بعد الطلاق.. أشعر بالذنب

رد المستشار

هون عليك يا صديقي، فنحن نتعلم في حياتنا من دروسنا القاسية أكثر من لحظات فرحنا، وبرغم أنك لم تحدثني عن سبب الطلاق بشكل واضح، لكن كل ما أراه منك هو أنك اكتشفت عدم قبولك لها، أو أن شيئًا ما حدث جعلك لا تستطيع حبها للدرجة التي تجعل رجلا يكره العلاقة الخاصة ممن تزوجها!

والحقيقة أنك تحتاج أن تفكر بشكل آخر؛ فبدلا من التفكير في تقصيرك وتأنيبك لنفسك وللحياة، وبدلا من أن ترى أنك سيء، فعليك أن تفكر في أسئلة مهمة جدا مثل: "ماذا أريد من شريكة حياتي؟"، "ماذا أحتاج للتدريب عليه حتى أكون زوجا جيدا؟"، "ما هي أخطائي التي وقعت فيها سابقًا حتى لا أقع فيها مرة أخرى؟".

وهكذا أسئلة تجعل منك شخصًا يفكر بشكل عقلاني وتساعدك على فهم نفسك وفهم ما تحتاج إليه من شريكة حياتك، والأهم من ذلك هو أن تتعلم كيف تتحدث لنفسك وتبثها الأمل فبدلا من أن تظل تبثها التأنيب والتجريح وتحملها التقصير وكأنك تبصق عليها تحدث معها بلغة أخرى لتساعدها على القيام من جديد، كأن تقول: "لا بأس تعلمت"، أو "أنا فقط أحتاج إلى أن أرتب نفسي"، "أنا أستطيع تخطي تلك الأزمة، ولكن أحتاج لمن أثق فيه لأتحدث معه لمناقشة أفكاري"، "سأبدأ من جديد مع نفسي ثم مع الحياة".

هكذا ولتقترب من الله عز وجل، وتطلب منه العون من قلبك، وإن وجدت نفسك بعد فترة -وأقول فترة لأن ما أحدثك عنه لا يتغير في أيام، فهكذا النفس تأخذ وقتا وجهدا حتى تتغير- وإن وجدت أنك لا تستطيع وحدك، فلا ضير أبدا من التواصل مع طبيب نفساني يساعدك على فهم نفسك ووضع برامج معك تساعدك على الفهم بشكل صحيح وصحي.

المستشار: أ. أميرة بدران