في الحقيقة فكرت كثيرا قبل أن أرسل مشكلتي إليكم، ليست مسألة ثقة، حاشا لله، فبالعكس؛ حيث أعتبر نفسي صديقة دائمة للموقع؛ فلا يمر يوم إلا وأكون قد اطلعت على الموقع وما يحويه ولو لبضع دقائق، وخصوصا هذا الباب؛ أقصد استشارات مجانين فجزاكم الله خيرا.
أنا فتاة تبلغ السابعة والعشرين من العمر، تعرفت على شاب يكبرني بخمس سنوات (هذه ليست المشكلة) عن طريق الإنترنت، واتفقنا فيما بيننا أن نكون أصدقاء، وفعلا استمرت هذه الصداقة لفترة؛ حيث تميزت بالصراحة والثقة المتبادلة بيننا، وصارحني بكل شيء في حياته وأنا كذلك؛ فكل يوم يزداد تعارفنا على بعض، إلى أن التقينا وجها لوجه بناء على طلبنا نحن الاثنين وإصراره هو، وكنا سعيدين بهذا اللقاء، وكان لقاء في مكان عام بين أعين الناس؛ بحيث لا يستطيع أحد أن يشك في علاقتنا. واكتشفنا أننا نشترك في أشياء كثيرة كالعمل والدراسة وطريقة التفكير والأحاسيس والمشاعر المرهفة والأخلاق؛ فكلانا يُحمد على أخلاقه، والكثيرون يشهدون بذلك والحمد لله.
المهم -كما تعرفون- أن مشاعر الإنسان ليست ملكا في يديه، فشاء القدر أن أنجذب إليه كثيرا، وأحببته بكل صدق ونية خالصة، أحببته أكثر من صديق تمنيته زوجا لي ولمستقبلي، ربما أكون أخطأت؛ لأني انجرفت وراء مشاعري كثيرا وكل يوم يزيد حبي وتعلقي به، ومما يزيدني عذابا أني أشعر في رسائله وكلامه بل في عينيه أنه يبادلني نفس الشعور ولكنه لا يتكلم في ذلك أبدا.
وفي مرة حصل بيننا سوء تفاهم، كنت أنا المتسببة في ذلك، ولكن أقسم أنه دون قصد؛ حيث تصرفت بحكم الصداقة التي بيننا، وفجأة قطع مراسلتي، وبت كل يوم أسأل عنه، وأنتظر رسالة أو مكالمة منه دون جدوى، حاولت أن أكلمه، وأرسلت له عدة رسائل، ولكني فشلت، حتى أني ذهبت يوما إليه لكي أقابله، ولكنه رفض مقابلتي بحجة أنه مشغول.
كنت فقط أريد معرفة سبب مقاطعته، ولكني بعد ذلك نجحت في توصيل رسالة تحمل كل ما أريد أن أخبره به، واعترفت له بحبي بطريقة غير مباشرة، وأخبرته أنه ليس له ذنب في ذلك؛ فكل ما حصل كان خارجا عن إرادتي، ولكنه جرحني بتصرفه، وأخبرته بأن أقطع علاقتي معه، رد على رسائلي بكل احترام، وأخبرني أنه لا يقصد تجريحا أو ضررا لي، وأنه مستعد لتكملة هذه الصداقة للأبد، وسوف يعرفني على خطيبته المستقبلية!! هنا فقط شعرت بالإهانة والتقليل من كرامتي، فأخبرته مع كل احترامي له إلا أنني لا أريد التعرف على أحد، ولكنه طبعا لم يرد، وانقطعت الرسائل فيما بيننا.
أنا لا ألومه في شيء؛ لأني أعرف ظروفه، ولا أريد أن أظلمه؛ فبالعكس أنا أدعو له بالخير دائما والتوفيق في حياته، ولكن المشكلة عندي أنا، أريد أن أتخلص من حبه، ولكن لا أخفي عليكم أني ما زلت أتمناه رغم كل الذي جرى.. فهل هناك حل لذلك؟ فأنا حائرة مع أني حاولت أن أنساه، ولكن يصعب علي. وللعلم أنا حساسة جدا، أتوسل إليكم أن تفيدوني بالحل في أقرب فرصة ممكنة.
وجزاكم الله خيرا
وأعتذر على طول شرح المشكلة ولكني حاولت الاختصار.
30/01/2022
رد المستشار
صديقتي ... لا شك أن ما فعلت وتصرفك فيما وصفتيه بسوء التفاهم والذي تصرفت فيه بحكم الصداقة يعني أنك أعطيت نفسك حقا أكثر مما هو مسموح به في إطار إحترام الصداقة ... أعتقد أنك أيضا تخلطين بين الصداقة والارتياح والتوافق وبين الحب ... أعتقد أن صديقك لم ينظر لك على أنك حبيبة وخطيبة مستقبلية ... وهذا معناه أنك نسجت قصة حب خيالية مبنية على آمالك ورغباتك وليست مبنية على الحقائق والواقع.
على أي حال، لقد عرض صداقته الأبدية ورفضتيها أنت ... أنت تريدينه حبيبا وزوجا مستقبليا ولا شيء على الإطلاق ... هذا من حقك ولكنه شيء لا يناسبه وأنه هو غير مناسب لما تريدين. لا تقاومي فكرة أنك تحبينه وإنما ضف إلى أفكارك أن هناك شخص آخر يناسبك أكثر ... اعتقادك أنه هو الوحيد المناسب هو اعتقاد خاطئ وغير منطقي، خصوصا أن ما شرحتيه هو أقرب إلى التعود والتعلق منه إلى الحب.
هذه المشاعر هي من صنعك أنت وبالتالي يمكنك أن تنتبهي لها أكثر وأقل ... المسألة مسألة اختيار ... يمكنك أن تختاري أن تتعلمي شيئا مفيدا مما حدث أو أن تظلي حزينة وغاضبة لأن لم تحصلى على ما تريدين. للأسف كلمات رسالتك عامة جدا وليس هناك شيء أستطيع أن أناقشه تحديدا ... إذا كان وصفك بأنك حساسة جدا حقيقي بمعنى الكلمة لما كان من الممكن أن تتصرفي تصرفا يبعد عنك صديقا حقيقيا بهذه السرعة ... راجعي نفسك.
الحل هوأن تقبلي أنك لم تحبيه حقيقة وإلا لما أغضبتيه إلى هذا الحد ... تأويلك لنظراته وكلامه ورسائله على أنه يبادلك نفس الشعور هو تأويل غير حقيقي ... ليس هناك حب لكي تتخلصي منه ... ما هو موجود هو إعجاب وانجذاب وتعود ثم تأويل خاطئ وتعلق به من ناحيتك.
أنصحك بأن تكتبي بخط اليد ثلاثين صفة على الأقل في شريك الحياة المثالي لك ... اكتبي وكأنه سوف يصنع خصيصا لك ... أطلقي العنان لخيالك واطمعي في كل ما تريدين ... قارني ما بين هذه الصفات وصفات الشاب الذي تتحدثين عنه ... إن كان هناك الكثير من التشابه بينه وبين صفاتك المختارة فما هو دليلك المادي وبرهانك المحايد الذي لا علاقة له بحدسك وشعورك وتأويلك وكلامه لك عن نفسه ... ابحثي عن براهين تستطيعين تقديمها إلي قاض في محكمة..ربما يصلك هذا التدريب بما تريدين حقيقة.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرئي أيضًا:
!حبيبتي تزوجت.. دفن الحب الأول
الحب الأول معلمي وأحلامي ومشاعري مشاركة
الحب الأول
الحب الأول والحيرة الباقية
كذبٌ وانطواء واكتئاب: أتهم الحب الأول