وسواس الكفرية : قهري ديني جنسي
أغيثوني ..
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله .. أشكر لكم أن استجبتم لي لعرض مشكلتي هنا .. وبعد ..
أعاني – أيها السادة – ومن زمن طويل جدا ( 43 سنة) من صوت في رأسي قد نغص عليّ حياتي وضيع مستقبلي؛ يتمثل في قول كل ما أكرهه ؛ حيث يضايقني ويستفزني دائما ويذلني ويوجعني، ولا أعرف أن أرد عليه أو أسكته، وعلى مدى 14 عاما الأولى من حياتي تناول هذا العدو أمورًا غير الدين لكني لم أهتم ولم أغب عن الدنيا وكنت مشغولا بالدراسة، ولكنه بعد ذلك حتى الآن تناول الأخطر وهو الدين ولاسيما أهم ما في الدين وهو ( الله )
والأمر ليس تشكيكا في وجود الله كما هو حاصل مع بعض المرضى، ولكن هو إهانة لله تعالى بشكل قذر وجنسي وإباحي، إن صفات (منكوح وشاذ وكذا وكذا ) وباللغة العامية هي التي تسلطت عليّ، فصعقت ودخلت في غيبوبة طويلة، ولم أقدر أن أقول لأحد ذلك؛ كيف أريد أن أنساه وأقوله؟ والفكرة أنني كنت أعبد الله لذاته وكنت أيضا أخاف النار ولكن لم أفكر في الجنة، لقد عبدت الله لنفسه فقط، لأنه يستحق العبادة، لقد أحسست أني أنا المسئول عن ذلك فـ ( شت عقلي )؛ لأني حاولت التخلص والمواجهة وفشلت.
لقد حاربت بلا سلاح، فأهملت دراستي، وقلت أحل هذه المشكلة أولا والدراسة باقية، كنت اعتبرت الدين أهم من أي شيء آخر، إن هذا الصوت الملعون الكافر القذر لا يرحمني في صحو أو منام أو حتى صلاة وقراءة القرآن، ولما أقول إنها هلاوس يقول هو ( حقائق ) مثلا، وقد فسرته أنا بأنه ( انفجار عقلي ) ؛ لأني كنت صموتا لا أتكلم ؛ بسبب أني نشأت في بيت أسمع فيه ولا أتكلم، واضطررت للسكوت برًا بالوالدين، واتضح أنهما هما السبب المباشر في هذا المرض العظيم الثقيل.
ولأني خفت من الآخرة والحساب والصراط والنار، وخجلت من الله أن يناقشني في هذا، وبعد أن شت عقلي الآن يتعذب قلبي لو سكت وأخاف أن يتوقف ؛ إن من قال إن العلاج هو التجاهل لم يفدني ؛ لأن عدوي سيستمر في الكفر والكلام القذر، ولو قلت لعدوي الداخلي ( إني كفرت ) فلن يتركني ؛ لأني أكذب عليه، فهو يعرفني جيدا، وأني أقول ذلك حتى يتركني، إن القرآن والأحاديث أكدوا على لزوم طاعة الولدين، وفعلت ودفعت ثمنا لا يعرفانه، إن الكلام في هذا يطول ولكني أحاول الاختصار ..!
إن المرض كان من البداية ولا أعرف سببه الحقيقي من حسد أو سحر إلخ ولكني عرفت أن ( الوالدين وولد لهما ) هذا الثلاثي هم السبب، إن المعاملة السيئة هي السبب من الشتم والزجر وعرض الكراهة إلخ ؛ لأني عبدت الوالدين عبادة ولم يشعرا بذلك لأنهما كانا ماديان، لقد كانت من ولدتني تقول لي باستمرار : ( أنت السبب في ضياع أسناني ؛ لأني عندما حملت بك أوجعتني أسناني جدا، ولما حاولت أن أتخلص بإجراء عملية ؛ خفت عليك من أثر البنج، فضحيت بأسناني من أجلك وكلما أكلت بلعت الطعام بلعا فيوجع قلبي )، وقد كانت مدمرة الأسنان، وفي كل مرة أنظر فيها إليها أشعر بظلم وذنب عظيمين، إن الشعور بالذنب سبب أساسي في حالتي ..!
لقد كان من ولدني يعمل حارسًا في الأمن الحكومي، كان قوي البنية وعنيفا شتوما فظا، قد غرس في نفسي الخوف منه ومن الدنيا، لم أسمع منه سوى الإهانة والتعيير بالغير، ولو قال كلمة طيبة فالسيء أكثر بكثير، وأن أحفظ الكلمة الحلوة وأحفظ كذلك المُرة، لم أجد لي أمًّا تنسيني ذلك، وكان ولدهما الذي هو من المفترض أنه ( أخ شقيق ) تسلط عليّ وكان يؤذيني بالكلام والفعل على اعتبار أنه الأكبر والفرق بيني وبينه 3 سنوات ونصف فقط، وحاولت رده فلم أقدر لأنه كان مصرًا على ذلك، وكانت معنوياتي منخفضة بسبب من ولداني، فانكسرت وسلمت ودفعت الثمن، وهم جميعا لا يدرون بما حصل لي رغم أني منهم وأمام أعينهم كل يوم، لقد ظنوا أن هذا طبعي مثلا وخدعوا أنفسهم كما أحبوها لدرجة العبادة.. ولكن أقول إن هؤلاء الثلاثة قد أكمل بعضهم بعضا، ولو كانوا اثنين فقط لما حصل ما حصل !
لقد أصبحت أشبه (أهل الكهف) لأني انفصلت عن الواقع والزمن مدة 43 سنة رغم أني لم أبرأ بعد من المرض ولكني تحسنت فقط، وكلما قلت لأحد ذلك لا يفهم، وما وصفه الأطباء والروحانيون لم يفد، لقد غبت عن الدنيا سنة 1987 وكنت في الصف الأول الثانوي، وبدأت أفيق عام 2020م، فوجدت الدنيا تغيرت واختراعات جديدة قد ظهرت، ووجدت وجهي تجعد وشعري أبيض، وأريد أن أبكي على حالي ولكني أحاول ولا أقدر، أشعر بالفشل في حياتي وأني متأخر عن جميع زملائي وأندادي وأشعر أن كل السبل للحياة والعمل والنجاح موصودة أمامي، وأن صبري لم ينفع ؛ بل ضيع عمري ..!
ولما عرفت أن السبب هم من ولدوني حاولت أن أنبههم، ولكن بلا جدوى، فخفت على نفسي من عذاب الله ولقاءه يوم القيامة، وخفت عليهم كذلك أن يعذبهم الله ؛ وأن يقولوا لي لماذا لم تخبرنا ؟ ذلك لأن العيب في الذات الإلهية لا نعرف مصيره .. لم أكن أفكر ولكن أسمع فقط .. ولا أجد إلا آية ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا.. ) في المدرسة والشارع والتلفزيون وفي كل مكان وكذلك ( فلا تقل لها أف ..) وأيضا ( قالوا ثم من قال أمك ..) أنا لم أقل (أف) رغم أن ما يفعلانه يسبب الانفجار، لم أقل أف وكتمت نفَسي بيدي إرضاء لهما ولكن لم يشعرا فظنهما سيء باستمرار.. وبعد فشل التنبيه اتخذت قرارًا أن أخاصمهما حتى الموت، وفعلت ذلك ولكني شعرت بنوع من الندم بعد ذلك ؛ لأن صورة من ولدني كانت أمامي باستمرار وهو مريض بالشلل وكان يناديني في آخر أيامه ولم أذهب إليه حتى مات، لقد أذقته القسوة التي أذاقني إياها، ولكن عرفت أن سكرات الموت شديدة، وخفت أن يكون قد تحمل أكثر بسبب ما فعلته، وما زلت حزينا لذلك .. أما من ولدتني فلم أرها حتى قالوا إنها ماتت لا رحمها الله ..!
لقد ربوني على الخوف ففقدت الثقة في نفسي تمامًا، خفت من الناس ومن المستقبل حتى ضاع مني، كنت متفوقا في الدراسة ولم يشفع لي، لقد كانت من ولدتني تجهز لي الطعام وتخدمني لتتسلط عليّ بعد ذلك، وتسمعني ما أكره، ومن ولدني كان (ممولا) وليس أبا .. لقد كانا أميين لم يتعلما، فقلت : وهل المشاعر تحتاج إلى تعليم ؟ هل قبول ورحمة الوالدين بولدهما يحتاج إلى تعليم وتنبيه ؟
إن الوساوس أو الهلاوس السمعية والبصرية تشمل كل ما هو إباحي وعوري سواء في الدين أو غيره، أقول لهذا الصوت: ( عيب اشتمني أنا أو اشتم حتى الرسول ولكن لا تشتم الله )، لقد تأكدت أنه شيطان أو قرين بعدما دفعت الثمن بناء على قول العلماء، فمرة يقول كلمة الكفر وأنا ضعيف أمامه ؛ أي أخاف أن يقول فيقول ! ومرة أكون ناسيا ومنشغلا بأمر آخر فأجده يلقي إليّ بالكلمة البذيئة بلا خوف من ربه، لا أعرف كيف أرد عليه، قرين مع مرض نفسي مزمن، مع سحر سفلي لا يستطيع أحد أن يفكه لأن الخادم قالوا قد وقع في (خطأ كبير) في إتمام السحر، لقد قال لي أحدهم : إن إقرب إنسان لك هو من فعل ذلك فيك، ولم أجد أقرب إنسان إلا الأم !! وقد يكون سحر بالطاعة لأني لم أقدر أن أخالف أبدا ..!
أشعر كأنما يوجد إنسان بداخلي لا يرحمني أبدا حتى بعد ضياع عمري وكبير خسارتي، لا تنفع معه الصلاة لأنه يأتيني فيها، إنه يذلني ويدمرني ولا يرحمني أبدا، ولم أكن أتصور أن عداوة تصل إلى هذا الحد ؛ إنه يصف الله بصفات قذرة إباحية وهذا ما يذيبني خوفا ودمارًا، لقد شعرت أنني ارتكبت ذنبا لا يعرفه أحد، ووالله ما خفت العقوبة ولكني اهتممت بمقام الله وجلاله فقط .. لقد هربت منه قديما لأني لم أعرف أن أرد عليه وذقت عذابا أسميه جهنم الدنيا، ولما عرفت أن من ولدوني هم أعدائي لأنهم السبب ؛ قلت لابد أن أنتقم منهما هما وولدهما، فاتخذت هذا القرار في 2010.
لم أعد أذوق طعما للدين لأن قدسيته زالت بسبب الإباحية، هل يمكن أن يجتمع مسك وغائط في مكان واحد ؟!.. إن مريضا غيري ربما يصف له الشيطان أن الله كاذب أو ظالم إلخ ؛ لكن الصوت عندي يصف بصفات إباحية عورية لا أقدر إن أسمعها فكيف أقولها ؟ في كل مرة عندما يتكلمون عن الوسواس يقولون التشكيك في الوضوء أو عدد الركعات إلخ لكن ما عندي لا يعرفونه ؛ إن الوسواس أو الصوت يمسك كل ما هو عوري في الأفعال والأشكال ويستغل كل معلومة عندي لكي ينشئ عبارات كفرية لا تحتمل ..
لقد حصل مثلا أني رأيت كلبا فسمعت الصوت يقول هذا الله، ولما أقرأ القرآن مثلا آية تنتهي بقوله مثلا ( غفور رحيم ) اسمه صفة قذرة جنسية بعد ذلك وفي نهاية التحيات في الصلاة عندما أقول ( إنك حميد مجيد) أجد صوتا ينتظرني يقول ( ولكن ....) ويذكر صفة قذرة، لقد وصل الأمر أني نسيت اسمي ولم أنس الكلمات القذرة .. ولما أسمع لفظ الجلالة يتوجه الإحساس إلى العضو الذكري، لقد تجنبت ذكر الله ولكن كلما أذهب لمكان أرى لفظ الجلالة موجودا ككلمة مكتوبة أو منطوقة وأسمع من يكفرني ويقطعني .. وعندما أدخل المرحاض أشعر أن الله يتفرج عليَ فأخجل من ذلك كثيرا، وأمور أخرى كثيرة ..
لقد ضاعت مني أحلى وأهم سنوات عمري بسبب هذا المرض الخطير الثقيل الطويل ..
واسمحوا لي أن أكمل لاحقا ..!
1/2/2022
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
تبدأ الاستشارة أولاً بوصف أعراض اضطراب الحصار المعرفي (الوسواس القهري) في الأحداث٬ ومن يقرأ الفقرة الأولى والثانية يصل إلى استنتاج واحد وهو أنك تعاني من اضطراب غير ذهاني بحاجة إلى مراجعة طبية ووصفة عقار أو اثنين ومن بعدها الدخول في علاج كلامي.
بعد ذلك هناك الفقرة الثالثة والرابعة٬ ويكون الاستنتاج بأن ضحية طفولة غير سعيدة وتعرضت لصدمات نفسانية لعبت دورها في ظهور أعراض طبنفسانية وسماتك الشخصية.
مع بداية الفقرة الخامسة يتغير النص٬ و فيه ملامح اضطراب التفكير ووجود منظومة وهامية مزمن حول غيابك عن الحياة وولادتك من جديد ورحلتك مع المعالجين الروحانيين. يتغير وصف الأعراض ولا يوجد شك بأنك تعاني من هلاوس سمعية بالإضافة إلى وهام محتواه يتعلق بطفولتك ووالديك ويتناقض مع ميولك الدينية والأخلاقية٬ ولكن لا تشك أبداً في مصداقيته. الصراحة ذكرياتك على الأرجح وهامية.
لذلك ما يمكن أن يستنتجه الموقع ما يلي:
1- إصابتك باضطراب عقلي؟ نعم.
2- طبيعة الاضطراب؟ مزمن مساره قد يصبح مقاوماً للعلاج. التشخيص هو الفصام.
3- شدة الأعراض؟ عالية.
4- خطورة الاضطراب؟ أنت تشكل خطراً على نفسك وعلى صحتك العقلية بدون علاج.
5- العلاج؟ عقاقير مضادة للذهان ولا تتوقع استجابة سريعة وعليك بالصبر والاستمرار على العلاج لفترة طويلة.
توجه صوب مركز للصحة العقلية.
وفقك الله.
ويتبع>>>>>>: وسواس الكفرية : قهري ديني جنسي م1