السلام عليكم
أنا فتاة عمري ٣٣عاماً لم أتزوج بعد، تعرضت للتحرش في الصغر وسني (٥ سنوات) من أخي الأكبر وكنت دائما ما أبكي خوفاً من أن تعلم أمي ما حدث ودائما كنت أبكي وأطلب منها أن أنام بجوارها وألا تتركني في البيت مع أخي وحدي وكانت تتسأل لماذا!! أيضربك؟؟ كنت أخاف من الإجابة وأسارع بالقول ... لأ لكن أحب البقاء معك دائما
مرت سنوات وعند تكرار الأمر أوقفته عند حده وتعاملت مع الأمر بمفردي، وكنت أشك هل أنا عذراء أم لأ وكنت أرفض الزواج خوفاً من وساوس أني لست عذراء وفي سن العشرون ذهبت للطبيبة للكشف حتى أتخلص من تلك الوساوس واطمئن قلبي لله الحمد
في سن الحادية عشر أصبت بوسواس الخوف على عائلتي من الموت، كنت أستيقظ بالليل وأنظر إليهم لأتأكد من أنهم يتنفسون وأنهم أحياء وازدادت الوسواس من كتر خوفي على أختي الصغرى وحبي لها، ثم في سن الثالثة عشر أصبت بوسواس الخوف من الموت (ومازال معي إلى الآن) على نفسي أصبحت أنام بعد عدة ساعات خوفاً من الموت ومن كثرة التفكير.
وانتقلت للمرحلة الثانوية وتغير نمط الوسواس وأصبحت أخاف من أن يكون مقبض الغاز مفتوح فأصبحت أتردد مرارا على المطبخ لأتأكد من أنه مغلق وكذلك باب البيت وإلى الآن أتأكد كل ليلة من باب البيت أنه مغلق ٌ تماماً، ثم انتقلت للجامعة والتزمت بالصلاة وأصبت بوسواس الطهارة بجانب وسواس الخوف من الموت فزدادت معاناتي من كثرة الوضوء والغسل ثم الوسواس في الصلاة أصليت صلاة ناقصة؟؟!! أزدت عدد الركعات وهكذا؟؟
ثم بعد التخرج بشهر واحد توفي والدي وكان مقرب إلي جدا وكنت مقربة منه جدا أكثر من أمي رغم قلة تواجده في البيت بسبب ظروف عمله، بعدها مباشرة التحقت بدورة حفظ القرآن وكنت دائما أقول لوجه الله ولأجل أبي وارتديت النقاب وفي هذة المرحلة اختفت معظم الوسواس لم أعد أخاف من الموت نهائيا وكنت شديدة التوكل على الله ولا أخاف على عائلتي خوفاً مرضياً ولا أخاف من الأمراض.
ثم فجأة أصبت بوسواس عقائدي لمدة تقارب الثلاث سنوات فانقطعت فترة عن حفظ القرآن ثم عدت لقيام الليل وقراءة القرآن أكثر من ذي قبل وكنت أقوم في جوف الليل أسأل الله الشفاء والهداية، تعافيت من الوسواس العقائدي لكني أصبحت مقصرة جدا جدا جدا وأصبت بوسواس الخوف من الأمراض دائما ما أترقب المرض والأعراض وأقيس الحرارة والأكسجين دائما خاصة في ظل ظروف الكورونا فازداد خوفي، أخاف من الليل ... فدائما ما تأتيني أفكار أنه إذا أصبت ليلاً من ينقذني من يساعدني في الذهاب للمستشفى!! وأتخيل الموت مرورا بكل المراحل وأبكي ودائما أتصفح مواقع التواصل ليلا حتى لا أفكر في كل هذه الأفكار وأنام في وقت متأخر كثيراً وإذا قرأت أو سمعت عن أحدٍ مريض أشعر بالأعراض وأخاف أن يأتيني نفس المرض
بجانب ما تم ذكره.. عندما آكل الطعام على الضرس الأيمن أشعر بحاجة ملحة أن آكل على الضرس الأيسر أو آكل بالتساوي على الجانبين، أشعر بالضيق وأنا أفعل ذلك ولكن إن لم أفعله فأشعر أني أختنق ... ولدي وسواس أني دائما سوف ينخفض ضغطي فانقطعت عن أكل الحلوى جميعها، وذلك منذ أن كنت مع أختي الصغرى في المستشفى وكانت مريضة وتأخذ محلول ثم أغشي عليها فظننت أنه أصابها ضر وكنت وحدي معها فأسرعت للطبيب ولكنه طمئناني عليها ... ولا أعلم لماذا ربطت بين ما حدث لها وبين انخفاض الضغط ولكن ربما خوفاً من أن يغشى علي مثلها فأصبحت أزيد من الموالح فازداد خوفي من أن يرتفع ضغطي فأصبحت آكل بحرص وأخاف من أن آكل في الأساس وأتردد علي الصيدليات لقياس الضغط.
ولدي تخوف آخر وهو الخوف من الدوار والدوخة دائما أخاف من أن أصاب بالدوخة ودائما أشعر بعدم الاتزان وزُرت أكثر من طبيب واغلبهم عللها أنها ضغط عصبي وحالة نفسية وذلك بعد فحص الأنف والأذن وتحليل الأنيميا وقياس الضغط وكشف الباطنة وكشف المخ والأعصاب، ودائما أشعر بالدوخة وعدم الاتزان وأخاف أن أخرج من البيت وحدي خاصة بعد ما أصبت بدوار شديد في الشارع وكنت على وشك السقوط لكن بفضل الله تماسكت ومضت على خير ودائما أقف وأنتبه هل أشعر بالدوخة أم لأ؟ وأصبحت لا أنظر من الشرفة نهائي لأنه تزداد الدوخة.
ولدي خوف على عيني منذ عدة سنوات أصبت بزغللة في عيني شديدة جدا لدرجة أني وقتها كنت لا أرى أي شيء سوى وميض متزايد ومجموعة أنوار ذات ألوان متعددة، ذهبت لأكثر من طبيب وأجريت فحص قاع العين ثلاث مرات في ستة أشهر وبفضل الله ومنته كانت الشبكية والجسم الزجاج بحالة ممتازة ولله الحمد رغم قصر نظري الشديد فأنا أرتدي نظارة طبية وكان عمري حينها ٧ أعوام.
دائما أخاف وأشعر أن عيني ستصاب بمكروه وطوال يومي لمدة ١٢ سنة أترقب كل يوم هل عيني ستصاب ودائما أرى وميض وأشياء صغيرة تتحرك أمام عيني ولا أعلم ما أراه أمام عيني هل هو وهم أم أنها ومضات وزغللة فعلا!! خاصة أني ذهبت لأكثر من طبيب وكل منهم لم يعلم ما العلة خاصة أن العين الحمد لله سليمة، حتى إني أحياناً لم أعلم كيف أصف ما أراه من ومضات أو لا أعلم كيف أصف تلك الزغللة التي تأتيني
أريد تشخيصاً لكل ما أشعر وأمر به وهل هذا وسواس أم شيءٌ آخر؟
وشكرا لكم
23/4/2022
رد المستشار
شكرًا على مراسلتك الموقع.
ما تعانين منه هو الوسواس القهري المزمن مع أعراض اكتئابية وقلق. الذي يحدث هو أن إطار أعراضك الوسواسي لم يتغير عكس المحتوى. هذه الأعراض بدأت منذ سن مبكر ويمكن الجزم بأن السبب هو الصدمة النفسية أو بالأحرى الاعتداء الجنسي الذي كنت ضحيته في الطفولة.
لا فائدة من مراجعة طبيب عام وإنما عليك التشاور مع استشاري في الطب النفسي. الخطوة الأولى هي السيطرة على أعراض المرض ومسيرة الاضطراب مع استعمال العقاقير. الخطوة الثانية هي لا بد من الدخول في علاج نفساني والحديث عن صدمة الطفولة ودون ذلك ستبقى أعراض كما هي. العلاقة بين صدمات الطفولة النفسانية والوسواس القهري معروفة ولا بد من علاج الاضطراب والتعامل مع الصدمات في جلسات علاج نفساني.
وفقك الله.
ويضيف د. وائل أبو هندي الابنة الفاضلة "آية" وأنا أول مرة أرى اسمك مكتوبا بهذا الشكل "ءاية"... في اسم المستخدم الذي اشتركت به على الموقع قلت جائز لأن "آية" و"آية1" و"آية2" ....إلخ.... غير متاح، لكن عندما كتبتِها بنفس الطريقة في اسم صاحب الاستشارة صلحناها لغويا، دون استئذانك فسامحينا، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك الفاضل أ.د سداد التميمي إلا أن أشير إلى العلاقة المتواترة بين التعرض للتحرش الجنسي في الطفولة مع سمات شخصية قسرية خفيفة أو شديدة وظهور أعراض اضطراب وسواس قهري تتسم بالخوف في الطفولة ثم الشك في مراحل الرشد ثم الخوف من المرض أو الموت، وأقدم لك ارتباطا لسبع مقالات تشرح وسواس المرض من الألف إلى الياء هذي المقالة2
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بتطورات طيبة.