وسواس الكفرية : الذنب والخزي والدونية !
هل استسلمت للوساوس؟
السلام عليكم، أنا قريت دكتور كاتب إن ممكن مريض الوسواس إذا متعالجش، يفقد مقاومته للوسواس ويستسلم له، وأنا خايفة أن يكون اللي بيحصل معايا دا فقدان مقاومة ومعناه إني والعياذ بالله كفرت أكتر من مرة، دلوقتي يا دكتور أنا بقيت أحس إني بعمل حركات على الأفكار اللي بتيجي في عقلي.
بيجيلي سخرية أو استهزاء بالدين أو بالله والعياذ بالله، أنا عارفة حديث إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به نفسها ما لم تتكلم أو تعمل، بس أنا يا دكتور بقيت أحس إني بعمل، عمل بالجوارح وبحس إن ربنا هيحاسبني عليه طالما بقي عمل بالجوارح، يعني مثلا كنت بقرأ قرآن في القيام وجئت عند آية فالله خيرا حافظاً، ولاقيت جواي حاجة بتقولي هزي رأسك بالنفي، بدأت أتوتر وحاسة إني لازم أعمل أي حركة معرفش حسيت الإحساس دا ليه بس المهم إني أحرك نفسي ومهزش رأسي، حركت جسمي للوراء شوية بس لاحظت إني حركت رأسي ناحية اليمين وكأني كنت ههز رأسي يمين وشمال بالنفي، ومعرفش فعلا كنت عاوزة أهز رأسي بالنفي ولا ذا عشان كنت بقرأ في المصحف وأحرك رأسي مع السطور!
موقف ثاني، كنت بسمع محاضرة وعظية لمعلمتي، وقالت الذنب عيب في حق كل مسلم ومطلوب من كل مسلم ترك كل الذنوب والتوبة منها كلما وقع فيها، كلامها مفيهوش أي حاجة اهو!! طبيعي جدا وأي حد مش هيجي في باله ذرة فكرة أو هاجس، إنما أنا جاء لي اعتراضات وأسلوب مش محترم جوايا بيتكلم، فدخلت لمعلمتي أستفهم منها وقلت لها المطلوب مني أترك كل الذنوب كلها؟! طب الإنسان ضعيف وعارف إنه هيذنب، طيب التوبة بتحتاج مشاعر ندم وحزن، هل هنستشعر المشاعر دي كل يوم؟!
دا اللي قلته ومقدرتش أقول أكثر من كدا، الأفكار اللي جوايا كانت سخط ووحشة أوي يا دكتور، وأنا عارفة إن السخط والاعتراض كفر، لو قلت أنا متلفظتش بالأفكار دي وكلمت المعلمة بكل أدب وكنت حريصة متكلمش بأسلوب وحش وغير مهذب عن ديني، ألاقيني أقول طب ما دا المنافق بيعمله، بيكن الكفر بداخله وظاهره إيمان.
موقف تاني، حصل مني موقف معرفش كان من التألي على الله ولا لا!! يعني أنا قلت جملة احتمال كبير تكون تألي على الله
فلاقيتني جوايا بسخر من كلمة تألي على الله، سخرية من الله والعياذ بالله، وجت كلمة ضحك في بالي، وأنا والله ما كنت عاوزة أضحك دا حتى فكرة السخرية سخيفة ورخمة وكمان حرام أولا يعني، المهم لاقتني، بحرك شفتي بجنب كدا كأني هبتسم بس مكنتش ابتسامة، مش عارفة أوصف لحضرتك، ووأنا بحرك شفتي بجنب كدا استعذت بالله من الشيطان جوايا، وقلت إيه دا أنا كنت هبتسم!؟!!
فضلت مثبتة تعبير وشي شوية قلت جوايا لا دي مش ابتسامة لا، وفضلت أكررها أكثر من مرة وأنا مش متأكدة كانت ابتسامة ولا لا، وأجرب أكثر من تعبير وش، كان ذا؟ ولا كان ذا؟ طب كانت شفتي مرفوعة أوي كدا؟! طب هو الواحد بيبتسم بجنب إزاي!! كل دا بعمله قدام المرآة، لحد ما جبت أختي وورتها كل تعبيرات وشي اللي شاكة فيها، وقالت لي لا كلهم مش ابتسامة .... حتى قلت لماما برضه وقالت لي لا دا شكل حد قرفان أو مضايق، بس أنا حاسة إن جوايا كان عكس كدا، كنت عاوزة أضحك، بس لما موجة التوتر والقلق بتهدى بقدر أوصل لإحساسي شوية ... المهم إني معرفش ليه عملت الريأكشن دا من الأول ... ولا ليه هزيت رأسي وأنا بصلي في أول موقف حكيته لحضرتك، ومواقف زي دي كثييير.
كل يوم تجيء لي أفكار وألاقيني بعمل حركات بوشي ملاقيش ليها تفسير غير موافقة على وساوسي أو بحمل الحركات اللي بتصدر مني أثناء وجود الوسواس بحملها تفسير كفري دائما.. هو أنا كدا مقاومتي للوسواس بتقل؟ أنا استسلمت له؟
ربنا هيؤاخذني باللي بعمله؟
ولا دا ابتلاء وصبري وألمي أؤجر عليه زي ما معلمتي قالت لي؟!
14/4/2022
رد المستشار
الابنة الفاضلة "أسماء" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
مبدئيا لابد أحييك على هذا الوصف الصادق المعبر عن معاناة مرضى الوسواس القهري ومرضى وسواس الذنب التعمق القهري و.ذ.ت.ق وهم صرعى مشاعر الذنب والخوف والخزي بينما الوسواس يخدعهم ويأخذهم من حيلة إلى حيلة.
(قريت دكتور كاتب إن ممكن مريض الوسواس إذا متعالجش، يفقد مقاومته للوسواس ويستسلم له) يشير الطبيب النفساني هنا إلى ما نراه في عروض أخرى للوسواس القهري مثل و.ت.غ.ق أو و.ش.ت.ق حيث يصبح المريض المتقدمة حالته مقتنعا مثلا بأن عليه غسل يديه 70 مرة لتصبح طاهرة بما يكفي... وأن على الآخرين أن يفعلوا مثله أو أن عليه وعلى الآخرين إن أرادوا عدم التلوث ألا يلمسوا الأوراق النقدية بأيديهم دون حائل... لكن هؤلاء عادة تبدأ أفكارهم تلك وسواسية ثم تصبح أفكارا وهامية أو تبقى تتأرجح بين الوسواسية والوهامية بين الحين والآخر، هذا لا نراه في و.ذ.ت.ق عادة لتعلقه بأفكار دينية وأخلاقية وإن ظهر في حالات التعمق الشديدة فإنه يكون بزيادة في الاحتياط أو الاعتذار وليس أبدا بتقبل الكفر.
المهم أن المواقف تشرح كيف أن عبث الوسواس المستمر بك ما يزال على حاله يخلط أحداثا حياتية بمشاعر داخلية وأفكار كفرية ... ويلصق بك التهمة لتشكي بشكل أو بآخر أنك مسؤولة عن الكفر ... سواء حين وجدت مشاعر غير مناسبة وأنت تحاجين معلمتك في نصيحتها التي لا تؤخذ على أنها ستجعل الإنسان حزينا مهموما بشكل دائم، طبعا إلا حين يفهمها الموسوس بطريقته ... بينما الحقيقة أن الله تعالى خلقنا لنذنب ونستغفر... المهم أن المشاعر السيئة تجاه الدين أو ما حسبته الدين ليس عليها حساب ما لم تتركي عباداتك بسببها هذا إن كنت صحيحة فما بالك وأنت موسوسة؟
ورغم ما تقدم من علمك -باعتبارك قرأت ردنا السابق وما فيه من ارتباطات جيدا- أنك موسوسة ولا تكفرين وقلنا في ردنا السابق عليك: (ليست لديك أي فرصة لتكفري!! لأنك وسوست بالكفر!) وما زلت تسألين وتنبشين في دواخلك كأن لم تفدك قراءة : ط.ب.ح.د × و.ذ.ت.ق وتسأل هل هذا وسواس ؟
أما موضوع هز الرأس وتهمة الابتسامة فليست المسألة سوى وساوس في قهور يستخدم الوسواس فيها كل قدراته التي شرحناها وأعطينا ارتباطات لمن أراد أن يستزيد، ولكن الوسواس للأسف... يستطيع ما يزال الضحك عليك ... وبالمناسبة جوارح إيه يا "أسماء"؟ وعمل إيه بالجوارح يا "أسماء" .. الجوارح يعني مشاعر داخلية ضمن المجال الذي أنت معافاة فيه من الأول للآخر ... رحماك بنفسك وتحركي جديا للتواصل مع طبيب نفساني والحصول على تأكيد وإكمال التشخيص ثم وضعه الخطة العلاجية.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع >>>>>: وسواس الكفرية : الذنب والخزي والدونية ! م1