استشارة نفسية
أرجو مساعدتي في تشخيص حالتي. قبل كل شيء قبل عامين أصبت باكتئاب نتاج حادثة مؤلمة وتناولت زولفت وتحسنت للأفضل لكنه ظل يرافقني قليل من عسر المزاج كنت أحاول تجاوزه ، أما حالتي الآن كانت بسبب دراسة إحدى المواد الجامعية المتعلقة بالتحليل النفسي عند فرويد.
حتى طرحت على نفسي سؤال هل تعرضت لحادث في طفولتي؟ أردت من خلاله تفسير خوفي من الجنون والأمراض النفسية وحتى من المواد الكحولية وغيرها التي تفقد الوعي إلى أن تذكرت حادثة حتى أني لا أتذكر تفاصيلها بالتمام والكمال في طفولتي: محتوى الحادثة اعتداء جنسي من قبل جارنا الذي يكبرنا سنا أنا وصديقي كل ما أتذكره عن الحادثة أني عند صراخ أمهاتنا أنا وصديقي الذي في عمري أين كنتم؟ أخبرتهم بما حدث :أن الشخص الذي يكبرنا سنا اعتدى على صديقي فنفى صديقي الحادثة ويوجه الاتهام لي على كوني من تعرضت للاعتداء
ومنذ أكثر من شهر من الآن وأنا أعاني أفكر في الحادثة ويلازمني شعور أني تعرضت للاغتصاب في البداية شعرت بالحزن والغضب وبعدها صرت أخاف من أن أصبح معتدي على الأطفال كما فعل الكثير من من تعرضوا لمثل تلك الحوادث في طفولتهم وشاذا وأصير أميل لمن في جنسي، كنت رافض تماما للأفكار وأردد أموت ولا أصبح هكذا ولا هكذا، لكنها سببت لي الأفكار اكتئاب وصرت لا أريد الذهاب للدراسة مع شعور بأني سأفشل في علاقتي بحبيبتي التي أنوي خطبتها هذه الصائفة.
وأشعر بعدم الرغبة في فعل أي شيء، لم أعد آكل وفقدت التركيز . اعتمدت على علاج سلوكي من خلال بحثي في النت عن علاج الأفكار الوسواسية والسلبية، رغم تحسن حالتي.. فإنه ظل يرافقني شعور بالخوف من تغير ميولي الآن كما أعاني الآن من تبلد في المشاعر وضياع وعدم رغبة في فعل أي شيء. أشعر أنني جننت وعقلي فقد آليات التقييم وفلت مني، كما أني أشعر أنه لا شيء يسعدني حتى إذا ما أردت التفكير بإيجابية. لم أعد أهتم لشيء، أشعر أني جسدا بلا روح. صرت أفضل المكوث في المنزل.
ساعدوني هل يكفي عقد العزم على تجاوز الحالة بمفردي من خلال الاعتماد على العلاج السلوكي والمعرفي؟
أم أن حالتي تستلزم الذهاب لطبيب نفساني؟
مع العلم أن الحادثة لم أفتكرها أبدا من قبل وميولي أبدا لم تكن شاذة.
8/3/2022
رد المستشار
شكرا على مراسلتك الموقع.
في بداية الأمر لا بد من حسم تحليل استشارتك وخلاصتها بأنك تعاني من اضطراب اكتئاب لم تشفى منه كلياً. هذا الاكتئاب بحاجة إلى استشارة طبيب نفساني والحديث معه عن خطة علاج ورحلة شفاء. الطبيب النفساني لا يعالج نفسه بنفسه إذا داهمه الاكتئاب وإنما يراجع طبيباً آخر ليعالجه. كذلك الأمر معك، ونصيحة الموقع هي لا تعالج نفسك بنفسك.
اكتئابك طال لأكثر من عامين، والتحسن الجزئي الذي حدث معك كثير الملاحظة ويخدع الإنسان بأنه تجاوز الاكتئاب. هذا ما يحدث كذلك مع مختلف الأمراض الجسدية ويتأخر تقديم العلاج. كذلك يحاول الإنسان تفسير اكتئابه بمختلف الأسباب، وفي استشارتك تشير إلى حادث وبدون تفاصيل. بعدها تسقط اللوم على دراسة المدرسة التحليلية لتفسير الاكتئاب، ولكن الصراحة بأن هذه المدرسة لم تفلح كثيراً في تفسير تأثير صدمات الطفولة على الحالة النفسية للإنسان، وقلما ما يتم الإشارة إليها في دراسة ما نسميه الآن طب نفسي الصدمات Trauma Psychiatry .
الاكتئاب دفعك نحو التنقيب على الماضي وهذا أيضاً كثير الملاحظة كذلك في الممارسة المهنية، وبصراحة ما تشير إليه في رسالتك لا يمكن تصنيفه بصدمة نفسية تؤدي إلى تغيير بنية الإنسان العقلية. حاول بدلا من ذلك مراقبة ظروفك البيئية الحاضرة والضغوط النفسية التي تواجهها. ولكن لكي تفعل ذلك عليك بالتخلص من الاكتئاب وذلك يتم عن طريق مراجعة طبيب نفساني.
وفقك الله.