مشكلة عاطفية واكتئاب
السلام عليكم، أنا أعاني من مشكلة عاطفية حبيت بنية من 7 سنين على الفيسبوك وبقينا نتواصل أعجبت بها، كانت ذكية حبيت ذكائها كانوا يتكلموا عنها أشياء جذبتني القصص اللي كانوا يقولون عنها لأنها حسيتها تشبهني بعد ماتعرفت عليها على الفيسبوك صرنا أصدقاء وصرنا نحكي بكثير أشياء تعلقت بيها كثير انفصلنا دخلت في علاقة وبعدتني عنها.
خرجت من العلاقة وكان صار معها حادث سير وتكسر الحوض وبدأت تتعافى في هذا الوقت أنا راسلتها كانت تعاني من وحدة ووجدت بي الصديق المثالي وتقربنا أكثر بالمراسلات صارت تحكي لي أسرارها أنا تعلقت بيها جدا وصرت شخص ثاني لحوح جدا صرت عكس شخصيتي الحقيقية وصرأغار عليها وأسوي مشاكل صرت مضطرب ما أعرف كيف أتكلم معها العصبية ماخذة جزء كبير من تصرفي معاها، تسويلي بلوك وأدخلها من حساب ثاني وبالأخير انفصلنا.
بتحب شخص وداخله معاه بعلاقة وأنا ما تقبلت هالشي وحياتي زفت وأحس الدنيا مالها معنى صارت محور حياتي وما أقدر أتخيل حياتي بدونها، للملاحظة أنا لحد الآن لم ألتقي بها فحالتي صعبة كآبة وفاقد المعنى ومرات تجيني فكرة الموت، أنا أحبها وأعشقها لحد الجنون وفي بحث جنوني عنها ومتابعتها مواقعها التواصل من بعيد
لا أستطيع البدء من جديد لا أتخيل من دونها أي شيء،
من دونها فقدت السعادة، أتمنى المساعدة
1/3/2022
رد المستشار
صديقي
تعلقك بفتاة عن طريق الفيس بوك للأسف هو في عالم افتراضي.. أنت لم تعرف حقيقة من هي هذه الفتاة أو إذا كانت حقيقة كما تعتقد أو كما يعتقد الآخرون الذين قالوا عنها ما قالوا (لست أدري من هم هؤلاء وما أهمية رأيهم وما مدى صحة رؤيتهم) .. ثم دخلت أنت في علاقة بعد انفصالكما (لست أدري كيف انفصلتما وأنتما لم تجتمعا حقيقة) .. ثم خرجت أنت من علاقتك ورجعت تراسلها مرة أخرى (أم أنها هي التي دخلت في علاقة وأبعدتك عنها ثم عادت تراسلك، ليس واضحا من فعل ماذا)
المراسلة يا سيدي لا تصنع العلاقة الحقيقية ولا تصنع معرفة حقيقية ولا حبا حقيقيا... الحب يقوم على أربعة أشياء بالتبادل بين الطرفين وفي تطور ونمو مستمرين: المعرفة والاهتمام والاحترام والمسئولية.. تطور ونمو هذه الأشياء يتطلب تعامل مستمر وجها لوجه وصبر ومرونة وتعاون... أين أنتما من هذا؟؟
كما هو واضح من رسالتك وحيرتي أن الكلام المكتوب قد يحتمل عدة معان ومعرض لسوء الفهم...علميا، ما نحسه وما نفهمه من الكلمات المكتوبة (خصوصا إن كانت الكلمات تحتمل عدة تأويلات) هو سبعة بالمائة فقط من المعنى الكامل.. هذا يعني أن ثلاثة وتسعون بالمائة من المعنى الذي بنيت عليه إحساسك واقتناعك هو من صنعك أنت وليس بالضرورة أن يكون الحقيقة الكاملة.
تقول أنها أحبت شخصا آخر ومنعت اتصالك بها... إن كنت تحبها حقيقة فلماذا لا تحترم رغبتها وتتمنى لها السعادة فيما اختارته؟؟ لماذا لا تختار أنت أن تحب من جديد ولكن على أساس سليم ومنطقي وليس من نسج خيالك (لقد أحببتها في عالم افتراضي) ... لم تلتق بها طوال هذه السنوات وتقول أنك لا تستطيع الحياة بدونها؟؟ بدون من؟؟ تقول أنها صارت شخص آخر بعد حادثتها.. فمن هي التي أحببتها ولا تستطيع البدء من جديد بسبب حبك لها؟؟؟ أهي التي عرفتها قبل الحادث أم بعده؟؟ ... تقول أيضا أنك صرت عكس شخصيتك الحقيقية، فمن الذي أحبها؟ الرجل ذو شخصيته الحقيقية أم الرجل ذو الشخصية العكسية؟؟
ما تفعله يا سيدي هو هروب من الحياة الحقيقية وتمسك بصورة خيالية صنعتها أنت... لك حرية الاختيار في أن تستمر في هذا أو أن تغيره... إن كنت تقول لنفسك أنك لا تستطيع تغييره فالأوقع أنك لا تريد تغييره والسؤال هنا هو لماذا بالله عليك؟؟ تمسكك بها مع أنك لم تلتق بها ولم تعرفها حقيقة (وجها لوجه) هو شيء غير منطقي وغير مبرر على الإطلاق... كما صنعت تعلقك بها، يمكنك إلغاؤه، عندما يقول الإنسان "لا أقدر" أو "لا أعرف" فالمعنى الحقيقي هو "لا أريد".
أنصحك بالانفتاح على الحياة الحقيقية وتكوين صداقات جديدة حقيقية وجها لوجه مع الناس من الجنسين حتى تمارس الصداقة الحقيقية وتعي المعنى العميق الحقيقي لكلمة "حب" ... أنصحك بممارسة هوايات واهتمامات تتعرف بها على نفسك وعلى الحياة وعلى الآخرين في العالم الحقيقي وليس الافتراضي... لقد صنعت أنت تعاستك وبنفس الطريقة تستطيع أن تصنع سعادتك... الأمر يستدعي تغيير المعاني التي تتمسك بها... أنصحك أيضا بالقراءة وتثقيف نفسك عن الحب والعلاقات الإنسانية.
إن تعذر عليك الأمر فلا بأس من مراجعة معالج نفساني لمناقشة هذه الأمور وتصحيح مفاهيمك عن الحب والعلاقات.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب