ماذا أفعل لأتغير؟
أعاني من التردد الشديد حتى إني لا أستطيع أن أقرر ماذا أطلب في المطعم!
إني أعتمد على أمي كثيرًا مع أني فتاة خريجة كلية عملية وأبلغ من العمر 32 عامًا، وأصدقائي يعلمون ذلك عني!
حتى إني لا أستطيع أخذ قرار لو تقدم لي عريس
مع العلم أني أكبر أخوتي.
23/03/2022
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك عزيزتي، أول خطوة لتصبحي قادرة على اتخاذ القرارات في حياتك مهما كانت هي إيجاد السبب الذي يدفعك للتردد. لا يجوز أن تساوي بداية بين جميع القرارات في الحياة فاختيار زوج أو وظيفة لا تتساوى مع اختيار طبق في مطعم. في المطعم قد يكون ترددك من باب اللطف مع من حولك أو قلة خبرتك في المطاعم مقارنة بمن معك.
بصفة عامة التردد في اتخاذ القرارات يكون ملازما لانخفاض الثقة في النفس وقلة الخبرة والسبب الأكثر أهمية هو الميل للمثالية. تتجنبين اتخاذ القرار لأنك تبحثين عن القرار الصح المثالي أو الكامل وهو غير موجود، فما هو مناسب لك قد لا يكون كذلك لغيرك والعكس صحيح. في الحياة متسع وتنوع يسمح بإرضاء الجميع وأكثر الناس أهمية لإرضائهم هو نفسك.
قد يكون السبب وراء صعوبة اتخاذك القرارات هو شخصية والدتك إن كانت كمعظم الأمهات لا تعرف متى تترك زمام الحياة لأولادها وتستمر في النظر إليهم كأطفال هي أدرى منهم بمصلحتهم مما يحرم أولادها من الثقة في أنفسهم ليس فقط خشية الإخفاق بل أيضا خوفا من التعرض لانتقادها إيجادك للسبب وراء ترددك سيساعدك في التعامل معه.
نقطة أخيرة ينبغي أن تعيها مهما تجنبت اتخاذ القرارات ستتحملين جانبا من نتائجها بغض النظر عمن اتخذها، من يتخذها قد لا يكون عالما حقا برغباتك. مهما بلغت خبرة من يتخذ قرارات حياتك فمهارته لها حدود ولا أحد من البشر معصوم. نعم للاستفادة من خبرات من حولنا وهي الاستشارة ويبقى في الأمور المهمة اللجوء لعون الله من خلال الاستخارة وبينهما لا بد لك من الاعتماد على عقلك ليخبرك بما يناسبك فلا أحد يعرفك كنفسك.
لا تخشي الأخطاء ولا تبحثي عن المثالية ولا تحاولي التهرب من المسئولية، لن تتغيري بسهولة ولكن تغيرك سيجعلك أكثر سعادة وقد تواجه محاولاتك في التغير مقاومة من أمك أو من غيرها ممن حولك ولكن توليك زمام حياتك سيشعرك بالراحة.
واقرئي أيضًا:
اتخاذ القرار التردد وطلب الكمال !
التردد وضعف الثقة بالنفس!
التردد وعلاقته بالكروب الحياتية
علاج وسواس اللااكتمال التكرار القهري: التردد الوسواسي(1-2)