السلام عليكم ورحمة الله
أرجوك دكتور وائل ترد على سؤالي ... أنا في أمس الحاجة إلى الجواب، أنا أعاني من وسواس قهري دمر حياتي وجعلني لا أرتاح نهائيا في بدايته كان يأتيني في شهر رمضان فقط في كل ما يتعلق بالصيام والنية والطهارة وكل هذه الأمور، ولكن بمجرد ما ينتهي رمضان كنت أتناسى هذا الشعور ويذهب مع الوقت، ولكن عندما يأتي رمضان يعود نفس الوسواس.
ولكنه من فترة ستة شهور انقلب الحال إلى أسوأ ما يكون وهو عندما قررت عقد قراني وبدأت أقرأ في فتاوى مختلفة منها دخل الشك إلى قلبي من كل النواحي التي يتصورها عقل بني آدم في وجود الله وفي الطهارة وفي الرسل وفي كل الأمور الدينية أصبحت أرى نفسي غير مؤمنة وأتهم نفسي بالكفر بسبب هذه الوساوس اللعينة وحتى عند عقد قراني لم أكن سعيدة أبدا وأظن إلى هذه اللحظة بأنه باطل لأني أنا لم أكن على دين الإسلام ولم أكن مسلمة حينها
وازداد بي الحال سوءا وأتهم نفسي بأشياء بشعة جدا وتطور الوسواس إلى الشرك أعوذ بالله منه حتى في الصلاة أحس أني أصلي لغير الله تعالى أحس بأني أريد هذا الشيء أحس بأن قلبي يريد هذا الشيء ومن العذاب النفسي الذي رأيته بدأت أقول إن ربي لايحبني لماذا يفعل بي هكذا؟ أنا لا أحتمل هذه الأمور وأصبح الوسواس يتدخل في أبسط شؤون حياتي حتى الأكل يقول لي إنه إذا أكلت هذه فأنت مشركة أو إذا ذهبت لهذا المكان أنتِ كافرة وهكذا أحيانا أعاند وأحيانا أضعف من شدته.
وفي هذه الفترة تسلطت عليَّ فكرة جديدة لا أطيقها، ولكن في بعض الأحيان أحسها مني ويعذبني ضميري جدا وتزداد هذه الفكرة عندما أتعصب أو أتشاجر مع أحد وهي تقول في داخلي أرجوك اعذرني يا دكتور وأرجو من الله أن يسامحني عليها هي إنها تقول لي نويت الشرك بالله بنية إفساد فاتحتي أو عقد قراني وهي تطاردني أينما ذهبت وكيفما تصرفت وأفكار الشرك والكفر تلازمني حتى في الصلاة لا أستطيع الهرب منها وأحسها تصدر مني أحس بأني أريدها أحيانا أبكي وأحيانا أضعف وأحيانا أحس بأني قوية وأحيانا لا أدري ماذا أفعل؟
هل عندما أضعف تصبح هذه الأفكار حقيقية أو لا؟ وأريد منك جوابا واضحا فيما يخص عقد قراني لأن خوفي كله منه وعليه!
أرجوك أن تجيب على تساؤلاتي وأن تريح بالي يا دكتور
وجزاك الله كل خير
25/5/2022
رد المستشار
الابنة الفاضلة ""فرح" أهلا وسهلا بك على موقع مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة الاستشارات بالموقع.
مبدئيا يا "فرح" مريضة الوسواس القهري بالكفر أو الشرك ممنوعة من الكفر أو الشرك وأبدا لا تكفر مهما حصل كأن لديها حصانة من الكفر!! لأن حالتها الإيمانية تبقى على الوضع الذي كانت عليه قبل الوسوسة بالكفر .. بالتالي لا كفر ولا شرك ولا إفساد عقد هداك الله.
الوسوسة تسقط التكليف في موضوعها بالتالي لست مكلفة بدفع الوساوس، أو الصور، أو التخيلات، أو الكلمات أو النوايا الكفرية، أو غير ذلك مما يتعلق بالكفر ... وهذه الأشياء تحدث لك ولن تتوقف إلا عندما تتعلمين تحمل وجودها وتجاهلها في نفس الوقت وليس أن تقولي (أنا لا أحتمل هذه الأمور)! ... هذه الأمور موجودة وقد تحدث لكل إنسان مؤمن ... والواجب عليك شرعا هو إهمال وجودها وليس الرد عليها ولا إنكارها ولا الاستغفار منها ... أي تصرفي في كل حياتك كأنها لا تحدث ... ولا أنت تكفرين ولا تشركين ولا بنية تفسدين ... ولا علاقة لقوتك أو ضعفك بالأفكار وهي وساوس ولا تكون أبدا حقيقية عند مريض بوسواس الكفرية ... وننصحك بالبحث في هذه الصفحة بكتابة "وسواس الكفرية" في خانة عنوان الاستشارة لتقرئي الشرح والأدلة على ما تقدم.
واقرئي مثلا:
طريقة تجاهل الوسواس القهري
وسواس الكفرية : هل يصح التجاهل ؟ بل يجب !
وسواس الكفرية : احذري الاستغفار القهري
وسواس الكفرية : الخروج الدخول في الملة !
وسواس الكفرية : الوسوسة تسقط التكليف !
وسواس الكفرية : السب والحرام والتفتيش في النية !
بعد أن أجبنا أسئلتك يا "فرح" ... يبقى عليك واجب البحث عن علاج لمرض الوسواس القهري لأن هذا أمرٌ متاح وطلب العلاج واجب شرعا وأنت بحاجة لعلاج سلوكي معرفي على الأقل... ولا أدري لماذا لم تتحركي منذ بداية الفترة الأخيرة؟ وأنت غالبا ستتزوجين قريبا؟ هداك الله.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.