السلام عليكم
أنا مشكلتي إن عندي حساسية من خطيبة أخي، هي من سني ستنتهي من كلية الطب عما قريب، وأنا انتهيت هذا العام من طب أسنان. أنا ملتزمة الحمد لله، لكن لم أكن أتوقع أن يخطب أخي قبل ما أنا انخطب الأول.
ذهلت عندما جاء يقول لنا تعالي أنت وماما تشوفوا العروسة، أحسست أني رخيصة جدا، هو سافر وتركنا نذهب لها في المناسبات، لا أقول عنها غير عيوبها، لا أكلمها إلا إذا اتصلت وكثيرا ما لا أرد عليها، لما أذهب هناك على مضض تقول لي أمها إن شاء الله عقبالك أما نفرح بيكي قبلها، لا أدري تقولها بأي نية، أشعر ساعتها أني أود أن تبلعني الأرض ولا أكون رخيصة.
لا أريد أن أكون حقودة سيتزوجون قريبا.. أشعر بمنتهى الغيرة كالأطفال عندما تقول لأمي يا ماما، أبكي كثيرا وأنهار لِم لم ينتظرني أخي، إنه يكبرني بـ3 أعوام فقط، وهو أخي الوحيد.. أشعر أن في عيبا؛ إذ لم أخطب إلى الآن ولم يعتذر لي أبدا أخي، إنه جرحني.
ماذا أفعل؟؟
وهل أنا محقة في شعوري؟؟
13/2/2022
رد المستشار
أختنا الكريمة.. هناك أناس يتصفون دائما بالحقد والأنانية وعدم المنطقية في التفكير، وأنت لست من هؤلاء الناس، بدليل أنك لاحظت انحرافًا في مشاعرك، وهذا الانحراف ليس مألوفًا بالنسبة لك، فأرسلت مشكلتك تطلبين الحل والمشورة.
إذًا هذا ليس خلقك عموما.. ولكنه انحراف طارئ أنت تعبرين عنه بكلمة (عندي حساسية من خطيبة أخي)، وهذه الحساسية تظهر في صورة حقد جلي، وأنانية واضحة، وتفكير غير منطقي.
أما الحقد فهو يتجسد في غضبك من زواجهما، وعدم ردكم على الفتاة، وغيبتك لها.. و..و.. وأما الأنانية، فتتجسد في أنك تريدين أن تعطلي سعادة أخيك واستقراره، انتظاراً لك.. وأما التفكير غير المنطقي فهو أنك تتصورين أن أخاك إذا سبقك في الزواج فهذا يعني أنك (رخيصة)!! وأنه جرحك عندما خطب قبلك!! وأنه يجب عليه الاعتذار!! على أي منطق بنيتي هذا الكلام؟
نصف العلاج هو معرفة المشكلة.. وأعتقد أنك الآن قد عرفتها، وأدركت أنها تتمثل في أفكار غير منطقية تسيطر عليك، ومشاعر الحقد تجاه الفتاة والأنانية تجاه أخيك. إذا اتفقت معي على هذا يصبح باقي الطريق سهلا.
فالأفكار غير المنطقية يتم انتزاعها، واستبدال بها أخرى منطقية، وذلك من خلال حوار ذاتي إيجابي بينك وبين نفسك.. تسألين نفسك -بصدق وهدوء- ثم تجيبين على نفسك: هل أخي مضطر أن ينتظرني؟ هل هناك شيء في الشرع مثلا يدعو إلى أن ينتظر الأخ أخته؟ هل انتظاره لي سيعجل بزواجي، أم أن الزواج رزق من الله لن يقدمه أو يؤخره زواج أخي؟... وهكذا.
أما مشكلتا الحقد والأنانية، فهذه أمراض قد تطرأ على قلوبنا -لأننا بشر ولسنا ملائكة- وكل ما علينا عندئذ أن نطهر قلوبنا من هذه الأمراض، حتى لا تصبح سلوكًا، وحتى لا نعتاد عليها ونتقبلها وكأنها أمر طبيعي، بل ونلقي اللوم على الآخرين، ونبرئ أنفسنا.. وشفاء القلب من هذه الأمراض له طرق كثيرة يمكنك التوسع فيها من خلال كتب ترقيق القلوب وتهذيب النفوس، ولكني هنا أكتفي ببعض النقاط المركزة:
1. كسر حالة البرود القائمة بينك وبينهما؛ لأنها من الممكن أن تتفاقم، فإن خطيبة أخيك ليست ملاكًا، ومن الممكن أن تضيق بك ذرعًا في يوم من الأيام، وتشعر بما في قلبك تجاهها، وعندئذ قد تحدث تصدعات في العلاقة بينكما يصعب رأبها.
2. الدعاء لله تعالى أن يطهر قلوبنا.
3. الاستغفار والذكر والصلوات وتلاوة القرآن.
4. أن تكثري من الدعاء لأولئك الذين نحقد عليهم أو نشعر تجاههم بالأنانية، فإن هذا فيه انتصار كبير للإنسان على شرور نفسه.
أختنا الكريمة.. استعيني بالله تعالى على نفسك؛ فهو سبحانه مقلب القلوب بيده الأمر كله.