لي سؤال مهم..
أسأل الله أن يعينكم على الرد على سؤالي بما فيه الخير، وجزاكم الله خيرا..
في البداية أعطيكم معلومات مهمة:
1- لي طفلة اسمها رنا عمرها 8 سنوات ونصف.
2- عندها تبول لاإرادي، تم عمل جميع الفحوصات اللازمة لها لمعرفة أن ما يجعلها لا تتحكم بتبولها مرضي أم لا، وجميع الفحوصات أثبتت أنه ليس بها أي مرض عضوي.
3- مستواها جيد بالمدرسة.
4- تلعب الرياضة ومتقدمة بلعبتها (ألحقناها بها من باب العلاج).
5- عندها 3 أخوات أكبر منها، بنتان (25-26 سنة)، ولد (18 سنة).
6- مدللة بعض الشيء، وجميع أفراد البيت يحبونها وكذلك والدها.
7- الأبوان وجميع الأبناء متعلمون تعليما عاليا ومثقفون.
8- الوضع الاجتماعي للعائلة متوسط.
9- العلاقة بيننا وبين العائلة الكبيرة (أهل الأب والأم) منقطعة لأسباب ليس لنا يد بها وليس بمحض إرادتنا.
خلفيات عن الحياة:
- الأب: عصبي جدا، لا يحترم الأم، والخلافات بينهما تكون أمام الأبناء، عندما يضرب أخواتها يكون بشكل جنوني ولكنه قليل ويحصل ذلك أمام الطفلة، كثير السباب، يدلل الطفلة أوقات ويكون عنيفا معها أوقات أخرى، ولكنه على الجانب الآخر.. كريم.
- الأم: متأثرة بتصرفات الأب وتحاول مداواة أثرها على الأبناء بأي شكل (المداواة أحياناً تصيب وأحياناً تعطي النتيجة العكسية)، حنونة، تدلل الأبناء بشكل زائد لتعوض شدة الأب الزائدة.
- الأخوات:
* البنات: بينهن الخلافات العادية التي قد تكون زائدة بعض الشيء من جراء تصرفات الأب الشديدة والمتقلبة، ولكن (الولد) مدلل جدا من جانب الأب ويعامل أحيانا معاملة مختلفة عن باقي الأبناء، مما جعله مصابا باللامبالاة وغير مهذب.
* الولد والأخت الصغيرة (المعنية بالمشكلة) دائما الشجار، والولد كثيرا ما يستفزها.
* الطفلة رنا المعنية بالمشكلة: حتى الآن عندها تبول لاإرادي، وغير مهذبة لا تحترم أخواتها، ولا والديها، كثيرة المجادلة، عنيدة، لا تسمع الكلام بسهولة، كثيرة الطلبات التي أحيانا نلبيها وقليلا لا.
المشكلة:
- لا نعلم كيف نربيها، وهل نتعامل معها بشدة أم لا؟
- نظرا لظروفها الصحية (التبول اللاإرادي) نحاول أن نتغاضى عن أخطائها، هل هذا صحيح أم لا؟
- كيف نتعامل مع الطفلة في ظل هذه الظروف، هل نقسو لنربي، أم نحنو لنعالج قسوة الأب كالمتبع الآن؟
- هل يمكن حل مشكلة البيت ككل للوصول به لبر الأمان؟
- هل يمكن حل مشكلة الأب والتي نعلم أنها تؤثر بشكل سلبي على جميع أفراد البيت (مع العلم أن الأب شخصية متكبرة، لا يسمع لأحد، ويعلو فوق النصيحة، ولا يستمع لكلام أحد سواء من داخل البيت أو من خارجه، فقد حاولنا في ذلك كثيراً ودائما ما يكون رده: "أنا كده واللي عاجبه على كده عاجبه واللي مش عاجبه يتفلق، أو أسيبلكم البيت مادمت مش عاجبكم ..").
لا نعلم ماذا نفعل؟ الأبناء الكبار انتهى أمرهم ويحاولون التأقلم ومواصلة الحياة على الرغم من كل هذه الصعاب، ولكن الطفلة ما زالت صغيرة لا تعقل ولا تقدر على فهم هذه الحياة، ومع ظروفها فيصعب الأمر بشكل أكبر!!
على الرغم من كل هذا الحياة مستمرة بفضل الله تعالى ونحن نحاول التأقلم والله المعين.
ملحوظة: الطفلة هي الأهم في المشكلة. وشكرا لكم
28/2/2022
رد المستشار
الأخت الفاضلة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ابنتك تعاني من التبول اللاإرادي، ولا يوجد -حسب ما ذكرت- أي سبب عضوي لديها، وهذا يرجح وجود أسباب نفسية واجتماعية خلف هذا الاضطراب؛ خاصة ما ذكرته من مشكلات عائلية مصدرها الأساسي طباع الأب، ومحاولاتكم للتكيف مع هذه الطباع مع عدم رغبته في التغيير أو التعاون من أجل التغيير.
وهذه المشكلات العائلية تؤدي إلى حالة من انعدام الإحساس بالأمان لدى رنا، خاصة أنها الأصغر، وأنها مدللة حيث يفصل بينها وبين آخر إخوتها حوالي 10 سنوات. وهذا الإحساس بعدم الأمان، نظرا لما تشاهده من مشاحنات أمام عينيها، يجعلها في حالة قلق مستمر ويظهر قلقها في تبولها كما يظهر في سلوكياتها المتوترة والعنيدة.
والعلاج هنا له مستويات مختلفة؛ فمثلا يمكننا البدء ببعض الإجراءات البسيطة:
- أن نجعل جو البيت هادئا قدر الإمكان، ونجنبها رؤية المشاحنات الزوجية.
- أن نجعل التعامل معها متوازنا، فلا نعاملها بتدليل زائد في بعض الأحيان ثم نعاملها بقسوة زائدة في أحيان أخرى.
- أن نمنعها من الإكثار من السوائل ليلا، وأن نطلب منها الذهاب للتبول قبل النوم مباشرة، وأن نوقظها للتبول بعد انقضاء 3 ساعات على بداية نومها.
- ألا نلومها أو نعنفها إذا تبولت في فراشها، وأن نعطيها تحفيزا إيجابيا (معنويا أو ماديا) عن كل ليلة تمر بلا تبول.
فإذا لم تفلح هذه الأشياء فهناك العلاج الدوائي، والذي يجب أن يصفه لها أحد الأطباء النفسيين بعد الكشف الطبي عليها. وهناك جهاز يسمى جهاز التنبيه الليلي يوقظ الطفلة عند بداية حدوث التبول فيعودها على الاستيقاظ عند امتلاء المثانة.
وهناك مستوى العلاج النفسي الذي يتعامل مع المشكلات النفسية لدى الطفلة من خلال برنامج للعلاج النفسي الفردي، وربما يحتاج الأمر لنوع من العلاج العائلي لبقية أفراد الأسرة على اعتبار أنهم أيضا يعانون ولكن في صمت.
وإذا وافق الأب على الدخول في العلاج العائلي فهذا أفضل أما إذا رفض فلا مانع من أن يستفيد بقية أفراد العائلة من هذا النوع من العلاج ليساعدهم على التكيف السلس مع مشكلات الأب ومشكلات الأسرة عموما.
أما عن طريقة المعاملة فهي تحتاج للتوازن حتى لا نقع في خطأ التدليل الزائد الذي يتناوب مع قسوة زائدة في أوقات أخرى، فهذا يحدث حيرة وارتباكا لدى الطفلة ويدفعها للعناد والتمرد.
وينبغي ألا نبالغ في عملية التدليل كنوع من التعويض عن قسوة الأب فهذا أيضا غير صحيح، وأن نحاول قدر الإمكان تقليل تعرضها لقسوة الأب وعصبيته من خلال تجنب استثارته قدر الإمكان لحين موافقته على العلاج الأسري الذي يساعد في ضبط هذا الإيقاع الأسري المضطرب.
يمكنك مراجعة الروابط أسفل الاستشارة لمزيد من المعلومات حول التعامل مع التبول اللاإرادي للأطفال، وستجدين فيها برامج سلوكية يمكنك الاستعانة بها، وسوف نقوم قريبًا بنشر موضوع عن اضطراب التبول اللاإرادي عند الأطفال على صفحة أب وأم.
والله الموفق.
واقرئي على مجانين:
التبول اللاإررادي وأسبابه النفسية
التبول اللاإرادي في الأطفال مشاركة مستشار