السلام عليكم
عشت في بيئة محافظة منغلقة، ولعل البعض يظن أن هذا نعمة من نعم الله، حيث إني تربيت في بيئة متدينة، ولكن وبعد أن تركت هذه البيئة، وسافرت إلى بلاد الغرب، أصبحت أعاني من مأزق ... فأنا أخجل جدا، وأرتبك عند مخاطبة النساء، بل ربما تكلمي مع شخصية مرهوبة ومحترمة أسهل عندي من التكلم مع النساء فما هو الحل؟؟؟ علما بأنها مشكلة قديمة، منذ صغري، لما كنت في الدولة التي عشت فيها، وكنت أظن أن سبب هذا يعدو إلى البيئة.
ولكن الأمر ظل كما هو حتى في الغرب،
ومع نساء مسلمات وغير مسلمات!!.
20/2/2022
رد المستشار
لا شك أنك تتفق معي أن الخجل الطبيعي صفة طيبة ومحمودة، ولكن الخجل المرضي صفة غير محمودة، والفرق بينهما أن الحياء الطبيعي هو أن الأيّم تستحي من الاقتحام والنفس تترفع عن الابتذال، ويكون الوقار والاتزان والالتزام بالضوابط الشرعية السمة في العلاقة بين الرجل والمرأة في حدود ما يتطلبه التعامل بينهما. ما الخجل المرضي فهو الذي يصنع جوًّا من الارتباك، فيجعلك تضطرب أو تتعثلم إذا أردت أن تسأل زميلة في الدراسة سؤالاً عابرًا أو موظفة أو حتى في حوارك مع خطيبتك في المستقبل.
وأنت تعلم طبعًا أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يوصف بأنه أشد حياءً من العذراء، ومع ذلك كان جادًّا ومتوازنًا جدًّا في حواراته مع النساء اللاتي ربما كن: يستشرنه ـ بحكم دوره ـ في أدق أمورهن.
أنا تعمدت أن أطيل في هذه المقدمة حتى لا يتكرر الخطأ الشائع الذي يقع فيه كثيرون، وهو إما التطرف في اتجاه الخجل المرضي أو الاندفاع للتخلص منه بالتخلص من الحياء كله.
الخجل الزائد له أسباب كثيرة، فالتنشئة والبيئة لها دور، وكذلك الاستعداد والتكوين الشخصي له دور، ولكن -على أية حال- ما أريد أن أؤكده لك أنك ستستطيع بكل تأكيد أن تتخلص من هذا الخجل الزائد، كل ما هو مطلوب منك:
أولاً: العزيمة والإرادة والرغبة الحقيقية في التغيير.
ثانيًا: التدرج البطيء في مواجهة النساء، والبدء بالمواجهات الأسهل والأبسط ثم الأصغر. وطبعًا الثقة بالنفس لها دور كبير.
الحل في ثلاث كلمات: العزيمة ـ الثقة ـ التدرج.
في أحيان كثيرة يكون اللجوء إلى الطبيب النفسي مفيدًا جدًّا لمتابعة هذا التدرج بشكل منهجي، وربما الاستعانة ببعض الأدوية.
على أية حال، أنت لن تستمر هكذا طويلا، وستتغير كما تغير كثيرون مثلك، وربما نجدك بعد شهور قليلة ترسل لنا على الموقع مشاركة ترد بها على أحد السائلين ـ يريد أن يتخلص من الخجل المرضي. وعندئذٍ ستذكر لنا تجربتك التي كللت بالنجاح والتوفيق.
واقرأ أيضًا:
في الرهاب الاجتماعي، هل الطبيب النفساني مهم؟
الرهاب الاجتماعي: خطوات لبداية الع.س.م
الخجل والارتباك.. رهاب اجتماعي