب أفقدني انتصابي ولكن العلاج أعاد الانتصاب نوعا ما وبعد 7سنوات انتكست انتكاسة شديدة ليعود لي بشكل أقوى مع إني كنت مستمر على العلاج السيروكسات فقط وقد كنت أوقفت الايفكسر للتكاليف الباهظة للعلاج وصارعت هذه المرة 7سنوات.
اضطريت لترك العمل والعودة إلى سوريا وأنا أصارع أفكار كثيرة كأنها خرجت من عقلي الباطن، زاد وزني كثيرا ساء وضعي المادي كثيرا دخلت بصراع مع زوجتي بسبب العلاج وطلبي العلاج ورفضها فكرة المرض أساسا أنا لم أعرف أنني ممكن أن أنتكس ويعود المرض ولم يخبرني الطبيب بذلك من سنتين بدأت بتطبيق الاسترخاء والتنفس وتوكيدات العقل الباطن إلى أن وصلت لمرحلة لم أعد أستطع تحمل مضادات الاكتئاب فأوقفتها رغما عني السيروكسات مع الايفكسر حاولت تجريب أدوية أخرى من فصيل السيروكسات كلها تقريبا وكانت تأتي بمفعول عكسي وأعراض كثيرة من أبسط جرعة.
وراجعت الطبيب بسوريا إلى أن أخدت حبة فافيرين واحدة عيار 50 لتتفجر مشكلة المزاج وتختفي كل الأفكار التي كنت أصارعها وشعرت بغرابة عن نفسي لهذه الحالة أين كنت وإلى أين وصلت بدأ المزاج يضخ برأسي كل البخار مع قلق وتوتر شديد ولم أصب بعوس أبدا وعلى إثر محاولتي إيقاف القلق والتوتر أخدت نصف حبة سيروكسات لتقضي علي، وذهبت لطبيبي بل الشام بحالة مزرية ارتعاش وقلق وتوتر وحالة انحلال بنفسي وتعثر في مشيتي، سألني قلت له ما حصل قال لي اشرح لي معنى المزاج هل أصابتك بهجة وسرور وانشراح كثير؟ قلت لا على العكس تماما أعطاني ديباكين 200صباحا ومساءا مع سوروكويل 25صباحا ومساءا ولكن لم أستطع تحمل الإثنين مع بعض أخدت السوروكويل فقط بحبة 25مغ لمدة أسبوعين حيث كنت أشعر بازدياد ارتفاع المزاج عدت للطبيب أعطاني لاموتريجين وحدة وللأسف تحسنت قليلا عليه مع أعراض جانبية كثيرة جدا وخاصة برأسي.
الآن أنا على سوروكويل المديد بدأت بجرعة 50 مغ ليلا أسبوع ثم 100أسبوع ثم 150أسبوع و صلت إلى 200مغ مديد لي عليها شهر وأسبوع ،، المشكلة أي دواء آخده قبل السوروكويل كنت أحس بمفرزات غريبة برأسي أحاسيس أو أهلاس حسية ولازلت أعاني منها وكثيرة جدا أحس بكتلة جليد برأسي وهذه بدأت مع اللاميكتال ومفرزات عجيبة كنت أشد برأسي وأخبط به محاولة إزالتها ولكنها تنبع كل النبع ،، أوقفت اللاميكتال بعد شهرين من صراعي المرير معه ،، وأنا الآن على السوروكويل ووصلت إلى 200مغ مديد بعد التدرج الذي ذكرته ،، سؤالي أيها الأفضل جزاكم الله كل خير.
أنا جسمي أصبح تفاعله سيء مع استعمال أي دواء وقال لي طبيب أنها من الحالات النادرة عدم تقبل الجسم للعلاج وأصارع لتحمل السركويل بعد خسارتي دواء اللاميكتال ،، أريد تفصيلا عن السركويل الأحاسيس برأسي مخيفة وتخيفني أحس بسوائل لزجة متجمعة داخل رأسي وقشرة محيطة برأسي خاصة عندما أصحو الصباح وأسمع صوت فرقعة شبيه بضرب حجر على لوح جليد أو كسر الزجاج ولا زال القلق والتوتر والأحاسيس التي تهز رأسي وجسدي وهذه أيضا مع اللاميكتال قال لي طبيبي أن جرعة 200 أقل جرعة لتثبيت المزاج وحالتي هي اظطراب وجداني مزاجي وتتفسر الأعراض الكثيرة والمتداخلة...
المشكلة في الكتمة بل الصدر والإحساس بل بضيق النفس والألم بل الصدر يأتيني يوم بعد يوم ويهلكني أعطاني مهدىء كلونازيبام لم أتجاوز 1مغ وأنا أعرف أنه خطر للإدمان وأعرف كل المعلومات عنه وأخدته بناء على طلب الطبيب ،، الآن أرجوكم أريد تفسيرا لهذه الأعراض الحسية والسوائل التي أحس بنزولها للفم وابتلاعها وفرقعة الرأس وأنا أمشي وأحاسيس تضرب على رجولي وأشعر بعدم راحة أو ثبات بل المشي وخائف من رفع الجرعة إلى 300وتزداد الأعراض وأكون بموقع خطر ،، قال لي الطبيب تجاهل المشاكل بصدرك ولاتعطيها أي اهتمام وتجاهل الأحاسيس برأسك وكلها ستزول بإذن الله ،، أشعر بالاكتئاب والتوتر والخوف والهلع ،، كيف أتعامل مع هذه الأعراض كي لا أوقف العلاج مجبرا نفسي تلوع بعض الأيام مع هجمة النفس على صدري!!!
أذهب للرياضة أستاء من تمايل جسدي أو الأحاسيس التي تضرب به وتشعرني بعدم الثبات ،، والاكتئاب هل يكفي السركويل وحده لعلاج الاكتئاب؟ ولماذا لم يهدأ القلق والتوتر والخوف للآن؟ هل فعلا يجب أن أصل للجرعة المؤثرة 300مغ وماذا لو لم أستطع التحمل أو زادات الأعراض الطنين القوي بل الأذن أيضا ،، أعرف أن السركويل يهدىء النفس ويزيل القلق والتوتر والاكتئاب ويحسن النوم الذي حرمت منه سنين والألم العضلي ،، المهم عندي الهجمات على صدري والإحساس بل الاختناق وضيق النفس والزفرة القوية لساعات.
آمل من سعادتكم الرد والتطمين
مع خالص شكري وتقديري
24/1/2022
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
في بداية الأمر لا بد من توضيح طبيعة وشدة الاضطراب العقلي الذي تعاني منه. بالطبع لا يمكن الوصول إلى تشخيص دقيق لأي اضطراب عقلي عبر مراسلات بريدية أو إلكترونية٬ ولكن محتوى رسالتك وبعد مراجعتك لأطباء عدة الاحتمال الكبير هو أنك تعاني من نوبات اكتئابية متكررة وفي الحقيقة المسار الطولاني الذي تشير إليه في الرسالة يكاد يكون نموذجياً. لا يوجد في محتوى الاستشارة ما يشير إلى إصابتك بأعراض اضطراب آخر وعلامات الوسواس القهري كثيرة الملاحظة في الاكتئاب.
تأثير أو مفعول العقاقير الكلي في علاج نوبة اكتئاب حادة أقل ما يتصوره الأطباء والمراجعين على حد سواء٬ وهذا ما أثبتته العديد من الدراسات الميدانية الإحصائية. ما يعنيه ذلك بأن العقار المضاد للاكتئاب لوحده أو مع غيره لا يكفي لشفاء الإنسان٬ وإنما هناك ظروف اجتماعية٬ بيئية٬ مهنية٬ سمات الشخصية٬ نمط الحياة٬ وجود دعم اجتماعي٬ العلاقة الزوجية وغير ذلك٬ تلعب دورها في انتقال الإنسان إلى موقع جديد في حياته وتعافيه. بسبب ذلك هناك ضرورة لدخول الإنسان في عملية علاج كلامي يتفحص من خلالها التحديات الذي تواجهه وكيفية تجاوزها وتجاوز أعراض المرض العقلي الذي يعاني منه.
الكثير من المراجعين وأنت منهم وكذلك الأطباء المعالجين يوجه تركيزه فقط صوب العقاقير. رغم أن المراجع يتوقع في غالبية الأحوال علاج اضطرابه بعلاج نفساني تراه مع وصفة عقار ومع مرور الوقت لا يفكر إلا بهذا العقار أو ذاك وتبديل العقاقير بين الحين والآخر بالإضافة إلى استعمال وصفات شعبية. تعثر رحلة العلاج بسبب أو آخر يوجه المراجع دوماً نحو استبدال العقار لتجاوز الأعراض بدلا من التركيز على معوقات العلاج من ظروف بيئية وشخصية. هذا بالفعل ما حدث معك، فأنت تعاني من أعراض نفسانية متعددة مصدرها الاكتئاب بالإضافة إلى القلق٬ ولكن تبحث عن تفسير لها بالعقاقير التي تستعملها. عقار كوتايبين (سيروكل) الذي تشير إليه نادراً ما يؤدي إلى جمع الأعراض التي تشير إليها٬ والحقيقة الأخرى هو ليس عقار مضاد للاكتئاب ولا الوسواس القهري٬ وإنما هو عقار مضاد للذهان.
بيانتك الشخصية تشير إلى أنك عاطل عن العمل٬ وقراءة سطور الاستشارة لا توحي بأن حياتك الزوجية والعائلية جيدة٬ وربما هناك ظروف أخرى لم تتطرق إليها بالتفصيل.
نصيحة الموقع هي ما يلي:
١- استجبت سابقاً إلى عقار مضاد للاكتئاب وعليك باستعمال أحدها بعد مراجعة طبيبك. لا تتوقع المعجزات مع العقار.
2- جميع مضادات الاكتئاب سواسية الفعالية واترك مهمة اختيار العقار لطبيبك استناداً إلى الأعراض الجانبية للعقار.
3- راجع ظروفك البيئية وتعامل معها بهدوء.
4- احرص على تنظيم حياتك وجدولك اليومي.
5- ادخل في علاج نفساني.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
الاكتئاب الرديد : بعد 15 سنة نوبة جديدة !
الاكتئاب الرديد ...خطوات ونصائح للعلاج
نوبات اكتئاب متكررة : الاكتئاب الرديد
اكتئاب جسيم رديد : العلاج الذاتي لا يفيد
الاكتئاب الجسيم الرديد وصاحبه القلق
الاكتئاب الرديد : واصل مراجعة الطبيب