هل أشركت!!
السلام عليكم أنا فتاة في الـ20 من عمرها بدأت أعراض الاكتئاب والوسواس لدي منذ 7 سنوات فأخذت 4 سنوات أحاول علاجها بدون مستشفى بلا جدوى إلى أن ضاق بي كل شيء وذهبت عندما كنت في الـ13 من عمري كنت متحمسة جداً لمناسبة قادمة ثم مرضت قبل المناسبة.
تلك الليلة هي البداية لم أرضَ بمرضي كنت طفلة وكنت خائفة منه جداً جداً وهو شيء بسيط تافه كالصداع والحرارة، فصرت أخاف من كل شيء من الممكن أن يجلب مرض، الجراثيم، الناس، أي شخص فيه مرض أخاف منه ثم لا أدري كيف حصل ذلك ولكن جاءت فكرة في بالي أنني مثلاً إذا قصصت أظافري من اليمين لليسار سأمرض وإذا من اليسار لليمين لن أمرض فأخذت أفعل أشياء تشبه هذه التفاهات إلى أن نبهني أبي أنها شرك!! ثم توقفت لا أعلم كيف توقفت ولكنني تخلصت منها الحمد لله.
وبعد ذلك مرت السنين وأنا لدي اكتئاب بدون أي وساوس إلى أن ذهبت للعيادة قبل 3سنوات وأخذت الأدوية وتحسنت حالتي الحمد لله وأخذت العلاج السلوكي ولكن عند تخفيف العلاج (بالاستشارة من الطبيب) لأنني تحسنت مع وجود نوبات هلع بسيطة متفرقة. انتكست بإصابتي بالوسواس الديني في كل شيء نجاسة عقيدة عبادة كل شيء، وعدت للطبيب وشرحت حالتي كاملة وأعطاني أدوية أخرى وعدت لجرعتي السابقة.
الآن سؤالي هو أنني أحس بأن هذه الأفعال التي تشبه الشرك عادت فمثلاً عندما أتنفس وأنا أنظر لشخص مريض سيصيبني مرضه وأنا أعلم أنها تفاهة وكلام فارغ ولكن لأنني تعودت فمثلا كان لدي وسواس إذا كنت أغسل يدي ونظرت في البالوعة سأمرض فكنت أرفع رأسي للأعلى والآن أنا أرفع رأسي للأعلى عادة مني وليس لاعتقادي بصحتها وأنا مؤمنة أنها لن تؤثر في حياتي.
ولكن الآن تحصل وساوس أخرى وأحياناً أفعلها بدون قصد وآخذ أتوب عن فعلها كثيراً كثيراً فأحياناً أحاول تجنبها فتقول نفسي لي أنت مصدقة إنها موجودة لذلك تتجنبينها فافعلي العكس فأفعل عكس الشيء فيصدر مني كأنه فعل شركي آخر والأصل أنني المفروض ما أسويه من البداية وأحياناً أحس بأني فعلتها بقصد فأخاف وأستغفر وأتوب وأحياناً الفعل هذا أفعله بين الوضوء والصلاة فيقول لي إن وضوئي انتقض ولكنني لا ألتفت وأصلي وعندما أفعله بقصد أو بدون قصد فبعده أقول في نفسي أنا مؤمنة أن هذا الفعل لن يؤثر وأنها مجرد تفاهة وأنه من الشيطان ولكن تحدثني نفسي بأنني يجب أن أتوب وأستغفر وأنني مهملة لو أنني مؤمنة أنه لن يؤثر لماذا فعلته من البداية!!
مع العلم أن غالبية البداية في الدوامة تكون بفعله بدون قصد أو الشك في فعله وأحياناً أفعل أي حركة طبيعية تأتيني فكرة أنه اعتقاد وأنني أشركت لا أعرف ماذا أفعل الآن أنا أتوب وأستغفر في كل مرة تأتيني ولكن أحيانا من الصعب علي فعل ذلك إذ أظن أنني لم أتب كما يجب فآخذ وقتا طويلا وأنا أتوب وأقول إنني لست مؤمنة بهذي الخرافات.
أريد أن أعرف كيف أتخلص من هذه الأفعال مع العلم أنها طبيعية كالتنفس وأنا أنظر في شخص مع العلم أني أفعله أحياناً بدون نية شيء وعفوياً -أجل قديماً إذا كنت أنظر في شخص مريض كنت أكتم نفسي لكي لا أمرض مثله- الآن عندما أنظر لشخص مريض أكتم نفسي بدون قصد وأخاف من نيتي أحياناً.
أعلم أن الله قادر على كل شيء وهو الذي يكتب الأقدار ولن يصيبني إلا ما كتب الله لي
لكنني أخاف من هذه الفعلة بحق لا أعلم ماذا أفعل!!
6/4/2022
رد المستشار
الابنة الفاضلة "!" أهلا وسهلا بك على موقع مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
تقولين : (كنت متحمسة جداً لمناسبة قادمة ثم مرضت قبل المناسبة... تلك الليلة هي البداية لم أرضَ بمرضي) ... كان سنك وقتها 13 سنة يعني ما زلت في الرشد المبكر وربما حتى مراهقة إن لم تكوني بلغت قبل ذلك السن ... لم ترضي بمرضك ولا يعاقب الله في مثل ذلك بل يعفو جل وعلا ... المهم أدركي ليس مرضك عقابا على ذلك.
إذن وقعت أنت لضعف فيك بعد حادثة المرض الطفيف في فخ تحاشي كل ما تتخيلين أنه معدي أو مصدر مرض ... وكما في كثيرين من مرضى الوسواس القهري خاصة الأطفال يكون المريض عرضة لتصديق كثير من أشكال الأفكار الخرافية أو السحرية وقد أنقذك تنبيه أبيك لكن لفترة لم تطل ... ودخلت في اكتئاب وقلق دام سنينا ثم ذهبت للعيادةالنفسية قبل 3سنوات وأخذت الأدوية وتحسنت حالتك وأخذت العلاج السلوكي... للاكتئاب وليس للوسواس غالبا ... ثم لما استعجلت أنت وطبيبك سحب العقاقير (معززات السيروتونين م.س أو الانتقائية م.ا.س.ا) ... دخلت في نوبة وسواس قهري جديدة لكنه هذه المرة ديني وعدت لأخذ عقاقيرك بأمر الطبيب وهذا جيد لكنك ما زلت تحتاجين إلى ع.س.م
تسألين كيف أتخلص من تلك الأفعال؟ المطلوب هو أن تكفي عن فعلها وعن الانشغال بها أي عن مراقبة نفسك واعتبريها لا شيء ولو حدثت تلقائيا ... أو حتى بإرادتك لا تهتمي ولا تستغفري ولا تفعلي غير تجاهل الموضوع برمته ... كل الأفكار الخرافية أو السحرية كفرية كانت أو غير كفرية لا تحاسبين عليها وليس استغفارك أو حتى توبتك الطويلة إلا تدعيما للوسواس!! فلا تفعلي ذلك.
وعليك أن تحسني قراءة الارتباطات التالية:
الخرافة والوسواس القهري ما العلاقة؟(1-2)
من وسواس الكفرية لا توبة ولا استغفار لكن علاج !!
التفكير السحري (الخرافي) في الموسوسين: تفصيل
ط.ب.ح.د الموسوس والتفتيش في الدواخل
وسواس الاستنجاء : ممنوع التفتيش مندوب التطنيش !
للموسوس ممنوع التفتيش لا في الفعل ولا النية !
وسواس الكفر والعقيدة حيلة جديدة !
وسواس الكفرية : الوسوسة تسقط التكليف !
ترين في كل إحالة أعلاه أشياء تساعدك على فهم ما تعانين منه كما نخمن أنها أعراضك الحالية من قولك (في كل شيء نجاسة عقيدة عبادة كل شيء)، وكيف تتعاملين معها ... لكن أنت بحاجة إلى مساعدة من معالج سلوكي معرفي تتواصلين معه أو تزورين مكان عمله.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.