انفصام بالشخصية وشذوذ
السلام عليكم، بعد ١٠ سنوات من المعاناة والكتمان والألم النفسي وكل ما أردته هو أن يسمعني أحد ما ربما يساعدني ولو بنصيحة ويفرج عني كربي وحزني وضعفي الذي ينبع من داخلي والذي لا يليق بالرجال والذي كان عارا علي مسببا لي الإحراج أمام الآخرين وجعلني ألتزم العزلة وتجنب الناس وعدم التكلم مع الآخرين قدر المستطاع لقد تألمت كثيرا وعانيت الأمرين .لا يمكن للمرء أن يعيش حياته هكذا بهذا الشكل.
سيدي المستشار،، اسمح لي أن أعرض عليك مشكلتي بالتفصيل ربما تشخص حالتي وربما يوجد حل لي، في عمر الثلاثين تعرضت لاعتداء ليس باعتداء بكل ماتعنيه الكلمة وإنما قام شخص بإقناعي بأنه طبيب ومختص بالمساجات والآلام العصبية.وأخذ يعبث بأعضائي التناسلية لقد شعرت بالرعب والإحراج من هذا ولم يكن قصدي أبدا ممارسة الشذوذ ولم يخطر على قلبي قط .قمت مباشرة بطرد هذا اللوطي من محلي فورا وعملت على نسيان الموضوع وطلب الغفران من الله والمسامحة لأنني لم أكن أقصد ذلك والله وحده يعلم بذلك.
بعد هذا الموقف المحرج للغاية تألمت بشدة وعذبني ضميري لدرجة أنني تمنيت الموت وبقيت على هذه الحالة ٥ سنوات ولم أستطع الزواج بفتاة لضعف قدرتي المالية. وصبرت كثيرا حتى قررت السفر وترك البلاد ونسيت هذه المشكلة.
بعدها بسنتين وفي بلاد الغربة وبشكل مفاجئ لاحظت على نفسي أعراض غريبة شعرت بوجود ميل عاطفي للرجال ليس ميل حب أو جنس أشبه بميل للضعف والانهزامية الداخلية والشعور بعدم الرجولة مع الآخرين سواء كانوا رجالا أو نساء.
أخذ هذا المرض يزداد علي وأنا أقاومه وأخفيه حتى تشكلت لدي هلاوس سمعية وبصرية وأصبحت أرى بأن الناس تومئ إلي بأنني شاذ وأصبت بعده بانفصام الشخصية وأصبحت أتكلم مع نفسي في الشوارع وأهيم على وجهي.
راجعت طبيب نفساني وأخبرته بالعوارض ولكن للأسف لم أستطع إخباره بالميول الغريبة التي لدي بسبب خجلي وأن يستحقرني.
فساعدني الطبيب وأعطاني حقن ريسبيريدون بمعدل إبرة كل شهر. زالت عني الهلاوس السمعية ولكن مشكلتي الحقيقة لم تزول.
سيدي المستشار،، لدي ميول غريبة تجاه الرجال والنساء ليست حبا أو شهوة. ولا أعرف كيف الآخرين يشعرون بهذا وكأنه مغناطيس يخرج من عقلي وجسمي ويجعل الآخرين يشعرون به تماما وينظرون إلي وكأنها لعنة تخرج من عقلي وجسمي إلى عقول الآخرين وتخبرهم بأنني شاذ. إنه يظهر على جسمي وبشكل واضح سيدي المستشار ،، نفسي تميل إلى النساء من ناحية الجنس أنا لا أشاهد أفلام إباحية متعلقة بالرجال لأني لا أطيق ذلك ونفسي لا تطيقه .
أشعر بأنني لست رجلا كاملا أشعر بالنقص والخوف والدونية أشعر بالإهانة وأحيطكم علما بأنني لم أمارس الجنس المثلي ولا أفكر في ذلك مطلقا. علاقتي مع الله جيدة لقد دعوت الله كثيرا ليزيح عني هذه الحالة وارجع إنسانا طبيعيا. لا أشعر بالحب تجاه الفتيات خوفا من الرفض وخوفا من أن يظهر هذه الشذوذ على جسمي أو عقلي وتشعر هي به. مشاعري وأفكاري فضحتني رغم محاولتي إخفاء ذلك. ولكن الناس يلاحظون ذلك وبدون أن أتكلم. أعلم من داخلي بأنه خطأ فادح ومصيبة عظيمة ولكن كل هذا لم يفلح.
من فضلك ساعدني أريد أن أكون رجلا كاملا. ويتحرر بدني وعقلي من هذه اللعنة
ولك الأجر والثواب ،، أتمنى لك التوفيق
1/3/2022
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
نهاية الاستشارة وطلبك هو المساعدة لكي تكون رجلا كاملا، وأن يتحرر بدنك من هذه اللعنة. ما يجب أن يتحرر بدنك منه هو الفصام المزمن الذي تعاني منه ولا تزال العملية الفصامية فعالة ونشطة رغم تحسن الهلاوس مع حقن رسببيردال الشهرية. هناك منظومة وهامية محتواها يتعلق بالمثلية وذكريات ماضي لا يخلو هو بدوره مع العملية الوهامية.
الأعراض التي تشير إليها ومحتوى المنظومة الوهامية كثير الملاحظة في الممارسة المهنية ولو تحدثت مع طبيبك حول هذا الأمر فهو بدوره سيتخذ الخطوات اللازمة لتغيير خطة علاجك والسيطرة التامة على الفصام. بعد ذلك سيساعدك في الدخول في علاج كلامي مع معالج نفساني تتحدث معه عن الأفكار التي تضايقك وسيتم وضعها في إطار معرفي يساعدك على الشفاء.
وفقك الله.