زوجتي طبيبة
السلام عليكم، وجزاكم الله كل خير على جهودكم الطيبة.
يقال: زوج طبيب يقول لزوجته: "لا تبحثي عني أول عشرة أعوام بعد الزواج". فهل هذا ينطبق على الزوجة أيضًا إذا كانت هي الطبيبة وليس زوجها طبيبًا؟ ما هو أفضل تخصص يناسب الطبيبة؛ بحيث لا تكشف على الرجال، ولا تبقى منشغلة بعملها؛ فلا تنام مثلاً خارج البيت؟ وما هي ضوابط عمل الطبيبة المسلمة إذا كان حقل العمل مختلطًا؟
زوجتي أنا طبيبة ملتزمة وتعمل.. أنا قلق من ناحيتين: انشغالها عني، واختلاطها بالرجال، مع العلم أنها ملتزمة والحمد لله، ولكني أغار عليها، لا أريد أن تترك هذا التخصص فقد قطعت شوطًا كبيرًا من دراستها، وتخصصها هذا في نفس الوقت يقتلني ليس بعينه –فهو تخصص راقٍ-، ولكن بجوه العام؛ حيث فيه أناس قلَّ أو انعدم التزامهم.
ماذا أفعل؟
لا تنسوني من دعائكم.
25/3/2022
رد المستشار
الأخ الفاضل "عابد" حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أهلا وسهلا بك في موقعك ونحن نرحب دائما بأسئلتك واستفساراتك، وندعوالله أن يصلح لكما البال والحال، وأن يكتب لكما الخير.
أخي الفاضل:غَيْرة الرجل على امرأته أمر طيِّب ومَحمود ومطلوب شَرعًا، وفيه دليل قوي على الحب والود مِن جانب الزوج لزوجتِه، إلا أنَّ بعض الأزواج يُبالِغون في الغيرة حتى يَنطبِق عليهم المثل القائل: "ومِن الحب ما قتل". فزوجتك لم تخفي عليك عملها منذ البداية، وقد تزوجتها طبيبة، فلماذا لم تتحدث في هذا الأمور في وقت الخطبة، فأنت في خطبتك أقررت هذا الأمر، واستحسنته، ولم تمانع فيه، وعلى هذا تم الزواج، ولوأنك تحدثت معها عن هذه الأمور وقت الخطبة – والتي تدل على عدم تفهمك لطبيعة عملها – ربما كانت هي من سيعترض على اتمام الزواج من الأساس .
فطبيعة عمل الطبيبة تتطّلب العمل الطويل من الصباح حتى وقتٍ متأخر من النهار، فتعمل من الساعة الثامنة صباحاً، وهذا ربما يجعلها تترك منزلها مبكرةً وتعود إلى المنزل في حوالي السادسة مساءً، ووقت يُقارب هذا الوقت، إذا أضفنا إلى المناوبات التي تتطلّب من الطبيبة المبيت في المستشفى، خاصةً في بداية حياتها العملية، عندما تكون طبيبة مقيمة، ثم ضغوط التعلّم التي تتطلب من الطبيبة القراءة بشكلٍ جاد والدخول في برامج تدريب لتُصبح طبيبة تحت التدريب في تخصص مُعين.
كل هذه الظروف، والتي نعرفها نحن جيداً كأطباء، قد لا يتقبلّها شخص عادي، يُريد زوجة تقليدية، يأتي من العمل في الساعة الثالثة وقبل ذلك، ويُريد أن تكون هناك زوجة في استقباله وغداء جاهز. ومع ذلك، فطالما أن زوجتك ملتزمة في عملها، وتقوم بأداء واجباتها اتجاه زوجها وبيتها، ولم تقصر معك في شيء، والعمل لم يمنعها من ممارسة دورها في بيتها كزوجة ناجحة، فلا داعي لأن تعقد الأمر، وارفق بنفسك .
وأما عن الاختلاط في عملها ومايسببه لك من إزعاج، فماذا لو كانت طبيعة عملك كزوج تَفرِض عليك الاختلاط والتعامل مع النساء!؟ ستعتبر الأمر مقبولاً، وتستغرِب إن غارت زوجتك وأبدت اعتراضًا، وقد تسخَر مِن خفَّة عقلها وشدة غيرتها، وتعتبِر ذلك نقصًا فيها، وتهدِّدها بأن غيرتها ستُذهب الود الذي بينكما، وستُفسِد حياتكما الزوجية، وقد تحزن من أنها لا تثق بدينك وخلُقك، وربما تغضب منها لذلك وتخاصمها، ستفعل ذلك مع أن الحق معها، والاحتياط واجب عليها، وكم سمعنا عن رجال تزوَّجوا السكرتيرة والمُمرِّضة والتلميذة، وما زلنا نرى ونسمع!
تأكد أن من يريد الخيانة ولديه قابلية للانحراف لا يحتاج إلى عمل مختلط، وقد يتزوج الرجل امراة ماكثة في بيتها وتخونه، وقد حدثت كثيرا، ولو أن زوجتك كانت ترغب في الزواج من محيط عملها لما كانت تزوجتك من الأساس، فاترك عنك سوء الظن بدون دليل، وامنح زوجتك الثقة، وشجعها على النجاح، وتعامل معها كشريك وليس كمنافس حتى تشعر أن نجاحها في عملها نجاح لك.
هذا، وبالله التوفيق