لقد وصلت إلى مرحلة الجنون والتفكير بالانتحار من الوسواس
السلام عليكم أود أن أخبركم بأني موسوسة قديمة جدا من أكثر من 19 سنة تقريبا ما في علاج معرفي سلوكي ما التحقت فيه وأخذت قريبا علاج دوائي ووقفته لأني لم أتحمل الأعراض بسبب أن عندي طفلة أعتني بها.
قصتي مع الوسواس طويلة جدا عانيت من جميع تقريبا الوسواس الديني فقط، حاليا ما أعاني منه وسواس مخارج الحروف في الأذكار والصلاة ينقطع نفسي وأقرأ بصوت عالي جدا حتى أصلي ولا أصلي إلا أمام من يعرف ذلك كان هذا أكبر همي الوسواس هذا إلى أن اقتحم حياتي وسواس العقيدة.
بالأول كانت أفكار وأهزمها وتضايقني كثيرا عن الله أما الآن هذا ما سبب جنوني وقلة حيلتي وضعفي، أصحبت تأتيني هذه الأفكار مثلا إذا فعلتي كذا فأنتي تستهزئين بالله مثلا لعقت شفتي أو وأنا أمشي وأجد نفسي أعاند أعوذ بالله كأني أعاند من خلقني بسبب عدم شفائي للحظات وثواني أجدني أفعل الفعل الذي يحسسني أنه استنقاص لله تعالى الله عن ذلك. وإذا بي منهارة لماذا فعلته واتحسر وأبكي وأعيد الشهادتين وهكذا تخيلوا أني أكفر مرات عديدة باليوم حرفيا وأقسم بالله تأتيني أفكار أن أنتحر لعلي أموت على الإسلام وأستغفر لقد فصلت بالأفكار لتعرفون مشكلتي بالتحديد.
أقسم بالله ما في شيء ما فعلته لأتشافى لكن العافية من الله يارب أرحمني برحمتك، أرجو أن تفيدوني لعل طلبي بعد الله عندكم وياليت الأستاذة رفيف تجاوبني أو أي حد يعرف جيدا مرضى الوسواس القهري، كل خوفي على ابنتي الصغيرة أن تكتسب العادات الوسواسية قلبي يتقطع ألم عليها وحسرة لدرجة فكرت أن أتخلى عنها خوف عليها مني.
أريد حل للأفعال اللي أستجيب لها بإرادتي وأيضا لوسواس القراءة والوضوء عدم تأكد أن الماء قد وصل
وآسفة على إطالتي لكن لعل الله يفرج لي بسببكم تكفون تكفون ساعدوني أحس أني وصلت لمرحلة الجنون
13/4/2022
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "هلا"، وأرجو أن نكون عند حسن ظنك.
أعانك الله، هل جربت قراءة الرقى من ضمن العلاجات؟
لا أدري ماذا أقول لك وقد جربت العلاجات المعرفية السلوكية، ولا تستطيعين تحمل الدوائية؟!
في هذه الحالة من الوساوس المعندة، ليس أمامك إلا أن تتعايشي مع هذا المرض، كأي مرض جسدي آخر مؤلم مزمن... كيف أن ذلك المريض يصبر على الألم، ويمارس أعماله على قدر المستطاع، كذلك أنت.
اصبري على قلق الأفكار، والأفعال القهرية التي تغلبك، واقتنعي عقلًا أنك غير محاسبة أبدًا أبدًا، وقومي بأفعال الصلاة أو الوضوء وغير ذلك كما يقوم بها الأصحاء حتى لو كنت تشعرين بأنها غير صحيحة، واصبري على ألم عدم التكرار... المهم أن تعيشي حياتك طبيعية قدر الإمكان، مقتنعة أن الوسواس مجرد مرض معنّد يسبب لك الألم النفسي الشديد الذي تنالين الأجر بالصبر عليه، ولا يضرك شرعًا
العقي شفتك ما بدا لك، أو لا تلعقيها... لن يكون لفعلك هذا أي حكم... فعل مباح لا علاقة له بوسواسك الذي في رأسك مهما قمت بربطهما معًا... وكذلك أي فعل قهري –تظنينه بإرادتك- لا يهم ولا يضر.
أما القراءة، فاقرئي كما يفعل غير الموسوسين، ولا تحاسبين على شيء غير هذا... أعني لا يطالبك الله بأن تتيقني هل أخرجت الحروف بشكل جيد أم لا، والسبب أنك غير قادرة على اليقين، وإذا انتفت القدرة انتفى التكليف... ليس من الضروري أبدًا أن تأتي بالحروف على وجهها، أنت لا تستطيعين أصلًا التمييز هل هي صحيحة أم لا؟ لهذا تقرئين مرة واحدة، بصوت منخفض، وهذا ما يطلبه الله منك شرعًا، ولست مطالبة بالشعور بالأداء على النحو الصحيح... وهنا ستشعرين بقلق بالغ جدًا، وهو الألم النفسي الذي تنالين الأجر عليه إذا صبرت
في الوضوء كذلك، مرري الماء على يدك مرة واحدة دون الإتيان بسنة التثليث على الأقل حاليًا، ولا داعي لأن تشعري بوصول الماء، ولا أن تتأكدي بالنظر وغيره... وقد نص الفقهاء على أن الموسوس يصح وضوؤه مع الشك في وصول الماء إلى العضو... أيضًا ستشعرين بقلق بالغ لعدم إحسان الوضوء باعتقادك، اصبري عليه ولك الأجر، ولا تكرري الغسل
ليس أمامك سوى تذكير نفسك دائمًا بأنك غير مكلفة بالإتيان بالأفعال على وجهها الصحيح الكامل، ذلك وببساطة لأنك لا تستطيعين التمييز بين الصحيح الكامل وبين الناقص! فقط كما قلت لك: اجعلي صورة فعلك الخارجية كأفعال غير الموسوسين، ثم لا تلتفتي إلى ما يهجم عليك من أفكار ومشاعر بل واجهيها بالصبر ثم الصبر ثم الصبر، واحتسبي الأجر.
أعانك الله ونظر إليك بعين رحمته، وعافاك عاجلًا غير آجل