استفسار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سؤالي هو:
ما حكم الألعاب التي تحتوي على كنائس وما حكم من يدخلها فإني قد دخلتها عن طريق اللعبة وفجأة بالخطأ بدأ اللاعب بالتعبد وإني لم أكن راضي عن هذا الشرك بأن يتعبد اللاعب فبادرت بحذفها لكن أتبعني وسواس قوي كلما أهم بالصلاة وأثناء الصلاة وفي كل طاعة يوسوس لي أني قد أشركت بالله وأن الله لن يغفر لك فتيأس نفسي وإني خائف على ديني
أفيدوني
جزاكم الله خيرا
19/3/2022
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "عبد الله" وأهلًا وسهلًا بك على موقعك مجانين
تعلم أن كل من يؤمن بعقيدة ما، عليه أن يلتزم بها في حياته كلها، جدها ولعبها... المسلم يلتزم بما يؤمن به، والنصراني بما يؤمن به، واليهودي والبوذي... كل واحد منهم له عقيدة عليه أن يلتزم بها، وألا يخالفها عمدًا. وضع تحت كلمة "عمدًا" ألف خط.
فأي مخالفة لا عمد فيها كالخطأ، والجهل، والنسيان، والإكراه... هذه كلها لا مؤاخذة عليها، ولا توصف بالحرمة، فضلًا عن أن يكفر الإنسان بسببها ويخرج عن دينه. وأنت تقول إنك دخلت لعبة وفجأة عن طريق الخطأ دخل اللاعب الكنيسة وبدأ يتعبد. التصرف وقع عن طريق الخطأ... والجهل بما في اللعبة... فلست مؤاخذًا قطعًا، ولم تشرك قطعًا.
انظر إلى قوله صلى الله عليه وسلم: ((لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلاَةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ. أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ)). رواه مسلم. فهنا لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم أن الرجل كفر أو أذنب، مع أنه قلب العلاقة كلها بين العبد والرب، بسبب أنه كان مخطئًا غير متعمد.
ولو أن إنسانًا مسلمًا دخل اللعبة ليتعرف عليها وعلى تفاصيلها، وحرك اللاعب إلى داخل الكنيسة عمدًا، وتركه يتعبد عمدًا، لما كفر لأن غرضه التعرف على اللعبة وما فيها من أمور مسموحة أو ممنوعة... أنت لست اللاعبَ نفسه، فإذا فعل اللاعب شيئًا غير مسموح، لا نحكم عليك بشيء قبل أن نرى ما غرضك من تحريكه أو مشاهدته
المحظورات تكمن في إدخال اللاعب عمدًا إلى الكنيسة مع علمك أنه سيقوم بطقوس غير مقبولة في دينك، وتنظر إليه وهو يعبد غير الله تعالى، ويمر هذا على قلبك كأنه شيء طبيعي لا شيء فيه، ثم تستمر في لعبتك وتعيدها مرارًا وتكرارًا دون نكير... وما سوى ذلك لا شيء فيه... ولا يصل الإنسان إلى الكفر إلا إذا كان راضيًا ومؤمنا بطريقة العبادة هذه أو يراها صحيحة حتى لو لم يقم هو بالتعبد على هذه الشاكلة.
ثم: حتى من يرضى ويكفر، إذا تاب وأقلع عن فعله فإن الله يتوب عليه ويغفر ذنوبه. وهذه عادة الله تعالى في عباده، فما ينبغي أن يوقعك الشيطان في سوء الظن بالله، وأنه لن يغفر لك، مهما كان ذنبك كبيرًا؛ إنما يريد الشيطان أن تيأس من رحمة الله لتترك التوبة والعبادة.
باختصار: أنت لم تذنب، فضلًا عن أن تكفر، فضلًا عن ألا يغفر الله لك... اقطع هذه السلسلة من الأفكار الزائفة، وعش بسعادة.
وكل عام وأنت بخير