وسواس قهري أم كفر حقيقي؟
السلام عليكم، بدأت قصتي مع الوسواس عندما كنت طفلة في الثالثة عشر من عمري حيث فجأة بدأت أسمع في داخلي ألفاظ وسباب وكفر حول الدين والذات الإلهية. استمرت هذه الحالة لمدة شهر ثم قامت إحدى الصالحات بالرقية الشرعية واختفى هذا الوسواس ليعود بشكل آخر بعد فترة بسيطة على هيئة وسواس الرسوب في المدرسة وانتهى عند تحقق النجاح.
ظللت بلا وسواس لمدة ثلاث سنين حتى حدث معي حدث ألمني عاطفيا فبدأ وسواس الخوف من وعلى أقرب الأشخاص إلي. واستمر هذا الوسواس وكان أشدهم لمدة سبع سنين ولكن يختفي فترات طويلة ويعود نفس الوسواس. بعد أن بدأ هذا الوسواس الأخير بسنة ذهبت للعلاج وتم وصف دواء cipram 10mg وتناولته لمدة سنتين أحسست أنني خرجت من العالم الذي أنا فيه وأدى إلى تغيير شكلي ووزني وشخصيتي وأصبحت إنسانة بشعة جدا وضعف إيماني كثيرا بعد أن كان قويا وأيضا تغيرت علاقتي مع خطيبي وأسأت إليه وجرحته ولكن ظل بجانبي وتحمل أذيتي حماه الله وعقد قراننا وأنا على هذه الحال من ضعف الإيمان والأذى لخطيبي الذي هو حب حياتي.
بعد عقد القران بفترة بدأت استفيق أن الدواء يؤثر علي حيث زاد وزني 20 كيلو وأصبحت كريهة الخلق فاتصلت بالطبيب وقال لي كان يجب أن توقفيه منذ سنة ولكن هو ترك متابعتي. بعد أربع سنوات من عقد القران تم الزفاف الحقيقي ورجع إلي الوسواس قبل الزفاف بفترة وأخذت الدواء مرة أخرى لفترة تسعة أشهر وأوقفته قبل الزفاف بفترة بسيطة. بعد الزفاف جائتني وساوس عن أشياء حصلت معي في الماضي حيث أنني بسبب سوء استخدامي للدواء ربما-لا أعلم- فقد الذاكرة حول فترة معينة وكانت هي التي أذيت خطيبي بها ولا أذكر شيئا مما حصل وكأنما جرء من حياتي تم فقده ولا أعلم ما حصل لي فيه.
وأصبحت تأتيني مخيلات عن تعرضي للاختطاف والتحرش وأصبحت أوسوس أن هذا الشيء حصل معي وأنني سأتعرض للفضيحة أو ينشر شيء لي وأنا ليس لي ذنب فقد كنت كالسكرانة لا أعي ولا أتذكر شيئا أبدا، لم ينقطع هذا الوسواس وإنما حاولت دفعة بقراءة القرآن ولكن عند قراءتي لآيات معينة أصبحت تأتيني وساوس عن عدل الإسلام مع المرآة وتحولت إلى شبهات أبحث عن تعليلها ليلا نهارا ولا تعجبني الردود من الشيوخ حيث أنهم يفسرون الآيات والأحاديث حسب اجتهاداتهم التي اعتبرت بعضها ذكورية فكانت تأتيني أسئلة لماذا الرجال أفضل ولماذا هم قوامون ولماذا يمكنهم أن يعددوا ولماذا ولماذا؟؟ وشبهات كثييرة لا تحصى عن مكانة المرأة حتى حدث معي أن وصلت إلى البحث عن حديث منع المرأة من السفر لوحدها وشعرت بالغيظ.
ولكن سرعان ما تحول هذا الشعور إلى خوف ورهاب من أن أكون قد كفرت بسبب الفترة التي مضت التي اعترضت فيها على أحكام المرأة في الإسلام ووضعها ومكانتها ولكن أخذت أبرر لنفسي أنني لم أعترض قط على حكم أو حديث وإنما على الردود والاجتهادات من الشيوخ ولكن لم أستطع أن أقتنع أنني لم أعترض على حكم الله وأخذت أبكي وأضرب نفسي وأتحسر على ما فعلت، ولعلمي أن الذي يكفر أو يرتد يفسخ نكاحه جائني وسواس عدم صحة النكاح أصلا حيث أنه عندما انعقد كنت ضعيفة الإيمان وأيضا بسبب الشبهات عن المراة والاعتراض فإنه سيفسخ لأنني كفرت.
ثم أخذت أقرأ عن نواقض الإسلام وظهرت البلاوي حيث أنني أظن أنني وقعت في كثير منها:
1- اعترضت على حكم الله وشككت في العدل في موضوع المرأة.
2- تداولت نكت تتضمن أشياء دينية ولم أقصد أبدا الاستهزاء بها لا مزاحا ولا جدا بل لم أكن أعرف حكمها أنها لا تجوز ولم يخطر ببالي أن فيها إساءة للدين.
3- كنت أصلي مرة في الجامعة فرأتني إحدى الطالبات المنكرات للإسلام وقالت أنا أصلي دائما في قلبي أتواصل مع الله وليس خمس مرات في اليوم فرددت عليها قائلة: "أي بيصير كمان" وكان ذلك لضعف شخصيتي وعدم قدرتي على المجادلة وأيضا نوع من المجاملة علما أنني أنكر الذي تعتقده في قلبي أشد الإنكار.
4- كنت أقرأ الأبراج الصفات فقط من باب التسلية لا الإيمان بها وبعدها علمت أنها كفر.
5- استخدام بعض الآيات القرآنية في النكت للاستهزاء من الأشخاص وليس من الآيات والعياذ بالله أي بمعنى استخدام الآيات في موضع غير موضعها مثل "كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم" و "إن البقر تشابه علينا"
6 - نحن نستخدم مسبة يلعن ديبك لشتم شخص ولا نقصد أبدا فيها الإساءة إلى الدين ويتم تبديل النون بالباء فنقولها لغوا وليس قصدا أي أنه إن كانت من غير إبدال حرف النون بالباء يستحيل أن نقولها لا في قلبنا ولا علنا حيث أننا لا نقصد الدين أبدا ولكن جرت العادة عليها.
والكثير والكثير من الأفكار من هذا القبيل تأتيني وتنهش جسمي وتدمر حياتي ونقص وزني وساءت حالتي فأنا أخاف أيضا أن زواجي باطل بسبب هذه الأشياء التي صدرت مني دون علم وجهل بها وبحكمها وأنا الآن تائبة وذات إيمان قوي ولكن لا يمكنني أن أجدد العقد أبدا هذا شبه مستحيل لأنه سيسبب حرج وضيق كبيرين للعائلة وفضيحة أيضا. وأيضا أخشى الحرام ساعدوني وأشيروا علي هل أنا موسوسة بالكفر أم أنني فعلا كنت كافرة عند عقد الزواج بسبب تقصيري الشديد في العبادات والصلاة وتداولي للنكت مع العلم أنني مع ضعف إيماني وارتكابي للذنوب وإسرافي كان عندي الكفر مستحيل والعياذ بالله.
لو كان العقد صحيح فهل يبطل بسبب ما حصل لي من افكار ومواقف؟
ساعدوني أرجوكم فأنا أموت كل يوم.
27/4/2022
ثم أضافت في نفس اليوم تقول:
تعقيب على الاستشارة السابقة
فضلا عن المواقف الكفرية التي حصلت معي فإنني أصبحت أشك في أشياء أخرى لم أفعلها أو أقولها أصلا فأصبحت أشك أنني فعلتها أيضا وأيضا أوسوس أنني أحاول أن أحصي جميع المواقف الكفرية لكي أسأل عنها ويقولون لي ليس كفر ولكن أخاف أن هناك أشياء لا أتذكرها وربما تكون كفرا أيضا. وأيضا أختي الصغيرة تعاني من وسواس الرعب والخوف وتذهب إلى الطبيبة أيضا. وعمتي عندها وسواس الطهارة والصلاة. وأريد أن أعلم إن كان المستشارين في هذا الموقع لديهم علم بالدين أم لا لكي يساعدوني في وسواس الأخير الشديد.
شكرا جزيلا لكم
وأتمنى أن تهتموا لحالتي أرجوكم
27/4/2022
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "عبير"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك مجانين
عزيزتي، كل ما تذكرينه، إما وسواس وإما من مفرزات الوسواس، ومفرزات الوسواس تأخذ حكمه فالتابع تابع ... لا اعتراضاتك، ولا نكاتك ولا أي شيء آخر يؤدي إلى كفرك، هذا حكم شديد جدًا تطلقينه على نفسك، خاصة أن الجهل اجتمع مع الوسواس.
لا يكفر من يتضايق نفسيًا من حكم لمعارضته بعض شهوات نفسه، ولا ينكره من أصله، ويعلم أن عليه السمع والطاعة، وهذا كما يحصل للزوجات عند سماعهن عن جواز التعدد للرجال! وهذا لا يؤثر على أصل الإيمان
وليس كل نكتة تحتوي أشياء دينية تعد استهزاء بالدين، وأنت كنت جاهلة بالأحكام ولا تقصدين إهانة الدين. اطو الصفحة الماضية، وعليك من حاضرك، عليك تناسي كل شيء قديم، وثقي أنك لم تكفري، ولن تكفري وعقدك صحيح ولا داعي لتجديده
قراءة الأبراج للتسلية دون إيمان بأنها تضر وتنفع بذاتها لا يعد كفرًا، قد تكون محرمة، لكنها ليست كفرًا بحال من الأحوال.
وقولك في السباب (يلعن ديبك) ليس بكفر، ولا علاقة له بالكفر. ولكن اللعن منهي عنه إجمالًا؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الفَاحِشِ وَلَا البَذِيءِ)). و((إن الله لا يحب الفحش والتفحش)).
ومثلها سائر ما ذكرت من أسئلة...
أرجو ألا تقرئي فتاوى الكفر من على الإنترنت والواتس آب، فأغلبها متشددة جدًا، ولا صحة لها، أنت مسلمة، ولكنك لصغر سنك كنت جاهلة، وتميلين إلى اللهو، والآن كبرت وتبت، والله يحب التوابين.
تذكري دائمًا أن وسواسك مرض، وعليك تجاهله بكل ما فيه، لا تصدقيه بشيء، ولا تجادليه في شيء، واهتمي بحياتك وأسرتك الجديدة ... رعاك الله وعافاك