إجبار الأهل للأبناء على اختيار التخصص
السلام عليكم، أخبرني والداي أنني كنت من المتفوقين في الصف الأول والثاني الابتدائي ولكني لا أتذكر ذلك ولكن ما أتذكره خلال المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية أنني طالب متوسط المستوي. كنت أحب المواد النظرية عن المواد العملية وكنت جيد جدا في الحفظ عن الفهم فمثلا مواد اللغة كنت أستطيع الحصول على درجة عالية فيها على عكس مواد الرياضيات فكانت درجاتي متوسطة ، عندما كان المدرس يشرح درسا في الرياضيات كنت أتوه ولا أفهم ما يقوله في أغلب الأوقات ولكن إصراري وعزمي على تحقيق النجاح وعدم الفشل جعلني أجتهد وأنجح حتى الصف الثالث في المرحلة الثانوية (علمي رياضة) والذي يحدد مستقبلي المهني .
عند نهاية العام في هذا الصف قررت أن أكرر السنة مرة أخرى وهذا قبل بداية الامتحانات حتى يتسنى لي دراسة المواد في وقت أكثر للحصول على كلية الهندسة (حلم أهلي في هذا الوقت) ولا أنكر أنني كنت أحلم بها أيضا دون وعي مني بالعواقب القادمة .
لم أحقق مجموع يدخلني كلية الهندسة بالجامعات الحكومية ولكن أهلي ألحقوني بجامعة خاصة وكان فرق مجموعي عن الجامعات الحكومية ٣ ٪ .
ومن هنا بدأ الوعي عندي يزداد نتيجة الخروج من مجتمع الأهل الذي كنت أعيش فيه والخروج للأصدقاء وبدأت أكون صداقات حقيقية في هذه الفترة كلما مرت الأيام كنت أزداد يقين بأني لست بارع في علوم الحساب ولكن اجتهادي ومثابرتي جعلوني أنجح أيضا وانتهيت من فترة الدراسة ٥ سنوات دون إعادة أي سنة، ثم بعد ذلك تخرجت وقررت ألا أعمل في مجال تخصصي وأن أجد أي عمل (خصوصا أنه في فترة الدراسة استطعت أن أجد تجارة على الإنترنت استطعت الحصول منها على ٥ دولار متوسط يوميا مقابل عمل أقل من ساعتين يوميا) فأنا شخص سريع في الكمبيوتر وأستطيع التعامل مع التكنولوجيا بشكل سلس ولكن أبي يرفض ذلك تماما وكذلك أمي .
ثم أتت مرحلة الخدمة العسكرية وزاد وعيي فيها أكثر ومعرفتي بشخصيتي الحقيقية وقضيت آخر ٧ شهور في مجال تخصصي بشكل غير مباشر وبعد انتهاء الخدمة كل من أصدقائي استطاع أن يعمل في شركات نتيجة للعلاقات ولكني لم أرد أن أعمل في هذا المجال ولكن أصدقائي فاجئوني بعرض من شركة بمبلغ ٣ آلاف جنيه ونصف، عندما وجدت ضغط من أهلي اضطريت للقبول وأنا الآن في محافظة أخرى أسكن في شقة تابعة لهذه الشركة التي أعمل بها .
ما لاحظته على نفسي :
قرأت على الإنترنت مرض adhd فرط الحركة وتشتت الانتباه ، الدليل على الإصابة أنني حتى الآن أتحرك في السكن أو الغرفة أو أي مكان على الأقل في اليوم ساعتين ذهابا وإيابا وألاحظ عندما يتحدث الآخرين أنني اتشتت دون سبب ثم أخبرهم ماذا كنت تقول ؟ أحلام اليقظة والدليل هو أننى دائما أتخيل أحلام أثناء استماع الأغاني أو الموسيقى وأثناء المشي في الغرفة .
الخوف(لا أعرف إن كان مرضي أم طبيعي) والدليل أنني خائف من التوقيع على أمور تخص العمل ويكون بها أخطاء فأتعرض للمساءلة القانونية ولذلك كتبت هذا المقال .
أنا شخص غير مكتئب ولكن متفائل أحب الحياة وأريد أن أعيش حياتي سعيدا لا تعيس ، فمثلا أريد الزواج وأن أكون أسرة ولكن إن كان هذا على حساب أن أكون تعيس في عملي فلا أجد مشكلة في أن أتاخر في الزواج أو لا أتزوج أصلا .
هناك حرب في رأسي تدور كل دقيقة هل أكمل في تخصصي أم أبدأ في البحث عن طريق آخر يناسب ظروفي وإمكانياتي وشخصيتي !؟
آسف على الإطالة
وشكرا لكم
16/3/2022
رد المستشار
شكرا على مراسلتك الموقع.
النصف الأول من استشارتك لا يشير إلى إصابتك بأي اضطراب عقلي ولا حتى اضطراب عجز الانتباه فرط الحركة.
النصف الثاني يعكس عدم تأقلمك مع عملك وعدم حصولك على التدريب الكافي للقيام بمهامك وذلك ما يفسر ترددك في اتخاذ القرار. كذلك لا يوجد في الرسالة ما هو مقنع حقا بأنك تعاني من اضطراب عجز الانتباه فرط الحركة وهو تشخيص لا يمكن الحصول عليه إلا مع وجود أعراضه في مرحلة الطفولة.
ولكن هذا الاضطراب من أكثر الأمراض النفسية تحميلا عبر الإنترنت ولا تستغرب أن حصلت عليه بعد محاولة أو أكثر لاستشارة طبيب نفساني .
ما عليك أن تفكر فيه هو تنظيم جدول أعمالك واتخاذ القرار في استمرارك بهذا العمل أو البحث عن عمل آخر أنت مقتنع به.
وفقك الله.