من القلق والخوف إلى الوهام الزوراني

رد المستشار

شكراً على مراسلتك الموقع.

استشارتك بصراحة توضح العلاقة بين القلق والعملية الزورانية. ارتكبت فعلا ما تشعر بسببه بالذنب والندم٬ ولكنك في نفس الوقت حالك حال أي انسان آخر يصاب بجرح نرجسي وفشل أخلاقي. هذا الجرح النرجسي يؤدي بالطبع إلى الشعور بالقلق بتدني موقعك بين الآخرين واحترامهم لك. المخطط أدناه يوضح العلاقة بين مختلف المصطلحات الشائعة الاستعمال في مجال القلق٬ وما حدث وسيحدث لك.

القلق حالة وجدانية مستقبلية وذلك يعني عدم الشعور بالارتياح بما سيحدث مستقبلاً. يرتبط بالقلق الخوف ولكن الخوف هي حالة وجدانية بسبب خطر حقيقي أو وهمي . كلاهما قد يؤدي إلى الرهاب وهو سلوك تجنبي يعتزل بسببه الإنسان الآخرين. أما الهم فهو التعبير اللفظي لقلق الإنسان وشكواه للآخرين. هذه الحالات مرتبطة بعضها بالبعض الآخر ولكن قلقك وخوفك هو عن الفضيحة ومضاعف الجرح النرجسي الذي أصبت به.

ما تعاني منه الآن هو الزور وفقدت الثقة بالآخرين وبدلا من لوم نفسك وقبولك بفعلك وندمك بدأت تسقط اللوم على الآخرين٬ والإسقاط بحد ذاته عملية دفاعية نفسية غير واعية مسارها قد ينتهي بمحطة أصابتك بوهام مزمن واضطراب عقلي.

توقف عن الشك بالآخرين وإن تحدثوا عنك فهذا أمر خاص بهم ما دام لا يهاجمك أحد أو يعتدي عليك.

هداك الله.

المستشار: أ.د سداد جواد التميمي