إصابات الولادة والوسواس: المهم العلاج يا ناس! م

رد المستشار

الابن الفاضل "ahmed" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
 
إذن خرجنا من التساؤلات حول عيوب الولادة كسبب الوسواس... إلى جوهر وسواسك الحالي وهو الخوف أن تكون شاذا أي الحالة التي تسمى على مجانين : الخائف أن يكون شاذا ثم مبدئيا يا ولدي ليس صحيحا ما فهمته أنت وتنقله عن ما قرأت (أن الغير منسجم مع الأنا بيبقي شايف إن هو شاذ بس مش عاجبه حاله ((هذا نقل صحيح)) ثم تكمل (على عكس اللي عنده وسواس بيبقى شايف أنه طبيعي وأن ذي مجرد أفكار فقط.!((وهذا نقل خاطئ)) ... فمريض وسواس قهري الشذوذ لا يرى نفسه طبيعي وأن ما لديه مجرد أفكار ... الله هكذا يكون سليما معافى! ... وإنما هو يشك في نفسه وأحاسيسه الجنسية وذكرياته ولا يصدق أنه طبيعي رغم أنه تماما طبيعي! وإنما الطبيعي فقط في حالة الخائف أن يكون شاذا فيكون تاريخه الجنسي وخاصة قبل أن تعمل فيه معاول الوسواس ويسقط في فخ تفتيش الدواخل بينما مريض الوسواس القهري بما أسميه عمه الدواخل أي أنه لا يكاد يتيقن من نفسه شيئا يبني عليه كما وصفه فقهاء المسلمين منذ قرون طوال، وهو بالتالي غير مطالب بتفتيش دواخله فقهيا لما في ذلك من ضرر ومشقة وتعزيز للوسوسة.
 
 ما تفعله يا ولدي يا "ahmed" هو تفتيش في ذاكرتك وأحاسيسك الجسدية والنفسية المرتبطة بالجنس ... وطبعا ذاكرتك وأحاسيسك واستجاباتك الجنسية كلها من الدواخل التي يستدرج الوسواس الموسوس لمحاولة قرائتها والتفتيش والتحقق مما يجد كأن يتذكر مثلا موقفا جنسيا من الطفولة أو حديثا ثم يقع الشك في نفسه أن شيئا ما يدل على الشذوذ ... وقد يكون أصل الموضوع أنه سمع شيئا ما أو رأى ما ذكره بالشذوذ أو عرف فجأة مثلا أن الشذوذ يمكن أن يبدأ في سن متأخر!! كما تصف أنه حدث معك... هكذا أو بأي صورة يستدرج الوسواس المريض ليدفعه لمحاولة الرد استنادا إلى معلوماته الداخلية وهي المهارة الإنسانية التي هو ضعيف الأداء جدا فيها مثله مثل كل مرضى الوسواس القهري.
 
 طبيعي جدا ومعتاد أن يوسوس مريض الوسواس القهري بـ(وسواس في معرفة هو عنده وسواس ولا لاء؟؟)) وكذلك أن يختلط عليه ما يحاول قراءته من حالاته الداخلية فمثلا حين تقول (بحس بخوف والخوف دا بفسره على أنه ميول بيبقى مش عارف هل دي ميول ولا مجرد خوف بيخليني حاسس أن دي ميول ؟ ... فعاوز أعرف هل الموسوس طبيعي يحس بكدا) الرد الواضح والحذق يفهم كما نقول في مصر أن كلا من الخوف والميول حالات داخلية والموسوس بالبلدي يشك في دواخله ويبقى معرضا للشك فيها ... فعم تتساءل يا "ahmed" ... الموسوس يمكن أن يوسوس في اسمه وشكله وما يشم وما يجس وما يحس وما يسمع! على الأقل في موضوع وسواسه والظاهر علميا أن عمه الدواخل قد يكون عاما مثلما ثبت فيما يخص قدرة على استشعار ضربات القلب ومستوى توتر عضلاته.
 
 المهم أن ما تقوم به حضرتك (من ٣ سنين وأنا مش بعمل حاجة طول يومي غير إني أثبت أني طبيعي يعني مش طول الوقت بس أغلب أوقاتي كدا) ... هذا هو الاضطراب الوسواسي بعينه فأنت أغلب الوقت تفتش وتراقب وتحاول استحضار الدواخل... يعني هذا مؤسف لأنه أسوأ ما يمكن أن تفعل... ببساطة لأنه ضمان لاستمرار مشكلتك المرضية والتي كلما طالت علت احتمالات تعقيدها وخير شاهد قولك (من حوالي سنة مثلا كنت متعايش مع الوسواس وواثق أن هيجي يوم وهبقي كويس) ... ولا سبيل لذلك دون التوقف عن حالة استهياف الوسواس القهري التي تمارسها يا ولدي يا "ahmed" ... وأنت لآخر لحظة ما زلت تقول (أنا لو تأكدت بنسبة 100% أن اللي عندي وسواس مشكلتي كلها هتتحل) ؟ في حين أن الوسواس يستطيع بامتياز أن يحرمك التأكد 100% من أي شيء! وأنت تراه شيئا تافها.
 
 تحرك في طلب العلاج السلوكي المعرفي و/أو الدوائي من طبيب ومعالج نفساني بأي سبيل يمكن من التواصل المثمر لتتعلم كيف تتعامل مع قابليتك للوسوسة.
 
 ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.  
ويتبع >>>>>>: إصابات الولادة والوسواس: المهم العلاج يا ناس! م1

المستشار: أ.د وائل أبو هندي