توتر وقلق : أعراض ليس اضطراب نفسي
أفكار تقتلني وجعلتني أكره الحياة والتفكير في الانتحار
السلام عليكم ورحمة الله، أنا شاب مغربي عمري 27 سنة. قبل حوالي سبع سنوات بدأت معي بعض الأعراض النفسية التي أشرت إليها في استشارة سابقة والتي تتجلى في أفكار تقتحم عقلي ولا أستطيع التخلص منها، الذي حدث بعد ذلك هو أنني أصبحت منظما جدا بشكل صارم لا أستطيع أن أرى الأشياء غير مرتبة أرتب كل شيء في خط واحد وعندما أرى الفوضى وعدم الانتظام أشعر بارتباك شديد ورغبة ملحة في الترتيب والتنظيم، كما أنني أشعر دائما أن يداي متسختين ويجب أن أغسلهما (هذا العرض خفيف لكنه موجود).
الذي حصل هو أنني في الأسابيع الماضية شعرت بضيق خفيف في التّنفس وذهبت إلى الطبيبة التي أخبرتني أن سبب الضيق هو الجهاز العصبي وليس هناك خلل في وظيفة الرئتين، أخبرتها أنني لا أريد العقاقير التي تؤثر على الجهاز العصبي (لأنني أعلم أنها ستزيد من شدة الأعراض النفسية التي وصفتها مسبقا). بعد ذلك وصفت لي عقار يحتوي مادة الإتيفوكسين Etifoxine، قالت لي أنه دواء خفيف ليس مثل العقاقير الأخرى. قلت لا بأس أن آخذه (القرار الذي سيدمّر حياتي إلى الأبد) أخذته في اليوم الأول وحصلت معي بعض الأعراض الجانبية والتي بسببها توقفت عن أخذ العقار. شعرت أن دماغي تجمد وشعرت أن بعض الوظائف المعرفية Cognitive في دماغي تعطلت.
قلت في نفسي سوف أشعر بتحسن في الأيام المقبلة عندما يعود الدماغ إلى وضعه الأصلي. الذي حصل هو أنه في اليوم الخامس بعد التوقف عن أخذ الدواء، لم أعد أستطيع النوم، عدت إلى الطبيبة أخبرتها بما حدث وأنني لم أعد أستطيع النوم، قالت لي أنه لابد أن أتناول العقاقير المضادة للقلق والاكتئاب، وصفت لي عقارين معروفين الأول Xanax والثاني Escitalopram، تناولت الأدوية لثلاث أيام، وحالتي تسوء يوما بعد يوم، ثم توقفت عن أخذ الدواء من جديد ولم أعد إلى الطبيبة. الذي حصل بعد توقفي عن أخذ الدواء هو أن الأفكار التي تقتحم ذهني صارت أقوى وأشد حتى أنها لا تفارقني مع أنني أعلم أنها غير منطقية ولا أؤمن بها إلا أنها تسيطر على عقلي.
الذي انتبهت إليه بالصدفة هو أن جهازي الهضمي له علاقة بما يجول في ذهني حيث أنني عندما تكون معدتي فارغة أشعر بنوع من الراحة في عقلي حيث تخف شدة الأفكار وحِدّتها، كما أنها تزداد عندما أتناول بعض أنواع الأغذية. فيما يخص علاقتي بأهلي، يمكن أن أصفها بأنها عادية، رغم أنني أغضب من أبسط الأشياء التي قد تصدر عن أحدهم والتي أشعر فيها بالإهانة مثلا. المهم أنني الآن أعيش أسوأ مراحل حياتي، أريد فقط أن أغادر هذا العالم، لم أعد أرى الجمال في الحياة.
فكرة واحدة تغزوا عقلي هذه الأيام وهي فكرة قرأتها لأحد الفلاسفة مفادها أنه ليس لدينا برهان على وجود وعي أو روح في الآخرين الذين قد يكونون مجرد كائنات بيولوجية ليس فيها أرواح. استحوذت الفكرة على عقلي ولا أستطيع التفكير في غيرها، أشعر بالتعب والإرهاق النفسي. أريد أن أعيش وأحقق بعض الأحلام التي رسمتها لنفسي، لكن حالتي العقلية لا تسمح لي بذلك، أتعذب كل يوم. أنا الآن أمام بابين، الأول هو الموت والثاني هو مواصلة رحلة العذاب.
أرجوكم أخبروني ماذا سأفعل, لأنني بدأت أنهار!!!
جزاكم الله عنّا خير الجزاء
31/1/2022
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع مجدداً.
كانت استشارتك الأولى قبل ما يقارب سبعة أعوام وتحدثت فيها عن أعراض طبنفسانية لم تصل على تقييم الموقع إلى عتبة إصابتك باضطراب عقلي، وتم توجيه النصيحة بالتوجه إلى استشاري في الطب النفساني للحديث معه والدخول في علاج معرفي سلوكي.
كذلك في استشارتك الأولى كانت هناك إشارة إلى أعراض طبنفسانية في عمر ١٥ عاماً.
أما استشارتك اليوم فهي تعكس بكل وضوح إصابتك باضطراب طبنفساني جسيم يتمثل في أعراض أفكار حصارية واضحة (وسواسية)، قلق ، اكتئاب، أعراض جسدية، التعب، وأعراض معرفية. يبدو أن أدائك الاجتماعي والمهني لم يتحسن كثيراً.
حسناً فعلت وتوجهت إلى استشارة طبية. العقار الأول ايتوفوكسين عقار فعاليته طفيفة إن وجدت وإن تميز بشيء فهو عدم وجود أعراض جانبية تذكر، ورغم ذلك لم تقوى على استعماله وهذا يثير الشك في أن أعراض اضطرابك النفسي هي السبب. كذلك لم تقوى على استعمال خليط آخر من العقاقير لمدة ثلاثة أيام فقط.
نصيحة الموقع ما يلي:
١- تراجع استشارياً في الطب النفساني وتلتزم بنصيحته.
٢- أنت بحاجة إلى عقاقير يتم وصفها من قبل طبيبك المعالج للسيطرة على أعراض اضطرابك النفسي الذي قد يصل عتبة يصبح فيها مزمناً ومقاوماً للعلاج.
٣- ربما هناك حاجة إلى استعمال العقاقير لمدة عام على الأقل.
٤- تدخل في علاج كلامي بعد تحسن الأعراض.
وفقك الله.