أمي تفجرني !
أنا أخاف الله ولا أحب أن أغضبه، ولكن المشكلة هي أمي! فهي تتعمد استفزازي دائما، سواء قبل زواجي أو بعده.. ودائما تحاول "نرفزتي"، وهذا داء فيها، وفي معاملتها مع الآخرين سواء أبي أو أي إنسان آخر، ودائما ننهي كلامنا معا إما بخناقة أو بقطع كلامي معها لفترة.
المشكلة الكبرى أنها تميز في المعاملة بيني وبين أخي.. وأبي يلاحظ ذلك؛ فدائما تعطي أخي مالا كثيرا، مع العلم أنها مقتدرة، وأخي غير محتاج.. كما أنه ليس له أطفال، أما أنا فمتزوجة ولي من الأبناء اثنان، ومع ذلك لا تساعدني.
لا أكذب عليك.. أشعر نحوها بعدم الحب، حتى عندما مرت بمرض خطير لم أشعر تجاهها بالشفقة، وهذا رغمًا عني، وهذا أيضا يضايقني.. حاولت التقرب منها، ولكن للأسف ماذا أفعل؟ وهل يجازيني الله على ذلك في كبري من أولادي ؟.
15/3/2022
رد المستشار
الأخت الكريمة ، شاء الله أن تقوم العلاقات داخل دائرة الأسرة على قوانين خاصة غير تلك التي تحكمها خارج هذا الإطار .
فالقاعدة العامة –مثلا- هي رد العدوان: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم…}.
والقاعدة هي قتال الناس على الإيمان إن حاول أحد المساس به، أو النيل منه… ولكنها في حالة الأهل تختلف، وفي حالة الوالدين تحديدا… فإن الأمر هو حسن المصاحبة مهما كان موقفهما. تمييز في العطاء… أو بذاءة في اللسان أو غير ذلك، حتى لو وصل الأمر إلى المجاهدة في الإيمان نفسه.. {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا}.
وهذه هي المعاملة التي يتحرك فيها الإنسان، أو هكذا ينبغي أن يتحرك -ابنًا كان أو بنتًا، والدًا كان أو أمًّا-. ومما لا شك فيه أن الله لا يرضى بالظلم وإساءة المعاملة بأنواعها، وهو سبحانه سيحاسبها مع علمه بها.. فلا تقلقي من هذه الناحية، وليست هذه هي مهمتك.
أما البر فهو أن تبذلي لها الواجب عليك، والمنتظر منك، وما تُسألين عنه يوم القيامة مع الدعاء المستمر لها أن يصلح الله لنا ولها الأحوال.
من الحكمة عدم الدخول معها في مناقشات أو مواقف فاصلة تنتج قطيعة أو جفاء، وبالتالي عدم الاستدراج لدواعي الاستفزاز، ولكن إجهاضها أولا بأول، بحسن التدبير، وبلباقة.
يا أختي الكريمة، الإنسان مفطور على حب من يسدي إليه جميلا، ويعامله باحترام وتقدير وود ولين جانب، وهو يكره ما عدا ذلك، ولم يطلب أحدٌ منك أن تحبي أمك –إذا كانت كما وصفت– فالحب إنما يأتي تاليا لتحقيق شروطه وأسبابه، ولكن الحب والكره شيء، والظلم والعدل شيء.. فلا تقعي فيما تعيبينه على أمك، فهي ربما تؤثر أخاك عليك؛ لأنها تحبه أكثر لسبب أو لآخر، ولو جاز لها أن تبذل له من المشاعر ما يضايقك فليس من حقها أبدا أن تفعل هذا في أموالها.
فلا تجعلي تصرفاتك مجرد رد فعل لتصرفاتها، ولا تربطي قيامك بواجبك نحوها بعاطفتك نحوها أو ضدها.. هذا شيء، وذاك شيء آخر تماما، فمن تحمله كراهيته على ظلم من يكره فقد جانب الصواب، ولقد كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول: أوصاني ربي بتسع أوصيكم بهن.. وذكر "العدل في الرضا والغضب"، ونحن نذكرك أن ما يطلب منك تجاه أمك إنما هو العدل إذا كانت علاقتكما لم تستطع أن ترقى لمستوى الفضل بين أم وابنتها.
واقرئي:
لظى الأم الناقدة
الأم النرجسية الحقودة المؤذية
أمي تعرقل حياتي : الأم النرجسية