بسم الله الرحمن الرحيم
مشكلتي التي حولت حياتي لجحيم لمدة 13 عام وحتى الآن هي أنني تعرضت لحادث اعتداء، وأنا طفلة صغيرة، ولما كنت لا أعرف ما حدث لي بالضبط؛ فقد عشت في خوف وألم طوال هذه الفترة، وكلما كبرت وعرفت؛ كبر عذابي معي حتى أخبرت صديقتي بما حدث، والذي شجعني علي أن أخبرها أنها قد سافرت؛ فأرسلت لها، وطلبت نصيحتها، فطلبت مني أن أذهب إلى طبيبة.
وبالفعل ذهبت بعد تردد طويل، وأخبرتني الطبيبة بأن ما حدث لي لم يكن اغتصابًا، لكنه اعتداء جنسي، سبب لي نسبة كبيرة من التلف في غشاء البكارة، لكنها أيضا أخبرتني بأنني أستطيع أن أتزوج دون الحاجة لإجراء عملية المشكلة الآن أنني أخشى أن يكون تقديرها غير سليم، وأخشى أيضا أن أذهب لطبيبة أخرى فيتحطم الأمل الواهي الذي بدأت أتشبث به، وماذا لو ذهبت وقالت عكس كلام الطبيبة الأولى هل أظل أذهب لطبيبات إلى الأبد؟!
ملاحظة: ذهابي إلى الطبيبة يسبب لي حالة نفسية سيئة جدًّا، ويعلم الله وحده كم أعاني مما يحدث لي فأنا أشعر أني قذرة وملوثة، ولقد فكرت في الانتحار كثيرا. بالله عليكم أفيدوني ماذا أفعل؟ وإذا اكتفيت بكلام هذه الطبيبة فهل أصارح من يتقدم لي بما حدث؟
مع العلم أني أصبحت أشعر بالاشمئزاز من العلاقة بين الرجل والمرأة
ولا أتصور أن يلمسني أي شخص حتى ولو كان زوجي!!
15/5/2022
رد المستشار
أختي الجريحة، بل المجرم الذي نال منك هو القذر الملوث، فأنت ضحية بريئة أراد الله أن يمتحنك بهذا البلاء، والحياة كلها امتحان.
لعلك قرأت ردنا السابق على أختنا التي تشكو من نفس حالتك، ويبدو أن هذه المسألة "الاعتداء الجنسي على الأطفال" متكررة بشكل جعلنا نفكر في التعامل معها مباشرة بالبحث والعلاج، وإن كنا قد أحلنا الأخت السابقة إلى بعض الزملاء، فإننا يمكن أن نفعل معك نفس الشيء، أو أن نباشر نحن الأمر بأنفسنا، والاختيار لك، وسرية أمورك مكفولة تماماً في كل الأحوال.
إذن إذا كنت قد تابعت معنا الردود على هذه الحالات فمن نافلة القول أن أكرر التفاصيل، وعلى كل حال دعيني أؤكد لك أن كل ما تشعرين به هو أعراض نفسية ناتجة عن الحادث الذي تعرضت له في صغرك، وأن حالتك تستدعي علاجاً نفسانياً حقيقياً يعالج جراح روحك، فهذا الاعتداء الأليم ينال من المشاعر والعواطف أكثر مما ينال من الأنسجة والأعضاء، وما تشعرين به من استقذار للنفس، وللعلاقة الجنسية بين الزوجين، والرغبة في الانتحار.. إلخ هو نتيجة طبيعية لما حدث.
لا تقلقي، واتصلي بنا لتحددي لنا اختيارك بشأن اتخاذ الإجراءات العلاجية المطلوبة لك، وقد قمنا ـ في إطار الممارسة العلاجية لحالات سابقة ـ بتحقيق نتائج طيبة، ولله الحمد، مع حالات، إحداهن كانت تعاني من مثل ما تعانين منه تماماً، والآن شفيت، والحمد لله.
واقرئي أيضًا:
ضحية التحرش من 3 سنين : ويستمر الأنين !
لوم الضحية هكذا مجتمعاتنا ! جهل بالفطرة !