وساوس غريبة لم أجد لها تفسير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة وبعد... فإني أعرض لكم مشكلتي وأسأل الله أن أجد لديكم الحل والعلاج، أنا شاب في عمر ٣٨ سنة حاليا، قبل عشرين سنة تقريبا وفي التعليم الثانوي ظهرت لدي مشكلة في البطن تقريبا قولون عصبي والله أعلم فكنت أشكو من كثرة الغازات في بطني وأعاني من عدم خروجها ... فكنت أعاني من هذه المشكلة ثم تطور الأمر إلى مشاكل اضطرابات باطنية أخرى.
وبعد قرابة ٧ سنوات مع استمرار هذه المشكلة ظهرت لدي مشاكل نفسية أخرى وساوس وقلق ومخاوف غريبة منها ما هو متعلق بالدين مثل تكرار الوضوء والشعور بأني لست على القبلة أو منحرف عنها وعدم وغيرها ... ومنها ما هو متعلق بالناس الخوف منهم والقلق في مقابلتهم مثلا إذا جلست في مكان عام بتواجد الناس أشعر بالقلق وأشعر أن نظري وعقلي مع الأشخاص الذين بجواري أشعر أني أنظر لهم بنصف عين وأشعر أنهم يتضايقون مني وأنهم يشعرونني أني أنظر لهم وأرى ذلك في حركات أيديهم وأفعالهم وحتى أني لا أستطيع التركيز، وكذلك إذا قابلت شخصا ما مقابل لي في الطريق أشعر أني أنظر له بنصف عين ولا أستطيع التركيز.
وأيضا في الصلاة إذا صليت بجوار الناس وأنا أحاول أن أركز في سجودي أشعر أن صور الناس في جانبي لا تفارقني وأشعر أني أنظر إليهم وأشعر أنهم يتضايقون مني وأي حركة منهم فهي مقصودة لي ... وأيضا إذا كنت أتحدث لشخص أشعر أني أنظر للآخر بنصف عين ويصيبني القلق وغيرها من الأمثلة الكثيرة، ومنها أيضا إذا اشتغلت على حاسوب العمل ومر من أمام مكتبي شخص أشعر بنفس الشعور وأشعر أنه يعرف أني أنظر إليه بنصف عين رغم أن نظري على عملي في الكمبيوتر وأجد أني أفقد التركيز مثلا أتوقف عن العمل قليلا لفقد التركيز.
أنا لا أدري ما أصابني ولم أجد حلا لتخوفي وقلقي وعدم تركيزي في الأمور وظهور الصور الجانبية في كل نظري ... أنا أشعر دائما بالإجهاد والخفقان وألم الرأس كثيرا، وأشعر دائما أن تفكيري سلبي أجد أن الناس كثيرٌ منهم يسخر والبعض منهم يضايقني باللسان والأفعال وكثيرا ما أغضب منهم وأنفعل عليهم وأشعر أنهم لا يحترمونني وكثيرا ما أسيئ الظن بهم وفي كلامهم وأشعر أنهم يعرفون أني مريض نفسي وكثير منهم لقبوني بالحساس وصرت في كثير من الأحيان أحب العزلة ودائما ما يراقفنا الحزن والبكاء من حالي المرير.
فأتمنى منكم أن أجد حلا لحالي وأن أجد طريقة لعلاجي سلوكيا ومعرفيا وإن تطلب الدواء النفسي ضرورة فلا بأس رغم أني أكرهه ... لأني أشعر أني إذا استخدمتهم فإني لست إنسان طبيعي وأنه سوف يؤثر على عقلي وأصبح مجنونا وأخاف من معرفة الناس أني آخذه
وأشكر على تحليكم بالصبر على قراءة مشكلتي الطويلة آسف على الإطالة
وجزاكم الله خيرا.
29/4/2022
رد المستشار
الأخ الفاضل "علاء" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
ما لدينا الآن هو ما يفيد بأنك على مدى 20 سنة تعاني مبدئيا من الأعراض النفسجدية المتعلقة بالجهاز الهضمي وأولها كان القولون المتهيج أو العصبي ثم مرت سبع سنوات عانيت فيها من أعراض نفسجسدية أخرى .... ثم أخيرا وعلى مدى 13 عاما تعاني من أعراض منها ما قد يكون وسوسة، ومنها ما هو خوف مفرط من الناس ليس قلقا اجتماعيا بقدر ما هو رد فعل ذهاني لأفكار الإشارة أو وهامات الإشارة... ثم التفكير الزوراني إلى حد الوهام Delusion ومنها ما هو اكتئاب ومنها ما يشير إلى نوبات ذهانية لا ندري قصيرة أو طويلة لكنها تبدو قصيرة، وصراحة معنى أنك بفضل الله تواصل عملك ناجحا حتى الآن ... فرغم أنك تقول متحدثا عن رفاقك في العمل (كثيرا ما أغضب منهم وأنفعل عليهم وأشعر أنهم لا يحترمونني وكثيرا ما أسيئ الظن بهم وفي كلامهم وأشعر أنهم يعرفون أني مريض نفسي) ... وأنت فعلا مريض نفساني وبحاجة للعلاج العاجل ... لكن لم يؤذك رفاق العمل إلا بوصفك بأنك حساس!
وحساس لا تعني بالضرورة مريض نفساني بل لعل تداعيتها الذهنية الطيبة أكثر من غيرها عند سامعيها ... هذا معناه أمرٌ من اثنين إما أن رفاقك ومديرو مكان عملك كلهم أناس في منتهى الطيبة يتحملون زميلا ويتقبلون أعراضه الذهانية على أنها عادية مجرد حساسية ... أو أنك من القوة والحكمة والسيطرة على أغلب ما تشتكي منه يعني أنك استطعت النجاح على مر 20 سنة في الزواج والعمل وما تزال ... ربما هناك سمات زورانية في شخصيتك تشتد أحيانا فتغلبك غالبا لمدة قصيرة فتتصرف تصرفات ذهانية ... وتستطيع أنت أحيانا أن تغلبها وتتجاهلها بالتفكير.
تخميني هو الأخير أنك قوي بما يكفي رغم كل تلك المعاناة لكن تعقل لأنك قاربت قواك على التحمل من انتهائها.... عليك بأسرع وقت أن تطرق باب طبيب نفساني ... لماذا؟ ولن أضيع وقتا طويلا في الرد على مخاوفك بشأن العقاقير الطبنفسية لسببين الأول أن العقاقير المضادة للذهان وكذا عقاقير علاج الاكتئاب سيكون على أي طبيب نفساني تتواصل معه وجها لوجه أو على الإنترنت.... والسبب الثاني هو أن لدينا ملف الطب النفساني شبهات وردود ناقش تلك القضايا منذ 20 سنة أو يكاد.
الأهم من ذلك والمبشر أنه في حالة كحالتك تعطي العقاقير النفسية أفضل النتائج أنت استطعت الاستمرار سنوات طويلة مع كل هذا ... وقد تكفي مضادات ذهان وبجرعات صغيرة بعد التعافي من أي نوبات ذهانية لأن تجعلك بفضل من الله ونعمة مثلك مثل الزملاء ... إنسان طبيعي هادئ عن قناعة فقط مع الالتزام بالتريض نصف ساعة يوميا بلا انقطاع .... داوم على العقار وعلى الرياضة ... وستعرف أن فارقا كبيرا يوجد بين أن تأخذ العقَّار النفسي ليتحكم فيك وبين أن تأخذه ليساعدك في التحكم والسيطرة ... هذه الوصفة بعد أن يملأها أي طبيب نفساني ميسرة منذ أكثر من عقدٍ من الزمان ... وتعطي تحسنا لا تعطيه في غيرها من الحالات*، مؤسف أن تبقى حتى هذه السن يا "علاء" في معاناة علاجها ميسر بفضل الله .... وأقترح عليك أن تبدأ قبل العيد يعني باكر ... وكل عام وأنت وأهلك ورفاقك بخير ... عيد فطر مبارك من العزيز الكريم.
• * إلا لو كانت لديك ميول كمالية ... هنا سيحتاج معالجك إلى العمل على هذا لكيلا تحبط محاولات العلاج.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.