استشارة نفسية
قبل كل شيء مررت قبل عامين بأزمة نفسية نتاج حادث أليم وصف لي حينها الطبيب دواء زولفت وتعافيت ولكن ظل شعور يرافقني أني كنت أفضل قبل الحدث مع ذلك كنت أتجاهل ذلك. الآن وبعد أكثر من عام من انتهائي من تناول الدواء أعود لانتكاسة سببها أني كنت أدرس عن التحليل النفسي والعقد النفسية في الصف الجامعي، كان محور الدرس اضطراب السلوك الجنسي نتيجة عقد الطفولة.
سألت نفسي حينها هل تعرضت لحادث في طفولتي في البداية لم أتذكر أي شيء غير عادي ثم بدأ يهيء لي أني قد أكون تعرضت لحادث ثم هاجمتني وسواس أنك ستصبح بيدوفيل وشاذ جنسي ومثلي، فأصبت بالخوف ظلت الفكرة تتردد على عقلي إلى أن أصبت باكتئاب منعني من حياتي، استندت على معلومات في الإنترنت على كيف التخلص من هذه الوساوس؟؟
الحمد لله الآن خفت شدتها وحتى أني ما عدت خائف لأني تأكدت أني المتحكم في نفسي وأبدا لن أكون كذلك وأنه مجرد وسواس، لكن مشكلتي هي ما سببته لي الوسواس من أثر حيث أشعر أن المفاهيم انقلبت رأس عن عقب في رأسي وأن ما أحلم به من حياة سعيدة مع صديقتي الحالية قد تحطم، بالرغم من أني لا أملك أي إنجذاب لمن جنسي وهذا ما جعل الوسواس يخف واطمئن أكثر لكن تزعجني الفكرة عند تعاملي مع الجنس الآخر حيث يراودني قلق بشأن ما فكرت فيه من وسواس.
أريد التخلص من الشعور السيء الذي يراودني عند تعاملي مع الجنس الآخر بسبب الوسواس
فكيف ذلك؟؟
5/4/2022
رد المستشار
الابن الفاضل "سند" أهلا وسهلا بك على موقع مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
بداية لا ندري لماذا كنت فائق الاختصار في عبارتك الأولى (قبل كل شيء مررت قبل عامين بأزمة نفسية نتاج حادث أليم وصف لي حينها الطبيب دواء زولفت وتعافيت) ... هكذا دون أي تفاصيل أزمة نفسية وحادث أليم وطبيب وزولوفت أي عقار علاج الاكتئاب سيرترالين من نوع الم.ا.س.ا ... والذي لا تفيد معرفته شيئا لتحديد تشخيص معين فقد يوصف لأعراض اكتئاب أو لأعراض قلق أو لوسوسة وقد يكون ذلك ضمن اضطراب الكرب التالي للرضح أو اضطراب اكتئاب أو وسواس قهري ... الله أعلم ... والمهم أنك تعافيت إلا من شعور بأنك كنت قبل الحادث أفضل واستطعت تجاهله.
ثم بعد عام دهمتك الانتكاسة لأنك وقعت في فخ التذكر الوسواسي القهري هل يا ترى حدث لي وأنا طفل؟؟ ... ثم لم يمهلك الوسواس وألقى عليك التهمة أنك شاذ أو ستكون شاذا! ... فوقعت بسهولة في فخ الخائف أن يكون شاذا وهذا في أغلب الأحوال -لكن ليس دائما- اضطراب وسواس قهري سارعت أنت إلى تشخيصه ومحاولة علاجه مستندا إلى معلومات في الإنترنت عن كيفية التخلص من هذه الوساوس؟؟ ... واضح أنك استفدت لكنها مع الأسف استفادة تبقى ناقصة وهذا غالبا ما يحدث بين المرضى العرب حين يحاولون تطبيق البرامج المكتوبة ولا أدري إن كان نفس الشيء يحدث مع غيرهم.
أما لماذا ناقصة فببساطة لأن ما تحكيه لنا معناه أنك ما يزال الوسواس يستطيع السيطرة عليك بكل سهولة لأنك ما زلت تنزعج منه ... بل وتراه تسبب في انقلاب المفاهيم رأسا عن عقب في رأسك! أي مفاهيم تقصد؟ ولماذا تتغير المفاهيم بفعل الوسواس؟ وهل بالضرورة أنها تتغير للأسوأ؟؟ الواقع أن المعالج السلوكي المعرفي المحترف سيساعدك حتى تغيرها للأفضل ... ثم وصولا إلى استنتاجك التعسفي المؤسف (وأن ما أحلم به من حياة سعيدة مع صديقتي الحالية قد تحطم) ... أليس هذا تهويلا كارثيا لحدوث ما لم يحدث؟ وإن شاء الله لن يحدث ... بصراحة أنت لم تتعلم جيدا كيف تتجاهل الوسواس ولذا ما زال الوسواس يعبث بك.
وأخيرا تقول: (أريد التخلص من الشعور السيء الذي يراودني عند تعاملي مع الجنس الآخر بسبب الوسواس) ... وهنا يجب أن تفهم أن كل ما هو بسبب الوسواس من مشاعر لابد أن نقبل بوجوده ونمعن في إهمال ذلك الوجود أي وجود الوسواس وكل ما هو لا إرادي الحدوث عند إهمال الوسواس أي المشاعر الناتجة عن إهماله أو حتى الأحاسيس الجسدية المؤلمة ... أن نقبلها ونهملها حتى تخفت وتخمد ولو بعد حين لكننا نبقى جاهزين دائما لتجاهل الوسواس إذا عاد.
واقعيا عش حياتك ... واحرص على أن تعالج نفسك من مشكلتك الحقيقية وهي الاضطراب النفساني الذي تعاني منه، وذلك من خلال التواصل الحي مع طبيب نفساني إن أمكن أو عبر الإنترنت حتى.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع>>>>>: أزمة نفسية وحادث أليم ثم الخائف أن يكون شاذا ! م