السلام عليكم.. مشكورين على الجهود الجبارة في هذا الموقع
أنا فتاة في 24 من عمري لا أدري إن كنت أعاني انفصاما في الشخصية أم المزاجية فهذه المشكلة تؤرقني.بحثت في الـ"نت"" كي ألقى حلولا ولكنها بصفة عامة فقررت طرحها على الموقع .. أنا متقلبة العاطفة كثيرا، مما أزعجني نفسيا لم أعد أفهم نفسي لا أعرف ما أريد وحتى كيفية طرح المشكلة.
مشكلتي تتلخص في أني أحيانا أحب شخصا بقوة أستحضر مميزاته وأتناسى عيوبه وأتقبلها وأكون صادقة الأحاسيس وبعد مرور أسابيع يفتر هذا الحب وأقوم باستحضار العيوب علما بأني أكون أنا من بحثت وراءه واستملته وما إن يكلمني أو ألقى تجاوبا حتى أملّ منه مثل الرضيع الذي يبكي ما إن تعطيه لعبة يصمت وإن نزعتها يعاود البكاء.. يذكرني أيضا ببعض الشبان في فترة المراهقة وركضهم وراء الفتيات ولكن مشكلتي أني لست شابا (ذكرا) ولا في فترة المراهقة.
تكررت معي هذه التصرفات مع العديد من الشباب وعلى مدى سنوات وجعلني أرفضهم بسبب مزاجيتي، فأحيانا أريد هذا وأحيانا يعجبني الآخر.
ولكن إلى متى سأستمر في مثل هذه التصرفات فمنذ سنتين أعرف شابا معي في العمل كنت مقتنعة به تماما؛ أخلاقا وشكلا، وبعد مدة مللت منه (طبعا علاقتنا لم تتعد المكالمات الهاتفية وفي مرات قليلة أوصلني للمنزل) أضجر ربما لحركة أو تصرف أو مثلا شكله لم يعجبني ذاك اليوم من الممكن أن يتقبله البعض ولكنه ينفّرني وأقارنه مع شخصية مشهورة سواء شكلا أو شخصية .. كما كنت أحاول قدر الإمكان تجاهل مفاتحته لي بالزواج وطبعا لا يستطيع التقدم دون رضاي لأني من الممكن أن أرفضه أمام أهله، بين هذه الفترات أكون قد أعجبت بشخص آخر وأقوم بنفس التصرفات وأكون مقتنعة أنه الأنسب يكلم أهله كي يمهد لهم ولكن بعد أسابيع أرى العكس لأسباب معقولة وأحيانا أعترف بأنها تافهة ويلقى الشخص صدّا دون سابق إنذار ودون إعطاء عذر ويعلم الله أن نيتي تكون طيبة وأكون جادة في الأمر.
أعود بعد أشهر لأرتاح من جهته (أقصد الشخص الذي عرفته من سنتين) وأقول هو الأنسب وأكون مقتنعة به وبعد مدة لا أطيقه ولا أكلمه ومع هذا هو صابر على تصرفاتي لم يتغير شعوره نحوي وما زال مصرّا على الارتباط بي صراحة هو الوحيد الذي قاوم حتى الآن لأن الآخرين تراجعوا برغم محاولاتهم إقناعي بسبب تعاملي بقسوة والتهرب أيضا.
لا أبحث عن الكمال في الشاب .. أريد أن أكون أنا ثابتة في قراري لكي لا أندم بعد الزواج أعلم أني جرحت البعض بتصرفاتي، ولم أحس بالندم؛ لأني أعتبر نفسي غير مخطئة ولكن هذا خارج عن إرادتي أليس الله بمقلب القلوب والأبصار .. أعيش صراعا وحيرة مما خلق اضطرابا؛ أحس أنني مريضة نفسيا ولا أريد الزواج مادمت مزاجية، لم أعد أفهم نفسي، لا أعرف ما أريد!! أحس أني غير ناضجة، هذا ما يجعلني أجلد نفسي يوميا.
هل أحتاج زيارة طبيب نفسي؟ أريد النصح يا أستاذ فلم أجد ضالتي عند أحد لا أعلم كيف أتجاوز هذه المحنة؟
يا أساتذة لا أريد أن أندم بعد فوات الأوان شكرا مقدما وآسفة للإطالة.
17/06/2022
رد المستشار
صديقتي .. مشكلتك تكمن في أنك تخلطين بين الحب والإعجاب اللحظي والارتياح الوقتي.
تتعرفين بشخص وترين فيه شيء ما يعجبك فتضعيه فورا في خانة العريس المحتمل .. ثم مع مرور بعض الوقت ترين منه جوانب أخرى من شخصيته وطريقته وأدائه وحتى شكله وتجدين أن انبهارك وإعجابك الأولي لم يستمر ولم يكبر كما توقعت فتحسين بالملل والضجر، وهذا ما يجعلك تركزين على عيوبه وبالتالي ترفضينه.
بالإضافة إلى هذا، معرفتك بشخص من خلال العمل وعدة مكالمات تليفونية وعدة مرات يوصلك فيها إلى المنزل لا تكفي لتكوين رأي صائب فيما إذا كان مناسبا كشريك حياة وتكوين أي رأي وقرار من ناحيته سواء بالرفض والقبول.. كل ما لديك في هذه الحالة هو مجرد انطباع مبني على معلومات قليلة وغير مؤكدة.. من الممكن أن يكون الشخص ملاكا في العمل و شيطانا خارجه.
ليس هناك إنسان كامل وإنسان سوف يبهرك ويعجبك من جميع النواحي وطوال الوقت.. أنت أيضا لن تكوني مبهرة وجميلة من جميع النواحي وطوال الوقت بالنسبة لأي شخص آخر.. تقولين أنك لا تبحثين عن الكمال في الشخص الآخر ولكنك تريدين أن تكوني ثابتة في قرارك.. ولكن أولا يجب أن تفهمي نفسك وتفهمي على ماذا تبنين قرارك الذي تريدين الثبوت عليه.
اكتبي على ورقة (وليس على الكمبيوتر والتليفون) قائمة من ثلاثين صفة على الأقل تريدينها في شريك الحياة المثالي لك والتي تجعلك متأكدة من قرارك بالارتباط به.. سوف أعطيك خمسة صفات لن يرفضها أحد: مخلص، أمين، وفي، صادق، حنون.. إلى جانب ذلك، ما هي هواياته واهتماماته؟ ما هو مستواه التعليمي؟ ما هي ثقافته؟ ما هي مبادئه؟ ما هي أحلامه وخططه ومشاريعه الحالية والمستقبلية؟ ما هي طريقة حياته؟ ... يجب مراعاة أن كل ما يتعلق بك لا يعد من صفاته، مثل أن تقولي يحبني، يحترمني، يحب أهلي وأصدقائي وأي شيء له علاقة بك... يجب كتابة صفاته هو بعيدا عنك.
بعد ذلك يجب أن تسألي نفسك: ما هي صفات الإنسانة المناسبة لهذا الشخص؟ كم من هذا الصفات موجودة فيك بالفعل؟ ما هو دليلك؟
بعد هذا يجب أن تحددي شكل العلاقة التي تريدينها معه وهل صفاتكما متلائمة مع هذه العلاقة أم لا ... مثلا إن كنت تريدين شخصا ناجحا مسئولا وفي نفس الوقت يكون متفرغا للخروج والسفر والرحلات والتسلية فهذا لن يحدث... ماذا تريدين في العلاقة وماذا سوف تعطين عن طيب خاطر؟
افهمي نفسك ورغباتك أولا وضعي أسس منطقية للتأكد مما تريدن وأن ما تريدين موجود في الشخص الآخر بالفعل وليس من وحي خيالك وتوقعاتك واستنتاجاتك.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب