السلام عليكم
أرجو من د. رفيف الصباغ الرد على استشارتي.
أنا مصابة بالوسواس القهري منذ عامين وقد تقلبت على شتى أنواع الوساوس القهرية حتى وصلت لترك الصلاة لأنني كنت أعتقد أنني غير طاهرة ويجب أن أغتسل باستمرار وكنت إذ ذاك في بداية المرض ولم أكن أعلم كيف أتعامل معه. المهم أنني عدت للصلاة ولكنني لم أستطع تخطي ما حدث لي وما زلت أكره نفسي كرها شديد بسبب فعلي هذا.
قمت بقضاء الصلوات التي تركتها ولكن أتاني وسواس جديد بأن صلواتي التي صليتها بعد العودة للصلاة لم تكن صحيحة لأنني كنت أترك الصلاة فترة ثم أعود ومن ثم أتركها مرة أخرى وأعود وكنت أغتسل من الحيض والجنابة فقط وأصلي ولم أكن أتشهد وأغتسل للدخول في الإسلام إلا في المرة الأخيرة لأنني كنت أعتقد بأنني كفرت بسبب أفكاري.
فهل يجب أن أقضي تلك الصلوات التي لم أغتسل فيها للدخول في الإسلام؟ قرأت على إسلام ويب أن تارك الصلاة لا يخرج من الملة ولا يجب أن يجدد إسلامه ولكن الوسواس يقول لي أن هذا القول سهل ويجب أن آخذ بالقول الأصعب وأنه حتى لو أخذت به الآن يجب أن آخذ بالأصعب بعد أن أشفى وأُعيد تلك الصلوات. وأيضا يقول لي بأنني فكرت في أشياء كفرية عندما تركت الصلاة وربما كفرت.
وفي النهاية: كيف أتجاوز ذلك الفصل من حياتي بعد أن تبت وثبتُ على الصلاة؟
جزاكم الله خيرا
11/4/2022
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا "Sheena" وأهلًا وسهلًا بك على موقعك مجانين
أكثر المذاهب على أن تارك الصلاة كسلًا لا يكفر، وإنما يكون فاسقًا، ولم يقل بكفره إلا الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى.
كذلك الاغتسال عند دخول الإسلام مختلف فيه، إن لم يكن على الإنسان غسل جنابة ونحوه، فلا يجب الاغتسال عند دخول الإسلام عند الحنفية والشافعية إن لم يكن من أسلم جنبًا. وهو واجب عند المالكية والحنابلة. أضيفي إلى ذلك أن الموسوس لا يكفر أصلًا، حتى لو وصل به وسواسه إلى نطق عبارات الكفر، أو القيام بالأفعال المكفرة.
ثم يا بنيتي، ما الذي جعلك تعتقدين أن عليك الأخذ بالأصعب؟! ((مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلاَّ أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا)) كما في الحديث الصحيح المتفق عليه. أنت موسوسة، وإذا أردت أن تلتزمي الأصعب والأحوط ستهلكين نفسك، بدليل أن الحال وصل بك في فترة من الفترات إلى ترك الصلاة نتيجة تشددك في الطهارة... ولهذا نص الفقهاء بصريح العبارة أن الأولى للموسوس أن يأخذ بالرخص.
وأما تأنيب الضمير والشعور بالذنب الذي لا يفارقك، فيبدو أنه أصبح وسواسًا من جملة الوساوس! يا عزيزتي إن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فإذا كان الله تعالى قد غفر لك، وهو أعلم بحالك ومرضك، وبسبب تركك للصلاة، فلماذا تتذكرين أنت ذنبك وتنسين ذكر الله الرحيم الغفور الذي يغفر الذنوب جميعًا؟ الشيطان يسعده أن تنسي ذكر الله وتنشغلي بذكر ذنبك.... فغرضه على كل حال أن يشغلك عن ذكر الله بأي شيء كان! بوسواس، بتأنيب ضمير، بزخارف الدنيا، المهم أن تنسي الله!!! فلا تدعي نفسك ضحية الشيطان بعد أن تبت إلى الله تعالى، وانسي كل شيء، وافتحي صفحة جديدة، وأهملي الوساوس ولا تخافي منها لتعيشي سعيدة.
أعانك الله ووفقك وشفاك يا بنيتي