وسواس النجاسة : الرطب والجاف والإجماع والخلاف !

رد المستشار

أهلًا بك وسهلًا يا "فلة" على موقعك مجانين ونعتذر منك على هذا التأخر البالغ، فقد وصلتني رسالتك متأخرة، وأنا أيضًا تأخرت، أثابك الله على صبرك علينا

سطورك قليلة لكن إجابة كل سؤال من أسئلتك يحتاج مقالًا كاملًا يحتوي المختصرات!!!

بالنسبة لمسألة غسل الثياب، ما تتذكرينه أنت مقدم على ما يقوله لك غيرك، إلا إذا أحضروا لك أدلة لا يمكن أن تشككي فيها، أما مجرد الاعتماد على ذاكرتهم، فهم ليسوا أفضل منك، فتصرفي على أنك غسلتها. وطبعًا، عندما تحتاجين لتذكر الحقائق بعد أن نسقّت الموضوع من ذهنك، فإنك لن تصلي إلى إجابة شافية طالما الوسوسة موجودة! وستعيشين في دوامة من الرعب والهلع والوسوسة وكلما حاولت التذكر أكثر، كلما نسيتِ أكثر

حالات انتقال النجاسة فيها تفصيلات وخلافات كثيرة، ولا يمكنني كتابتها كلها هنا، كما لا يمكنك استيعابها دفعة واحدة! لكن إن كان الثوب جافًا، فإن نجاسته لا تنتقل لا إلى جاف مثله (وهذا باتفاق) ولا إلى رطب (كما عليه قسم من الفقهاء) وهذا بشكل مجمل جدًا جدًا.

كذلك فإن عددًا من العلماء المعاصرين قالوا بأن الغسالة الآلية تطهر الثياب لأنها تكرر أخذ الماء والتجفيف مراتٍ كثيرة لا تبقي للنجاسة وجود ... أعني إن كنت وضعت الثوب مع باقي الثياب في الغسالة فاعتبري المشكلة محلولة والثياب كلها طاهرة، والحمد لله أن كان هناك مخرج وخلاف في مثل هذه الأمور.

-ما ذكرته عن أنك تقومين بغسل النجاسة فقط ولا تبحثين هل انتقلت، هو عين الصواب، وهذا ما ينبغي فعله، والبحث عن الانتقال تنطع وتشدد ووسواس ليس من الدين في شيء.

-أما البرنامج العلاجي الذي تطلبينه فهو يعتمد على تفاصيل حالتك التي لا نعرف عنها شيئًا! والمتوقع أنك تعانين من مشكلة الانتشار السحري للنجاسة، أي بمجرد أن تلاقي النجاسة مكانًا ما، تتحول عندك إلى سلسلة من الانتقالات اللانهائية التي ربما تصل إلى المريخ!!

الناس كلهم منذ خلق الله الخلق، يعيشون وحولهم عدد من مصادر النجاسة، ولو كان انتقال النجاسة بهذه السهولة، لما بقي في الكون مكان طاهر!!

ملخص علاجك أن تقطعي سلسلة أفكارك عندما تشكين بانتقال النجاسة، بحيث تغسلين المكان الذي ترين النجاسة عليه فقط، ثم تعاملين سائر الأشياء على أنها طاهرة، حتى إن أقنعك الوسواس بغير هذا ... أكثري من قراءة الاستشارات الخاصة بانتقال النجاسة، وكذلك برامج العلاج الذاتي للوسواس، فإن لم تفلحي، فسلمي الأمور لأهلها واذهبي إلى الطبيب

أعانك الله وعافاك

المستشار: د. رفيف الصباغ