أبي صعب المراس م1
فقدان الشغف والشعور بالإحباط
السلام ورحمة الله وبركاته، هذه ثاني مرة استشير موقعكم وقد استفدت كثيراً من الاستشارة.. مشكلتي الحالية رغم أني أصف نفسي بأني في أفضل مراحلي الفكرية والنفسية والروحانية إلا أنه وفجأة ورغم اهتماماتي ومايشغلني ويشعرني بقيمة الوقت لكن فجأة شعرت بالإحباط واللامبالاة لكل شيء ولثقل مرور الوقت وضيق في الصدر وثقل في النفس ورغبة في البكاء رغم عدم وجود مسبب عملت تحاليل طبية لاعتقادي أن هناك نقص في الفيتامينات لكن التحاليل لم تكن كاملة وأريد إعادتها خصوصاً من ناحية فيتامين د والحديد الذي قرأت أن نقصه يسبب الشعور بالاكتئاب مع ذلك أشعر أنني ببخير جسدياً ولا أشكو من أي عارض صحي.
جلست أتأمل مع نفسي لماذا هذا الإحساس بالضيق لماذا أصحبت أذهب للعمل مجاملة وأجبر نفسي عليه أشعر أنها تراكمات في اللاواعي لدي وانفجرت في جسدي فمؤخراً أصبحت أعيش مع أبي وأمي لأنهم كانوا في منطقة أخرى ثم عادوا للعيش معي أمي تبلغ 63 سنة ووالدي 74 سنة وهو طريح فراش وأنا وأمي من نقوم برعايته ويعيش معنا أيضاً أخي المنفصل عن زوجته وأخي الأصغر مني .. معظم مسؤولية المنزل أنا من يتحملها من التزامات مادية ومواعيد مستشفى وإدارة للمنزل لا أجد تلك المساعدة من إخوتي.
أحب اهتماماتي الخاصة من القراءة وأحيانا أكتب ومتابعتي لكل مايحرك شغفي للأدب والشعر وأموري المهنية على خير ما يرام أتعامل مع عملي بجدية ونشاط لكن أشعر أن هذا الشعور الحالي حصل معي بالتدريج حيث أذهب للعمل لكونه مجرد مصدر دخلي ولا أشعر بالرغبة في الحديث مع أحد هناك أو صنع صداقات عمل وفي المنزل أكون محبطة طول الوقت وأشعر بثقل نفسي رهيب أضغط على نفسي شفقة بأمي وأبي وأحياناً أتعب من سلوك أمي معي فأحيانا تعاملني بصراخ وتذمر واتهام بالتقصير رغم ما أبذله من جهد معها وأما عن ردة فعلي تجاهها فأنا اشفق عليها فلا أواخذها وأحياناً يعتريني الغضب والإحباط فأعبر عن ما في نفسي من ضيق وتعب .. تمر علي بعض الأيام أشعر فيها بكسل جديد وأنتظر الليل لأنام وأبدأ يوم جديد مرهق.
ملل .. إرهاق نفسي .. ضيق والشعور بعدم معنى لكل شيء حتى الأشياء التي كنت أحب فعلها بدأت أفقد استمتاعي بها .. قررت مؤخراً التسجيل في نادي رياضي لرغبتي في النشاط والتغيير في حياتي .. أنا أعتذر عن طول رسالتي وأرجو تحليل مشكلتي ومساعدتي على فهمها هل ما أشعر به عارض جسدي مؤثر علي نفسياً كنقص فيتامينات؟ أم هي ضغوط عائلية لم أستوعب أنها أتعبتني؟ ومالذي يجب أن أفعله لأشعر بقيمة حياتي وأسترجع الشغف والحب الذي كنت أشعر به للحياة؟ أتمنى أن يتم الاهتمام بقصتي والرد عليها
شاكرة لكم هذا الموقع الجميل ...
تحياتي
17/5/2022
رد المستشار
شكراً على متابعتك الموقع.
رسالتك السابقة كانت حول اتخاذ قرار الانتقال للعيش مع والديك ورعايتهم. رسالتك اليوم توضح عدم سعادتك٬ والصراحة لا يوجد في الرسالة ما يوحي بأنك تحصلين على الشعور بالبهجة والمتعة بين الحين والآخر٬ ٬هناك احتياجات نفسية وشخصية لم يتم تلبيتها ولا يوجد دليل على أن ذلك سيحصل في القريب العاجل.
والدك صعب المراس وعلاقة أي إنسان مع أبويه تميل إلى التأزم متى ما استمر يعيش معهم. لا يوجد سند لك من بقية أفراد العائلة وأصبحت تدريجياً رب العائلة وهي وظيفة إضافية لوظيفتك المهنية. الجمع بين مهنتين في غاية الصعوبة فلا عملك يوفر لك فرصة عدم التفكير بأزمات البيت ولا يوجد في رسالتك ما يوحي بأنك سعيدة في البيت.
ربما من يقرأ رسالتك سيقول بأنك تعانين من اضطراب الاكتئاب٬ ولكن حتى إن وجدت أعراض اكتئابية فآخر ما أنصح به استعمال مضادات الاكتئاب لأن استعمالها قد يؤدي إلى تحسن جزئي ومن الصعب أن يتوقف استعمالها.
لا يوجد أمامك سوى تنظيم جدول أعمالك والحرص على إجبار نفسك للتواصل مع الآخرين بصورة منتظمة وبعيداً عن البيت. التسجيل في نادي رياضي في غاية الأهمية ولكن عليك استعماله بصورة منتظمة فهو الآخر يوفر لك فرصة للتواصل الاجتماعي.
وفقك الله.