اكتئاب استقرار هل من سبيل لإخماد النار بداخلي
السلام عليكم، أشكركم أولا، لأختصر قدر الإمكان، أنا أعاني من القلق منذ طفولتي وقد تفاقم الآن بشكل زائد لعوامل عديدة (حسب تقديري (أ)) .. سيأتي ذكرها.
أثناء طفولتي تعرضت لاعتداء/تحرش جنسي (أ) .. ومع مرور الوقت أصبحت أعيش في قلق (عدة أفكار تجول في خاطري مع كثرة التفكير .. العذرية مثلاً .. ).
قبل ثلات سنوات ذهبت إلى بلاد أجنبية للعمل .. وعشت لوحدي قرابة الثلاتة سنوات، كانت قاسية الغربة والوحدة القاتلة وقبل عودتي تفاقمت الأوضاع لدرجة أني لا أستطيع أن نام لوحدي وأخاف كثيرا .. كنت أظن أني سأعود كما كنت إذا عدت لبلدي لأجد أني لا زلت كما أنا.
تبين أني أعاني من اكتئاب بعد ذهابي للطبيب لم يسألني عن الأسباب فقد وصف لي فقط الأدوية (Lysanxia , استرازنكا 25 مغ، Deroxat 20 مغ) .. ولي موعد آخر معه بعد 3 أسابيع، المفعول الوحيد هو النوم .. لكني لا زلت أشعر أني كئيبة .. أحيانا أفكر كأفكار فقط ما هي أسهل الطرق لإنهاء الحياة .. لم أقدم على أي منها.
من بين العوامل المسببة لحالتي رغبتي في الاستقرار العاطفي .. مع أحد المعارف الذي يريد الزواج بي لكن الظروف لا زالت سيئة الآن من جانبه .. الوقت يمر وأريد الاستقرار .. أيضاً أبي يضغط علي كثيراً (يلومني كثيرا ولا يتفهم مشاعري .. ) ولا أستطيع مخالفته في أوامره لأني أريده دائما أن يكون فخوراً بي .. لا أستطيع مقابلة أمي حتى رغم أنها لا تضغط علي وتختلف كثيرا عن أبي لكني أشعر وكأني خذلتهم لأني لا أعمل عاطلة عن العمل الآن.
أعاني أيضا من قلة الأكل وانعدام الشهية منذ سنوات عديدة .. الفحص العضوي كان سليما .. أشعر أني أعيش في جحيم .. لم أكن هكذا أبدا، تغيرت كثيرا وحدثت تطورات فكرية عديدة.
أشعر أيضاً أني بدون قيمة لأني عاطلة عن العمل ليس معياري العمل بالمعياري المادي لكن معياري هو أن أعمل شيئا أنا أحب الحياة والإنسان وفعل الخير لذلك حلمي لحد الساعة أن أدرس الطب لأساعد الناس .. أكون سعيدة جدا عندما أطعم إنسان جائع أو قط / كلب جائع .. أريد رفع المعاناة عن البشرية .. لذلك لو كنت أدرس الطب أو التمريض الآن سأشعر أنني أقوم بشيء ما.
هل من سبيل لإخماد النار التي تحرقني؟
أرجوكم ردوا
29/3/2022
رد المستشار
الابنة الفاضلة "كريمة" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
تضعين بداية ما يعتبر عامل تهيئة لكثير من الاضطرابات النفسية (أثناء طفولتي تعرضت لاعتداء/تحرش جنسي (أ) ومع مرور الوقت أصبحت أعيش في قلق (عدة أفكار تجول في خاطري مع كثرة التفكير .. العذرية مثلاً ..) ... وهو حري بأن يدفعك إلى مشاعر الذنب والخزي إضافة للخوف والقلق ... لكن الواضح أنك تعافيت ... أكملت دراستك وكنت من القوة والاستقلالية بما يمكنك من السفر للعمل ببلد أجنبي ... وكما تقولين: (قبل ثلات سنوات ذهبت إلى بلاد أجنبية للعمل ... وعشت لوحدي قرابة الثلاتة سنوات) تتحدثين بعد ذلك عن قسوة الغربة والوحدة (وليس الوحدانية يا ابنتي فالوحدانية لله) ... ثم تكاثرت الكروب عليك حتى اضطرتك أعراض الخوف والقلق الشديد (تفاقمت الأوضاع لدرجة أني لا أستطيع أن نام لوحدي وأخاف كثيرا، كنت أظن أني سأعود كما كنت إذا عدت لبلدي لأجد أني لا زلت كما أنا ..) اضطررت إذن إلى ترك الغربة والعودة ... لتعرفي عندما تكتمل الأعراض المرضية للاكتئاب المختلط بالقلق... وقد رأت طبيبتك نفس الشيء لأن هذا يتماشى مع ما وصفته لك من عقاقير .
وصفت لك الطبيبة عقارين أحدهما سريع المفعول قصير الاستخدام هو ليسانكسيا Lysanxia أو برامازيبام Prazepam من مجموعة البنزوديازبين Benzodiazepines والتي ساعدتك على النوم وأشعرتك بالتحسن ... وأما العقار الثاني فهو ديروكسات أو سيروكسات أي باروكستين Paroxetine 20 MG وهو أحد مضادات الاكتئاب من معززات السيرتونين الم.ا.س.ا ... التي لا ينتظر تأثيرها في حالات الاكتئاب قبل أقل من 3-4 أسابيع ... يعني نتوقع أنك ستكونين أفضل في موعد المراجعة إن شاء الله .... وهذا ردنا على قولك (المفعول الوحيد هو النوم ... لكني لا زلت أشعر أني كئيبة ... أحيانا أفكر كأفكار فقط ما هي أسهل الطرق لإنهاء الحياة ... لم أقدم على أي منها..) ... ولن يكون هذا فقط تابعي طبيبتك واحرصي على الانتظام في أخذ العلاج ... وتأكدي أنها عاجلا أو آجلا ستنقص جرعة ليسانكسيا وإن شاء الله تنامين بشكل طبيعي.
هناك ما هو مهم في حالتك التي نخمن أن ورائها كمالية بشكل أو بآخر من جانبك ... وأظن أن لوالديك دورا في تدعيم رسوخها في سلوكك ... فما أصدق وصفك الحال وأنت تقولين (أبي يضغط علي كثيراً -يلومني كثيرا ولا يتفهم مشاعري ... ولا أستطيع مخالفته في أوامره لأني أريده دائما أن يكون فخوراً بي ... لا أستطيع مقابلة أمي حتى رغم أنها لا تضغط علي وتختلف كثيرا عن أبي ... لكني أشعر وكأني خذلتهم) عليك ألا تفرطي في الانسياق وراء مشاعر الذنب والخزي لأنها أعراض اكتئاب وليست ذنوبا ولا تقصيرا.
عليك بجد واجتهاد أن تفاتحي معالجتك في حاجتك الماسة إلى علاج سلوكي معرفي وعلاج لمفهوم الذات وعلاقته بالإنجاز ... هذا لأنك ما تزالين صغيرة ويمكن جدا أن تتغير مفاهيم كثيرة لديك فتصبحين أكثر مرونة وأقل عرضة لاكتئاب أو قلق واكتئاب جديد.
اقرئي على مجانين:
الكماليةُ (فرطُ الإتقان) وعدمُ الاكتمال
علاج الكمالية الإكلينيكية(1-2)
العلاج المعرفي للاكتئاب(1-17)
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.