الوساوس
السلام عليكم إخواني أنا فيني وسواس كفري وشركي ومرت علي أنواع وساوس كثيرة وبفضل الله تغلبت عليها الحين الفترة هذه ألعب ألعاب إلكترونية وتجيني وساوس أني كفرت وأشركت بسبب أن بعض الألعاب اللي ألعبها فيها أمور شركية بس أتجنبها أنا وأكرها كره شديد وما أعتقدها.
أنا أعرف أني أذنبت لكن هل بلعبي ألعاب إلكترونية فيها شركيات وكفريات أكون كافر خارج من الملة؟ مع أني أتفاداها وما أعتقدها أرجوك أخي الكريم جاوب علي بجواب طويل، أخوك المسلم بحاجة لكلمة منك تريحه بخصوص هل ممكن لعبة ألعبها تخرجني من ديني؟
آسف على الإطالة
جزاك الله خير
22/2/2022
رد المستشار
الأخ الفاضل "بدر" حفظه الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، أهلا وسهلا بك على موقعك، ونحن نرحب دائما وبأسئلتك واستفساراتك
الأخ الكريم : إن هذه الألعاب التي تحتوي على مثل هذه الأمور الكفرية لا يجوز اللعب بها؛ لأمور:
أولاً: اشتمالها على منكر لما تحتويه من شركيات وكفريات، قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ) رواه مسلم وأقل درجات هذا الإنكار هو الإنكار القلبي، والإنكار بالقلب فرض على كل واحد لأنه مستطاع للجميع وهو بغض المنكر وكراهيته ومفارقة أهله عند العجز عن إنكاره باليد واللسان، ومن عودّ نفسه على مشاهدة هذه المشاهد قد يزيل من قلبه هذا الإنكار – والعياذ بالله تعالى من هذا – يقول الله سبحانه :(وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) الأنعام 68 ، فالذي يلعب بهذه الألعاب يكون كالذي يقعد معهم، وهو أمر منهيٌّ عنه، وإن لم يكن فاعله راضيًا بصُنعهم .
ثانياً: أن اللعب بها وقوع في الشرك، وهذا شرك صريح على سبيل اللهو واللعب وقد عدّه العلماء من الكفر – نسأل الله السلامة والعافية – قال الله تعالى :(وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ) التوبة 65 – 66 فمن علم حرمة مثل هذه النوع من اللعب واستمر في اللعب غير مستحل له، فهو ذنب من الذنوب عليه أن يتوب إلى الله منه ويقلع عنه، فهذه الألعاب، وإن لم تنجح في إخراجك من الإيمان إلى الكفر، فإنها تنجح - بلا شكٍّ - في تهوين أمر الشرك في القلوب؛ بحيث يعتاد المسلم الذي يلعب تلك الألعاب على مشاهدة تلك المناظر الكفرية، فيعتاد عليها، ويهوِّن أمرها في قلبه؛ ولذلك فإنه لا يجوز اللعب بتلك الألعاب بأي حالٍ من الأحوال.
ثالثا: أن لعب المسلمين بهذه الألعاب يساعد على نشرها وترويجها؛ فإنْ قلنا بأنك لن تقع في شباكها، فإنك تساعد على وصولها إلى غيرك ممن قد يقع في شباكها. وبهذا يُعلم أنك لا يجوز أن تلعب بها، حتى لو تجنَّبت المنطقة التي بها هذه الكفريات؛ لأنك حتى لو تجنبتها، فأنت تساعد على نشر اللعبة لتصل إلى غيرك ممن لا يتجنبها ، ولذلك ينبغي توجيه النشئ لغيرها من الألعاب السالمة من المحاذير، وهذه الألعاب كثيرة والحمد لله
أما فيما يتعلق بالحكم على اللّاعب بهذه اللعبة بالكفر، فهذا يحتاج إلى النظر في توفر شروط التكفير فيه وانتفاء موانعه، فليس كل فاعل للكفر كافراً
وإن سلم الإنسان من اعتقاد ما بها من شرك، وكان قلبه مطمئنا بتوحيد الله، وتفرده بذلك: فإنه لا يكون مشركا، بل يكون مرتكبا للحرام
نسأل الله تعالى لنا ولجميع المسلمين الهداية، وبالله التوفيق.
ويتبع >>>>>>>>: ألعاب إلكترونية وخواطر كفرية وشركية ! م