السلام عليكم
أنا شاب لبناني الجنسية، وأعترف بأنني أعاني الكثير من المشاكل، أشعر أن نفسي مكونة من شخصيتين: واحدة صباحًا أندمج معها، وأعيش معها، وأكون مبسوطًا وثقتي بنفسي كبيرة، وفي الليل أكون ذلك الإنسان الكئيب، لا أستطيع النوم؛ لأنني أفكر في الغدر، وما علي أن أقوم به، وأشعر بالألم كأنني مسؤول عن كل المشاكل التي حصلت،
أما المشكلة الثانية هي أنني أكذب على نفسي، وأصدق الكذبة وأندمج فيها وأعيشها كأنها حقيقة، وأشعر في بعض الأحيان أنني ملاك، وفي أحيان أخرى أشعر كأنني شيطان في هيئة إنسان، وأفكر في كل شيء يسيء إلى الناس، ومستعد أن أقوم بكل شيء لمصلحتي الخاصة،
أرجو منكم مساعدتي، وإرشادي؛
لأنني أريد أن أعيذ نفسي.
13/5/2022
رد المستشار
الأخ السائل، لا يمكن الحديث عن الشخصية بالمعنى العلمي للكلمة قبل سنوات من تخطي العشرين، فشخصيتك ما زالت إذن في طور التكوين.
وتمر الشخصية بتطورات ومنعطفات هامة، ربما تكون مرحلة المراهقة هي أهمها على الإطلاق لأسباب متعددة يضيق المجال هنا عن شرحها.
ومن معالم هذه المرحلة تعدد الأصوات، وتضارب التوجهات بداخل النفس الإنسانية، وتجد لذلك الملاك والشيطان، والكسول والنشيط، والعابد والفاسق، والطيب والشرير، والمثالي والنذل، جوقة كاملة من العازفين، كل منهم يُمسك بآلته الموسيقية، ويعزف لحنه بغض النظر عن إيقاع كل لحن مع اللحن الآخر، فهل تنتهي هذه التعددية في الأصوات بعد عبور مرحلة المراهقة؟
الاعتقاد العلمي السائد أنها تظل، ولكن بشكل أكثر تناغما واتساقا، وأقل تنافرا وتوترا، وهذا الانسجام يعطي الشخصية ملامحها التي تظل تتميز بها، مع وجود هامش يتغير تبعا للقدرات والخبرات والحوادث المستجدة ... الخلاصة أن ما تجده بداخلك هو من طبيعة المرحلة، وما يمكنك القيام به هو زيادة مساحة التعرض للخير عبر طرقه، والاتصال بالصحبة الصالحة المناسبة؛ لأن تأثيرها على تحديد الاختيارات الشخصية يكون كبيرا، والتعرف أكثر على العالم لتحدد مكانك فيه بالضبط.
كن على صلة مستمرة بنا، وأهلا بك متابعًا لصفحتنا، وحبذا لو راجعت مشكلات سابقة عرضناها تتعلق بالمرحلة نفسها التي تعيشها.
ومنها :
أعوام المراهقة والعواطف
قلق مراهق
مشاعر تحت العشرين.. حب حقيقي أم مراهقة؟
هذه هي إجابتنا على قدر ما توافر من معلومات في رسالتك، ولكن في حالة وجود خلل عميق في التصورات أو السلوكيات لديك فإنك تحتاج إلى عون مباشر من متخصص.