الوسواس القهري دمرني
السلام عليكم شكرا كثيرا على مساعدتكم لمجموعة من الناس خصوصا مرضى الوسواس القهري لأن حياتهم صعبة للغاية.
أنا فتاة عمري 22 سنة بدأت معاناتي مع الوسواس القهري منذ 16 سنة عشت في عذاب كبير وكنت من الناس الذين يكتمون أوجاعهم ومشاكلهم المهم الحمد لله أنا مسلمة محافظة على صلاتي أتمنى دوما قرب الله ورضاه لا أفكر إطلاقا في إيذاء الغير وأسعى دوما إلى إسعادهم حتى في ظل معاناتي مع هذا المرض الخبيث.
مررت من وسواس النظافة ووساوس كبيرة إلى حين مرضت بوسواس التخيلات أتخيل أحداثا خطيرة لم أفعلها مطلقا مثلا أتخيل أنني قمت بالاعتداء الجنسي على فتاة صغيرة رغم أنني أحبها كثيرا وأهتم بها مثل أختي لكنني أحيانا أتخيل ذلك وأقول هل فعلا أنا فعلت هذا؟ لا مستحيل!! وأعيش في اكتئاب لا يطاق.
وأحيانا أتخيل أنني وضعت السم في الأكل كي أقتل الناس وأنا التي طوال حياتي أتمنى أن لا يحزن أحد بسببي ما هذا يا ربي!! هل أنا فعلا إنسانة خبيثة! والله إنني أعيش حياة لا تطاق وكل يوم أبكي وأحيانا أتخيل أمورا جنسية في رمضان وأخاف أن يبطل صومي
أرجوكم ساعدوني رغم أنني أشعر أنني بريئة ولكن هناك شيء يجعلني أشك في نفسي
وأقول أنني فعلا فعلت هذا خصوصا عندما أتخيل ذلك كمشهد أمامي مجسد.
07/04/2022
رد المستشار
الابنة الفاضلة "FATIMA ZAHRA" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
سنك حاليا 22 سنة وقد بدأ اضطرابك الوسواسي منذ 16 سنة أي كنت في الثامنة من العمر... واضطراب الوسواس القهري الذي يبدأ مبكرا عادة ما يكون أشد ويرتبط في الإناث ببعض سمات الشخصية القسرية واضطرابات القلق والاكتئاب بأنواعه.... هل خلال كل هذه السنوات لم تحصلي على علاج؟ هل شخصت حالتك من قبل طبيب نفساني أم لا؟ ألا ترين ذلك أمرا مهما يا "FATIMA ZAHRA" يا ابنتي؟
غالبا لديك ضمير حي ومثل عليا وحس عالٍ بالذنب وعلى هذه الأوتار يلعب بك الوسواس .. وفي الآونة الأخيرة أوقعك الوسواس في فخ شهير أسميه "وسواس التُّهَم" هو أن يوسوس لك بفكرة أو سيناريو مصور لما لا يمكن أن تفعليه على أنه حدث منك ... وتعرفين أنه لم يحدث فيباغتك بأن بل حدث لكنك لا تتذكرين وهنا في فخ تفتيش الدواخل تسقطين ... فتحاولين التذكر والتذكر ... ولا تعودين إلا أكثر شكا مما بدأت ... حالك حال كل الموسوسين... وسببه هو عمه الدواخل أو عدم القدرة على القراءة الواثقة للحالات الداخلية ... أي أنه يشك فيما يجد أو حتى لا يجد ما يبحث عنه والمفترض أنه داخله... إذن التعامل الصحيح مع هذه التهم الوسواسية هو تجاهلها حتى عندما تتخيلين ذلك كمشهد أمامك مجسد لا فرق كل هذا بإمكان الوسواس القهري.
تعمد تخيل أمور جنسية في رمضان ليس من المفطرات (إلا عند المالكية) بل المباشرة بين الزوجين فيما دون الفرج لا تبطل الصوم ما دام الإنسان قادرا على كبح نفسه... هذه حدود علمي من الفقه ولست مؤهلا للفتوى ... الأهم أن الموسوس غير ولا علاقة له أصلا بأحكام الآخرين فيما يتعلق بوسواسه لأن الوسوسة تسقط التكليف في موضوعها وكل ما يستند إليه من أحكام لا علاقة له بمريض الوسواس القهري وإنما بالأصحاء.
حبذا لو حدثتنا أكثر عن اضطرابك الوسواسي على مدى الـ16 سنة ... ونتمنى أن تكوني ممن يطلبن العلاج فلا عذر لقاعد عن طلب العلاج خاصة إذا توفر العلاج وصار متاحا وجيد السمعة والنتائج ... ولو على الأقل عبر الإنترنت؟
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.