على مشارف الزواج
لقد خطبت ابنة عمي والحمد لله، ونحن في أتم السعادة. مضى على خطبتنا 6 أشهر. سؤالي هو: هل تنصحونني بأن أعقد عليها في أسرع وقت؟ فهناك بعض الأصدقاء والمجربين الذين ينصحونني بعدم فعل ذلك، حتى لا أقع بين نارين: نار العادات والتقاليد التي ترفض المباشرة، ونار الشوق والتوق للمباشرة؟
السؤال الثاني هو أنني أشعر بإحباط شديد عندما أسمع وأقرأ أن المرأة أقل شهوة من الرجل (في أن تطلب)، فإنني وبقناعة نفسي لا أحب أن آخذ أي شيء من أي أحد إلا برضاه بل وبسروره، فهل ما أفكر به صحيح أم لا؟
السؤال الثالث: سمعت أن هناك فرقا بين النساء؛ فمنهن البظريات وأخريات مهبليات، فاستغربت من ذلك.. هل يمكن شرح هذه المقولات؟
وكيف أعرف أن خطيبتي من أي نوع؟
وكيف أتعامل معها؟ وشكرا.
16/3/2022
رد المستشار
بارك الله لكما.. وبارك عليكما.. وجمع بينكما في خير يا أخي..
وأدعو الله تعالى أن يتم عليكما فضله ونعمه في الدنيا والآخرة..
نصيحة أصدقائك لها وجاهتها ولها منطقها العاقل؛ لأنه -باختصار- السيطرة على النفس وخاصة لدى المتدينين والملتزمين تكون أيسر في فترة الخطوبة؛ لأن كل طرف يشعر بأن الطرف الآخر ما زال محرّمًا عليه؛ فلا يتجرأ على الاقتراب كثيرًا، فهناك سور شائك حول حديقة الزهور اسمه الشرع يمنع من الدخول، ويحول دون قطفها والاستمتاع بعطرها.
ويكتفي العاشق عندئذ بأن يحوم حول الحديقة، ويستمتع بمشاهدة زهورها الجميلة عن بُعد.. أما مع العقد فلا وجود لهذا السور الشائك، بل وعندئذ تزداد الزهور فتنةً وجمالا؛ لأن الفتاة في هذا الوقت تُظهر "لزوجها" ما لم تُظهره "لخطيبها"؛ فتصبح السيطرة على الموقف أمرًا بعيدًا جدًّا!! ويأتي حارس الحديقة -وهو أبوها أو أخوها- ويمنعك من قطف وروده؛ فالحديقة ما زالت ملكه!! وأنا في الحقيقة لا أنصح بدخول هذه المعركة مبكرًا إلا في حالة واحدة، وهي أن يكون الخاطب معرّضا لفتن خارجية -في عمله مثلا- وتكون السيطرة عليها أصعب؛ فهو عندئذ يكون مُخيرًا بين نارين أيضًا: نار الخطأ في الحرام أو نار العقد ومشكلاته؛ فعندئذ يختار الثانية.
أما سؤالك عن شهوة المرأة؛ أقول لك: إن هناك أبحاثا كثيرة أُجريت حول هذا الموضوع، والحقيقة هي أنه ليس هناك ما يثبت أن المرأة أقل شهوة من الرجل، كل ما هنالك أن الحوافز والمثيرات الجنسية للأنثى أكثر خصوصية ودقةً ورقةً وتعقيدًا من حوافز الذكر، وبالتالي يتحتّم عليه أن يتعرّف على هذه الخصوصية، ويتوافق في التعامل معها، وإلا فإنه سيفشل في إثارتها جنسيًّا، ودفعها نحو الاستجابة الناجحة، وبثّ رغبتها الجنسية "الكامنة"، وللأسف إذا فشل الزوج في هذا تكون النتيجة هي "كسر الرغبة الجنسية" لدى المرأة فتظل كامنة بداخلها، ويكون من الصعب إصلاح الأمر.
وأكرر أن المثيرات تختلف من امرأة لأخرى، وهي بالطبع تختلف عن الذكر تمامًا؛ ففي دراسة "كنزي" ثبت أن الذكور أكثر استثارة من المرأة بالمواضيع الجنسية الواضحة، وفي دراسة "شمدت وسيجوش" ثبت أن المرأة أكثر استثارة بالإنتاج الأدبي "القصص والكلمات الدافئة والرومانسية.."، ودراسة "جيلان وكرستوفر" تؤكد أن المرأة تحب بأذنيها والرجل يحب ببصره.
وأخيرًا: فإن الذكور -عموما- لديهم القابلية للاستثارة التلقائية في الأمور الجنسية بدون سبب أو بفعل الخيال. أما الأنثى فإنها لا تُستثار عادة أو بسهولة؛ فهي في حاجة إلى مثير خارجي كالصوت أو الكلمة أو الصورة، أو مثير داخلي مباشر في منطقة أو أخرى من المناطق الجنسية في جسدها؛ مما يجعل من الضروري أن يتعرّف كل زوج على الخريطة الجنسية لجسد زوجته، وما هي أكثر الأماكن إثارة لها.. فلا تقلق يا أخي، وعلى قدر ما تكتشفها ستُقبل عليك.. وإن كنت في أوقات معينة ربما ستضطر "ألا تأخذ منها شيئًا" -كما تقول- لا برضاها ولا رغمًا عنها، وذلك في فترات الإعياء الشديد وبعض مراحل الحمل أو حالات الإجهاد.
ويأتي سؤالك الأخير عن الفروق بين النساء، فأقول لك أنت ذكرت نوعين: البظريات وهن من يحصلن على المتعة خارجيًا، والمهبليات وهن من يحصلن على المتعة بالإيلاج، ولكن هناك نوعا ثالثا وهو الذي يجمع بين الخاصيتين.. ولكن ما يهمني أن أقوله لك هو ألا تنشغل بهذه "الألقاب"، المهم هو أن تتعرّف -بالتجربة ومع الوقت- على طرق الإثارة عند زوجتك، والطريف الذي أريد أن أضيفه هو أن كثيرًا من السلوكيات الجنسية ممكن اكتسابها، فمن الممكن مثلاً أن تتحوّل البظريات إلى مهبليات عن طريق بعض التدريبات الجنسية..
أخيرًا يا أخي .. أرجو أن تكون قد اطمأننت، ونريد أن تبشرنا بزفافك قريبًا بإذن الله.
واقرأ أيضا:
سؤال وجواب على أعتاب الزواج
في بداية الزواج .. تدريبات التوافق الجنسي