هل هذي وسوسة ؟ هل هذا وسواس ؟ و.ذ.ت.ق ! م3
التأكد من الوساوس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، قرأت ردكم السابق علي واستفدت منه كثيرا لكن مازال عندي بعض اللبس..
قرأت كثيرا من مواضيعكم اللي تخص الوسواس وليس فقط الاستشارات مثل: "إدراكات ليس صحيحا تماما" و "اللا اكتمال" إلخ.. وفهمت المعنى وأشعر أنني أعاني من ذلك لكنني في نفس الوقت أقول ربما ليست بي هذه الأمور لأنني أرى سببا وراء الوساوس مثلا: عدم قدرتي على بدء الوضوء ليس بسبب الشعور بعدم اكتمال وإنما لأنني بالفعل سرحت عند بدء الوضوء ولم أستحضر النية.. أتمنى فهمتم قصدي.
في كل مرة أحاول أن أثبت وأقارن بين مايحصل معي من وساوس كفرية وبين الاستشارات الموجودة في الموقع ولكن هذا متعب وأحيانا لا أقتنع أنها مثلها وكل مرة أحس كأنه فيه شيء مختلف، فهل يجب علي أن أقتنع أنها وسواس حتى أتجاهل وإذا كان لا يجب فكيف أرتاح وأنا أتجاهل؟ أم آخذ الموضوع بالمجمل ومادام بنفس الموضوع الرئيسي فهو وسواس؟ مثلا وسواس الاستهزاء بالدين: أنني أرى كل شيء استهزاء، وعلي أن لا أفعل الفعل الفلاني وإلا سأكون تعمدت الاستهزاء بالدين، فكرة وسواسية كفريه ثم ابتسامة .. إلخ. كل هذه تدخل ضمن الاستهزاء بالدين فأتجاهلها أليس كذلك؟ وكيف أميز بين الاستهزاء الحقيقي ومايعتبر وسوسة؟
سبق وقلتم لي أنه حتى لو شعرت أنني أتعمد الوساوس الدينية فهو يعتبر وسواس، فهل ذلك ينطبق على جميع الوساوس الأخرى وليس فقط الدينية؟ أقصد التعمد، مثلا أنا أحيانا تأتيني فكرة مثلا كفر، أشعر أن علي أن لا أنظر إلى ابنتي حتى لا أوجه لها ذلك، وأحيانا أشعر أنني أتعمد النظر وأحيانا أشعر أنني أتعمد تمني حصول الشيء ومسروره بهذا، أعلم أنه شيء غير منطقي لكنني بالفعل أخاف عندما تأتي هذه الفكرة.. ولا أستطيع الاقتناع بأنها وسوسة لأنني أشعر أنها عمد.
ودائما أشعر أن العمد الذي تقصدونه في الوساوس الكفرية وغيرها مختلف لا أدري كيف أو أشعر أنكم لم تفهموا قصدي..
هل عندما أتعمد الأفكار والأفعال الكفرية بسبب الحزن أو التسخط أو الغضب يدخل ضمن الوسواس؟
يعني أشعر أنه مني لأنني ساخطة على القدر أو على الله - استغفر الله - وأحيانا أشعر أنني أبتسم ومسروره، وأحيانا أقول أنني كنت مسرورة وقت حدوث الفعل أو الفكرة ولكن الآن فقط حزنت وندمت فهل هذا صحيح أم أنه من الوسواس؟؟
وأحيانا يكون بلا سبب بل شيء يدفعني للاستهزاء أو ماشابه ويصاحبه شعور بالسرور والتعمد فهل هذا وسواس؟
وأحيانا إذا استرسلت أشعر أنني أتعمد وإذا جلست أفكر بالفكرة أشعر بسلسة من تعمد الاستهزاء لا أدري كيف ولكني أشعر وكأنها مشاعر متسلسة لا تتوقف من تعمد الاستهزاء بالدين والضحك والسرور لا أدري كيف!!
وأحيانا أعيد التفكير لأتيقن أنها وساوس فأشعر بالسرور والتعمد مرة أخرى وأحيانا أعيد التفكير بلا سبب فأشعر حينها أنني بالفعل أتعمد ومسروره فهل هذا أيضا من الوسواس؟
إذًا هل الوساوس الكفرية بعمد أو بغير عمد وبسبب (مثل ماذكرت سابقًا الحزن - الغضب من الدين... إلخ) أو بغير سبب هي مجرد وساوس؟ حتى لو استسلمت لها وشعرت أنها فعلا مني؟ لأنني أحيانا أشعر وكأن عقلي محجوب وكأن هذه المشاعر الكفرية مشاعري وأيضا أشعر بنزعة أو اندفاع للاستهزاء مع الشعور بالسرور أو الرضا وأقاوم ذلك أحيانا وأحيانا أستسلم وأقوم بالاستهزاء أو أرضى بالفكرة... لذلك أشعر أني متعمدة.
وعندما أكتب لكم دائما أخاف أن تفهموا شيء مختلف فهل هذا وسواس أيضا؟
أتذكر بأنني سابقا قبل الزواج كانت تأتيني وساوس كفرية وكنت لا أنطق الشهادة لأنني أقول أنها وساوس ولكنني الآن شيء مايقول لي تذكري هل كانت وساوس أم لا وربما زواجك لايكون صحيحا، ماذا أفعل؟؟ وهل يأثم الشخص عندما يتجاهل ويقول أنه وسواس ولكنه غير مقتنع؟ لأني أشعر أن علي أن أتأكد وأفكر وأقتنع قبل أن أحكم أنه وسواس لكن هذا مرهق فعلا ولا يجعلني أتقدم في العلاج
كما أنني أحيانا أشعر أن علي أن أفصل في المسائل عندما تأتيني الفكرة، يعني مثلا عندما تأتيني فكرة أنني استهزأت بالدين بسبب فعل معين، أقول هذا وسواس لكن يأتيني شعور أنه بسبب تفصيلة معينة في هذا الفعل أنه مختلف عن وسواسي.. ولا أستطيع إلا مناقشة الفكرة أشعر أني لا أستطيع تجاهلها بسبب هذه التفصيلة.
ويأتيني خوف شديد من أن يعاقبني الله على شيء معين لم أتب منه، حتى لو استغفرت مثلا أشعر أنني لم أتب توبة صادقة ثم بعدها أفكر كيف أمضي في حياتي بطمأنينة وأنا لم أتب... أو أن ربي لن يستجيب لدعائي بسبب هذا الذنب، فكيف أدعو أن يحفظني ربي وأحسن الظن وأنا أشعر بالذنب بهذا الشكل؟ هل تفكيري بالذنب لهذه الدرجة تطرف ويأس وسوء ظن؟ أم وسواس أم ماذا؟؟
وهل لو شخص كان عنده وسواس معين مثلا يخاف نطق شيء معين قد يؤدي إلى شيء آخر، مثل الطلاق مثلا، وشعر وهو يحاول أن لا ينطق أنه يضحك أو يتعمد النطق أو ماشابه، هل هذه الأمور أيضا من الوسواس؟
وقد قرأت على موقعكم في إحدى الاستشارات أنه يجب على المريض أن يخبر الخاطب أنه عنده هذا المرض وإلا يعتبر غش وحرام.. لكن أنا لم أكن مدركة لهذه التفصيلة قبل زواجي، فهل علي ذنب وهل علي أن أخبر زوجي بمرضي حيث أنه لا يعلم حتى الآن؟ وهل يكون علي ذنب من ناحية الأطفال حيث أن الوسواس قد يكون وراثي، يعني يأتيني تفكير أنه بالتأكيد زوجي لا يريد من أطفاله أن يكونوا موسوسين فهل علي أن أخبره؟ وهل الشك في كون الفكرة وسواسية كافي لأتجاهلها؟
وهل كوني موسوسة يعفيني من ذكر جميع ما أفكر وأشعر به لأن هناك أشياء يصعب شرحها مع كوني أدقق وأتعمق بالشرح.
وبالنسبة للفكر الخرافي أو السحري كما تسمونه كيف أعالجه؟ لأنني أخشى أن يتحول إلى قناعة.. إذا كان عدم مناقشة الفكرة هو الحل كيف أتيقن من أنها مجرد خرافة؟ أو أناقشها مرة واحدة فقط؟
وأيضا أحيانا أشعر بثقل في صدري وكأنه يأس وأفسر ذلك بأنه انتكاسة وأنني كفرت وما شابه فهل هذا أيضا وسواس؟
وأحيانا أشعر أن إرادتي مسلوبة يعني أشعر أنني قد لا أريد العلاج أو لا أستطيع المحاولة حتى.. لا أدري ما سبب ذلك.. وأشعر بثقل في صدري أيضا... فهل ألزم نفسي بالعلاج مهما حدث ومهما شعرت؟ وبدون صراع ومقاومة ونفي للفكرة أو الشعور فقط تطبيق وتجاهل؟ يعني عدم محاولة الشعور بالرغبة في العلاج أو عدم محاولة الشعور بحب الدين والرغبة في أن أكون مسلمة فقط أطبق وأتجاهل أليس كذلك؟
يعني تجاهل تفتيش الدواخل.. تجاهل الأفكار المتعلقة بموضوع الوسواس.. تجاهل الشعور بعدم الإيمان أو عدم حب الدين وماشابه ذلك.. تجاهل الشعور بعدم الرغبة في العلاج.. تجاهل الشعور بعدم اليقين (سواء عدم اليقين من أنني مسلمة- عدم اليقين من حبي ورغبتي في الدين...إلخ) تجاهل الشعور بأن هذه أفكاري وأفعالي وأنني سيئة ونيتي سيئة فقط تطبيق العلاج مهما حدث أليس كذلك؟
وعندما أقرأ الاستشارات على موقعكم أوسوس في نفس الأمور، مثلا استشارة الزواج على الواتساب.. عندما قرأت العنوان جاءني وسواس أنني عندما كنت في الـ17 من عمري صديقتي قالت أنها تريدني زوجة لأخيها وأنا صدقت الأمر وأعجبني وكنا أنا وهي نتحدث ونعلق على هذا الأمر بمزح لكنني ربما كنت آخذه بجدية قليلا.. فهل هذا يعتبر وكأنه زواج حقيقي؟ أنا أشعر بأنه غير منطقي لكن الفكرة ملحة لأناقشها وأفندها.
آسفة على الإطالة
وجزاكم الله خيرًا على ماتقدمونه.
1/3/2022
رد المستشار
الابنة الفاضلة "غادة" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
تعليقا على إرجاعك عدم القدرة على بدء الوضوء (لأنني بالفعل سرحت عند بدء الوضوء ولم أستحضر النية.. أتمنى فهمتم قصدي..) فهمناه جدا ونسأل الله أن تفهمي أنت جدا أيضًا أن النية للوضوء لا تجب عند الحنفية وإنما يستحب استحضارها ... يعني يمكنك اتباع الحنفية في هذا وتنتهي مشكلتك مع النية للوضوء ... وللموسوس أن يخلط ما شاء بين المذاهب... وأما ما هو أهم وأوضح فهو أن مريض الوسواس القهري لا يطالب شرعا باستحضار النية خاصة فيما يوسوس فيه!! لأن النية من الدواخل والتي ينهى الموسوس عن التفتيش فيها، يعني لا تشغلي نفسك بالنية لأنك منها معفية.
لا شيء في وساوسك ولا قهورك الكفرية مختلفا نراه عن الآخرين من حالات و.ذ.ت.ق يا "غادة"..، فقط نراك ما شاء الله من أكثرهن فهما لما تقرئين على مجانين... صدقت ليس مطلوبا منك إلا (آخذ الموضوع بالمجمل وما دام بنفس الموضوع الرئيسي فهو وسواس؟).. لست مطالبة أصلا بالتفريق بين حقيقي ووسواس لأن كل ما يطرأ عليك منذ أصابك وسواس الكفرية يأخذ حكم الوسواس ... ولست مطالبة كذلك بالتفتيش عن التعمد لأنه مثل النية من الدواخل... ويفيدك هنا أن تقرئي مقالنا عن: وسواس قهري الوضوء : الوصف والعلاج
ما ينطبق على الوساوس الدينية ينطبق على غيرها فعلا يا "غادة" إذ يمكن للموسوس مثلا بالخوف من أن يكون شاذا بعد فترة من صراعه مع الصور الوسواسية المزعجة، يمكن أن يشعر بأنها لم تعد مزعجة كما كانت فيلتقط الوسواس الخيط متهما بل معناه أنك أصبحت راضيا بالشذوذ!! وأما مسألة عدم اقتناع حضرتك فنسأل الله ألا تكون بسبب اللا اكتمال!! .. أي لا اكتمال الاقتناع وهو ما يشبه أن تشعري بمنطقية المفهوم وسلامته الظاهرة بما يستدعي الاقتناع لكن شيئا ما يحول بينك وبين الاقتناع...
طبعا يكفي الشك في كون الفكرة وسواسية لتتجاهليها بالكلية، ولا داعي للحديث أو التفكير في الحديث مع زوجك عن هذا الأمر الآن .. إلا إذا احتجت مساعدته لتحصلي على العلاج اللازم .. لا ذنب عليك فيما كان ولا فيما سيأتي بشأن إبلاغ زوجك، وبالنسبة للتفكير الخرافي أو السحري فلا معنى لخوفك أن يتحول إلى قناعة لأنه طريقة تفكير بالأساس وهناك من يسميها قناعات وسواسية وتتأرجح شدة اقتناع الموسوس بها من حين لآخر ... ولا علاقة للأمر بالتحول إلى الأفكار الوهامية فلا تخافي.
تسألين (فهل ألزم نفسي بالعلاج مهما حدث ومهما شعرت؟ وبدون صراع ومقاومة ونفي للفكرة أو الشعور فقط تطبيق وتجاهل؟) والرد أحسنت هذا هو المطلوب منك فعله.
وأما ما يحدث لك عند قراءة الاستشارات من توتر وظهور أفكار وسواسية جديدة فهو أمر محمود لتتدربي على التعامل مع وساوس مختلفة ومتنوعة فيما يخص موضوعك وغيره كذلك هذا يفيد التعلم العلاجي المطلوب وهو تعلم تجاهل الوساوس وعدم الانزلاق إلى القهور.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>>>: هل هذي وسوسة ؟ هل هذا وسواس ؟ و.ذ.ت.ق ! م5