الجهر بالمعصية
فعلت معصية وتبت توبة نصوحا منها والحمد لله لكن لم أحس بالتحسن وبقيت حزينة أياما طوالا فالتقيت بصديقة وتحدثت معها لكن تلميحا وليس جهرا بمعصية وهي فهمت القليل منها وقمت بذلك بغرض أن أرتاح ولا بغرض الجهر والتفاخر والاستخفاف بالدين فالله يعلم مقدار حزني وغمي .
لكن عندما قرأت قول رسولنا الكريم "جميع أمتي معافى إلا المجاهرون" انصدمت ولا أستطيع أن أتخطى هذا الحزن أبدا فهل أعتبر من المجاهرين الذين لا يعفي عنهم الله؟ علما أني والله ندمت ندما شديدا على تلميحي.
فهل يغفر لي الله ندمي لهذا وهل أعتبر من المجاهرين؟
وهل فسدت توبتي السابقة عن ذنبي؟
27/2/2022
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا "لامية" على موقعك، وكل عام وأنت بخير
إن المؤمن إذا ضعفت نفسه وعمل ذنبًا، فواجبه التوبة وهذا ما فعلتِه أنت والحمد لله، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. وبعد هذا عليه أن ينسى الذنب ولا يكثر التفكير فيه. فالانشغال بالتفكير بالذنب بعد التوبة والإقلاع، حيلة من حيل الشيطان، لأن الإنسان ينشغل عن ذكر الله بذكر الذنب، ولأن كثرة الحزن والخوف من عدم المغفرة قد يفضي إلى سوء الظن بالله، وهو من الكبائر.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: ((كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من الجهار أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله تعالى فيقول: عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه, ويصبح يكشف ستر الله عنه)) متفق عليه
فالمجاهر هو الفاسق الذي يأتي بمعصية ويعلنها ويتواقح بها بين الناس، فيساعد على نشرها واستسهالها. وأنت ترين أنه لا علاقة لك بهذه المجاهرة لا من قريب ولا بعيد، وليس من المجاهرين من يحكي معصيته من باب الاستفتاء ونحو ذلك.
والمعافاة: إما المعافاة من ألسنة الناس وأذاهم، أو المعافاة من العقوبة، فمن ستره الله في الدنيا لم يفضحه في الآخرة، فإذا فضح نفسه أضاع على نفسه فرصة الستر في الآخرة.
والمهم: مهما كانت معصيتك كبيرة، فندمك وتوبتك ماحية لها بفضل الله، وكلامك من باب الحزن والندم لا يؤثر على توبتك السابقة، والأفضل ألا تتكلمي نهائيًا لأنه يساعد على تلاشي الفكرة.
شيء ما كان ينبغي أن يقع ولكنه للأسف وقع، لا نملك إلا التوبة وحسن الظن بالله والنسيان... وانتبهي ألا تتحول ذنوبك بالنسبة لك إلى وسواس لا يفارقك... انسي كل شيء وانشغلي بما ينفعك في الدارين
وفقك الله
ويتبع>>>>: وسواس الجهر بالمعصية!! كفارة اليمين م