وسواس قهري الزواج على الفيس بوك م2
كيف لي أن أشعر بطعم الحياة من جديد؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ها أنا أكتب لكم من جديد. لا أعلم لماذا تحديدا. ربما لأنني بحاجة لصديق والقليل من الدعم.
كُلّ ما في الأمر أن حياتي لم تتحسن كثيرا... فهي عبارة عن روتين وملل وخوف من المستقبل. أحاول التغيير والنهوض والمُقاومة، ولكن أشعر كما أن هنالك قوة معاكسة تدفع بي إلى الأسفل.
حاولت تطبيق نصائحكم قدر الإمكان. بدأت منذ فترة بقراءة كتاب عن الوسواس القهري لكنني لم أنهه بعد. الكتاب باللغة الإنجليزية وهو بعنوان Tormenting thoughts and secret rituals. أردت من خلاله أن أقرأ عن تجارب الآخرين مع هذا المرض وأتعرف أكثر على طرق العلاج. أحاول ممارسة رياضة المشي أحيانا لكنني أجد نفسي ميّالة أكثر للعزلة والنوم والاختفاء. شعور الاكتئاب لازال مسيطرا. بالنسبة لموضوع العمل، أنا حاليا أقدم دروس خصوصية عبر الإنترنت... أقوم بتدريس اللغة الإنجليزية. أعتبره عملا مؤقتا، يتناسب مع حالتي النفسية.
أتجاهل الوساوس وأحيانا لا أقدر... فأستسلم للأفكار السلبية المزعجة. ربما هو الفراغ الذي أعيشه. أشعر أن الجميع تخلى عني وأنني أصبحت عبئا وكائن لا قيمة له. تمر بي أيام يغمرني الأمل وأتفاءل وأقول لنفسي "كلُّ مُر سَيمُر" وأحيانا يتمكن مني اليأس والإحباط. أبكي كثيرا. أنظر إلى نفسي القديمة باستغراب. كنت في مرحلة ما إنسانة واثقة من نفسي (بعض الشيء) ومن هوّيتي كمُدرّسة وكطالبة جامعية متفوقة. لكنني الآن أتساءل باستمرار من أنا؟ أشعر بعدم الاستحقاق... وبضياع وضعف وانكسار دائم. أشك في قدراتي دائما. صحيح أنني أقوم بالتدريس حاليا، لكن هنالك شيء قد انطفأ. لا أشعر بالمتعة والشغف. وبمعنى أخر، أشعر أنني أدرّس غصبا عني وليس بسبب رغبة حقيقية مني. أيمكن أن يكون ما أصابني هو ما يعرف بـ"مُتلازمة المحتال"؟. دائما أحاول البحث عن تفسير لحياتي ولمشاكلي ونفسيتي. أهو تقصير مني؟ أهو ضعف إرادة وشخصية؟ أهو عدم رضا من الله؟ لماذا لا تكف الحياة عن صدّي والغدر بي؟ لا أحب لعب دور الضحية...لكنني أتساءل فقط...
لا أعلم إن كنت قد ذكرت لكم هذا من قبل، لكن بالنسبة لعملي القديم كمدرسة أطفال .. تم التخلي عني بطريقة رخيصة للغاية وقاموا بنشر بيان أهانوني فيه بشتى أنواع الألقاب أمام زميلاتي على إحدى مواقع التواصل الاجتماعي. لعلّ هذا أكثر ما أثر في لأنني عزيزة نفس ولم أتحمل الإهانة. كنتُ أظن أن من المستحيل الاستغناء عني لأنني أعمل بجدارة وإتقان لكن سرعان ما تم تعويضي. كما أنني لم أرد على تلك الإساءة كما يجب. بل التزمت الصمت واختفيت عن الأنظار.
أعترف ... أنا مسؤولة بعض الشيء عن طردي من المدرسة. فتناولي لمضاد الاكتئاب غيّر من طباعي كثيرا. أصبحت أكثر جرأة وشراسة وتمرّدا بالنسبة للإداريين. شعرت بقوة شخصية رهيبة، ربما غرور أيضا، عند تعاطي الدواء، وضُعف شديد عندما توقفت عن أخذه. تحولت من جدار قاسي إلى كتلة من الحساسية والوهن. وهذا تزامن مع وقت خروجي من المدرسة. شعرت باغتراب عن نفسي. رغم أن الدكتور وائل قد نصحني بزيادة الجرعة، إلا أنني قررت التوقف عنه تدريجيا، مخافة أن يكون له تأثير على صحتي على المدى البعيد. كما أنني لم يعد بإمكاني تحمل مصاريف العلاج.
أعترف أن هذه التجربة أفقدتني ثقتي بنفسي... ربما لأنني شخصية حساسة جدا، شديدة التعلّق... أضف إلى ذلك أنها أول تجربة جدّية لي في العمل، شعرت فيها أن لي قيمة وأن لوجودي معنى. أعلم أنّ الفرص عديدة والأرزاق بيد الله وأن علي أن أمضي قدما وأن لا ألتفت للوراء. لكن لسبب ما، لازلت أتألم. أشعر بمشاعر مختلطة، بحزن وغضب وحسرة وقهر وخوف. فبعد ما كان لي انتماء ووسط اجتماعي وكنت أحصل على حب غير مشروط من الأطفال، اختفى كل شيء بين ليلة وضحاها. وجدت بعدها أنني فقدت بوصلتي في الحياة. فأنا من ناحية، عاجزة عن خوض تجربة العمل مرة أخرى... ومن ناحية أخرى لا أملك القوة ولا الشجاعة لاستئناف رسالة الماجستير ثانية (مع العلم أنني أريد وبشدة الانتقام لكرامتي وأن أبلغ أعلى درجات النجاح لأثبت لنفسي ولجميع من حولي أنني لست بإنسانة فاشلة).
تقدم بي العمر ولم أحقق شيئا. حياتي عبارة عن سلسلة خيبات متتالية. طوال حياتي، لطالما شعرت أنني إنسانة مُضطربة وغير ناضجة نفسيا. أنا حقا خائفة. كيف لإنسانة مُضطربة مثلي أن تواصل حياتها بصفة عادية؟ أنا مُشتتة و"ملخبطة" فكريا ونفسيا... أشعر أنني مشروع إنسان فاشل... إنسان ليس له مكان في المجتمع. كيف أكون إنسانة متوازنة نفسيا؟
أفكر بشكل جدي إلى العودة لمضاد الاكتئاب.أظن أن العلاج النفساني أصبح أكثر من ضروري بالنسبة لي.
أظن أن علي أن أتعالج لبقية حياتي.
11/3/2022
رد المستشار
صديقتي...
تقولين: "دائما أحاول البحث عن تفسير لحياتي ولمشاكلي ونفسيتي. أهو تقصير مني؟ أهو ضعف إرادة وشخصية؟ أهو عدم رضا من الله؟ لماذا لا تكف الحياة عن صدّي والغدر بي؟ لا أحب لعب دور الضحية... لكنني أتساءل فقط"
أعتقد أنك تلعبين دور الضحية إلى حد ما ولو بدون قصد... الحياة محايدة ولا تصد وتغدر بأحد... هناك ظروف وأحداث تحدث ويختار البشر كيف يتعاملون معها... بعض الناس ظروفهم أفضل من البعض الآخر وبعضهم يتعرضون لظروف أسوأ من البعض الآخر... على أي حال الحياة ليست سهلة على أي شخص مع تفاوت الدرجات والقدرات ولكن في النهاية، القرآن يقول: "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت" ... ويقول أيضا: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" ... أي شيء يواجه أي إنسان فهو في نطاق استطاعته وقدرته على التعامل معه بشكل ما، وبعد استنفاذ مقدرة الإنسان يأتي العون من الله ولو بعد حين... السر يكمن في تغييرنا لأفكارنا وأفعالنا لكي تتناغم مع ما نريد.
وتقولين: "فأنا من ناحية، عاجزة عن خوض تجربة العمل مرة أخرى... ومن ناحية أخرى لا أملك القوة ولا الشجاعة لاستئناف رسالة الماجستير ثانية (مع العلم أنني أريد وبشدة الانتقام لكرامتي وأن أبلغ أعلى درجات النجاح لأثبت لنفسي ولجميع من حولي أنني لست بإنسانة فاشلة). تقدم بي العمر ولم أحقق شيئا. حياتي عبارة عن سلسلة خيبات متتالية."
اقتناعك بأنك عاجزة لن يساعدك على إيجاد الحلول والتحرك في اتجاه إيجابي... من ناحية أخرى، رسالة الماجستير يجب أن تكون بسبب رغبتك في التقدم وحبك للعلم وليس للانتقام وإثبات أي شيء للآخرين... الآخرون لا يهتمون إلى هذه الدرجة... محاولة إثبات شيء لنفسك في الحقيقة يعرقل مسيرتك ويصعب نجاحك بسبب أنك تقاومين ما تفترضينه أصلا مما يجعل الفكرة تتأصل وتزداد قوة... حاولي أن تمنعي نفسك وأن تقاومي التفكير في أي فكرة... مستحيل... لأن العقل البشري لا يستطيع التركيز على عكس فكرة، مثلا: حاولي ألا تفكري في قرد ذو شعر أحمر وإن فكرت فيه فقاومي الفكرة... ستجدين أنه من المستحيل إيقاف الفكرة إلا إذا اتجه ذهنك وتركيزك إلى شيء آخر وحيوان آخر مثل الدب القطبي بلونه الأبيض المشابه لبيئته الثلجية البيضاء.
ثم تقولين: "طوال حياتي، لطالما شعرت أنني إنسانة مُضطربة وغير ناضجة نفسيا. أنا حقا خائفة. كيف لإنسانة مُضطربة مثلي أن تواصل حياتها بصفة عادية؟ أنا مُشتتة و"ملخبطة" فكريا ونفسيا... أشعر أنني مشروع إنسان فاشل ... إنسان ليس له مكان في المجتمع. كيف أكون إنسانة متوازنة نفسيا؟"
ولكنك تتوقفين عن الدواء من تلقاء نفسك وليس تحت إشراف طبيب متخصص... كيف تريدين أن تتوازني بدون اتباع العلم... تستطيعين استشارة عدة أطباء واختيار واحد منهم لكي تتابعي معه أو معها... ناقشيهم في الأدوية وتأثيراتها وأخبريهم إن لم يتوافق معك دواء ما... كوني إيجابية وفعالة وفاعلة في توازنك النفسي.
النجاح والفشل لهما بناء خاص وخطوات خاصة بكل منهما... من يتبع خطوات النجاح ينجح ومن يتبع خطوات الفشل يفشل ومن يكف عن الإصرار على الوصول أيضا يفشل... النجاح هو في الاستمرار على الطريق إلى الهدف وليس فقط في الوصول إليه.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
ويتبع>>>>>>>: ما حكم الرسومات في قصص الأطفال؟ م4