أنا متزوج ولي ابن وبنت، أحب زوجتي وأولادي كثيرا، حياتي منذ طفولتي امتازت بالاستقامة لم أخطئ في حياتي أبدا وقد كان جميع الناس ينظرون إلي باحترام ويعتبرونني إنسانا مثاليا وما زالت هذه النظرة حتى الآن، في الجامعة لم تكن لي أي علاقة بأي بنت، وكذلك لم أتعرف على بنت قبل الزواج والحمد لله.
أصلي منذ كان عمري 10 سنوات وقد أديت فريضة الحج بالإضافة إلى قيامي بالعمرة أكثر من مرة والحمد لله. أتصدق من مالي وأخرج زكاة مالي... هذه الشخصية المضيئة الجميلة أمام الناس أشعر أنها تخبئ خلفها شخصية أخرى مختلفة شخصية حقيرة والسبب هو ما أقوم به من عمل سيء وهو الشات.
لقد بدأت مشكلتي مع الشات منذ ثلاث سنوات، المشكلة في الشات أنه يكون مع نساء وبنات ويتطرق الحديث إلى مواضيع محرمة وقد وصل الأمر إلى مرحلة ممارسة الجنس الإلكتروني وما ينتج عنه من ممارسة العادة السرية مع العلم أني متزوج وزوجتي على قدر من الجمال وتلبي جميع رغباتي وتهتم بي في هذه الأمور، وتكون مشكلة الشات كبيرة في حالة غياب الزوجة في بلدنا الأصلي حيث غالبا ما تكون إجازتي شهرا واحدا وزوجتي تبقى في بلدنا الأصلي شهرا آخر، خلال هذا الشهر أقوم بالشات كل يوم لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات.
بعد كل مرة أقوم بهذا العمل أندم أشد الندم حتى إنني أبكي طويلا في الليل وحدي وأجهش بالبكاء، كيف يمكن أن أتخلص من هذه العادة، إنها تسبب لي ألما كبيرا وتعبا نفسيا كبيرا وتؤثر كثيرا على عملي من حيث عدم التركيز بالعمل، لماذا ابتليت بهذا الأمر وأنا لا أجرؤ على التكلم مع امرأة في الحقيقة، بينما في الشات أكون طليقا بالكلام، لقد بدأت أشعر أني منافق، لقد كرهت نفسي كثيرا، في بعض الأحيان أشعر برغبة في الموت،هل هناك مشكلة في حياتي الجنسية مع زوجتي لا أعرف عنها؟!! لكني أشعر بالرضا في هذا الأمر.
ما الحل؟؟؟؟
أرجوكم ساعدوني
17/06/2022
رد المستشار
أخي العزيز، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكرت أن حياتك كانت تتسم بالاستقامة، ويبدو أن استقامتك كانت تقوم على عنصر الحياء فأنت –كما قلت– لا تجرؤ على أن تتكلم مع امرأة في الحقيقة، وأغلب مدمني الشات هم من هذه النوعية، الذين يتسمون بالخجل وعدم القدرة على المواجهة في الواقع ومع هذا ينطلقون خلف شاشات الكمبيوتر وتنفك عقدة لسانهم لأن العلاقة هنا غير اسمية وغير مباشرة، وهم لا يخشون نظرة الناس إليهم ولا يخشون من تشوه صورتهم الاجتماعية، وربما يقللون من خطورة العلاقات الإلكترونية على أساس أنها علاقة غير مباشرة، وهى علاقة مستترة، وغالبا لا تتطور إلى أشياء أكبر من ذلك إلا في ظروف خاصة.
إذن غياب عنصر الحياء، وغياب الضبط الاجتماعي إضافة إلى التهوين من شأن العلاقة الإلكترونية، كل هذا يشجعك على الاستمرار فيها. ومع تكرار مثل هذه العلاقات ثم ختامها في كل مرة بممارسة العادة السرية يحدث ارتباط شرطي موجب تجاهها فيتعود عليها الجهاز النفسي ويطلبها ويلح في طلبها، وهذا يشبه إلى حد كبير حالات إدمان المخدرات، وربما يفضل الشخص تلك العلاقات على علاقته الطبيعية بزوجته حيث تحظى تلك العلاقات الإلكترونية بالإثارة والجدة والتخيلات المثيرة، وهذا يؤدي إلى تسرب الطاقة العاطفية والجنسية في هذه المسارات الجانبية ويسهل على الشخص قبول العلاقات خارج إطار الزواج ويهيئه بعد ذلك لارتكاب محرمات أكثر.
وهذه العلاقات الإلكترونية حرام في حد ذاتها ويجب أن تعلم ذلك جيدا خاصة أن الأمور الدينية تشكل دافعا مهما في سلوكك، فإذا عرفت أنها خيانة حقيقية وأنك لا تحتمل أن ترى زوجتك تقوم بهذا الفعل مع رجل آخر فإن هذا ربما يشكل حاجزا بينك وبينها. وإذا عجزت أن تتوقف بدوافع داخلية أخلاقية كانت أو دينية فعليك باتخاذ تدابير واحتياطات معينة تقلل من تعرضك لهذا الإغواء، ومن هذه التدابير أن تضع الكمبيوتر في مكان مفتوح بالشقة بحيث تشعر بوجود زوجتك وتخشى أن تراك تفعل هذا مع امرأة غريبة، وأن تقلل من احتمالات غياب زوجتك عنك قدر الإمكان، وأن تقضي أوقات الفراغ في أنشطة مختلفة ومتعددة وممتعة خاصة ما يكون منها خارج البيت، وأن لا يكون وقت فراغك متجها بالكامل نحو شاشة الكمبيوتر، وأن تعتبر أن ما تقوم به من شات إباحي مع فتيات أو نساء ليس بالعمل البريء فأنت تسرق، فهذه المشاعر من حق زوجتك وفى نفس الوقت تفسد فتاة أخرى أو امرأة أخرى.
والتوقف عن هذا الأمر اختبار لإخلاصك في الاستقامة، وإذا كنت مستقيما أمام أعين الناس فلا تجعل الله أهون الناظرين إليك. ستقول لك نفسك إنني أريد أن أتوقف ولكنني لا أستطيع، وهذا خداع ووهم وتبرير فإذا أردت بصدق أن تتوقف وعرفت جرم ما تفعله دينيا وأخلاقيا فستتوقف فعلا. وإذا حدث أن ضعفت في أي وقت من الأوقات فعليك بتأديب نفسك وذلك بإلزامها بدفع مبلغ كصدقة لمحو ما فعلته أو صيام عدد من الأيام أو القيام ببعض العبادات التي تتطلب جهدا ومشقة ففي هذا تربية للنفس وتهذيب لها وتعويد على السيطرة والتحكم في نزواتها. وواصل فعل الخيرات طبقا للقاعدة المعروفة "إن الحسنات يذهبن السيئات".
وكما تعودت على استشعار اللذة في العلاقات الإلكترونية المحرمة فحاول تدريب جهازك النفسي على استشعار اللذة في أعمال الخير.
واقرأ أيضًا:
هل الخيانة الزوجية مرض نفسي أو اجتماعي ؟!!
ضلالات الخيانة الإلكترونية
نفسي عاطفي: علاقات إليكترونية Electronic Relations
لماذا يخون الرجال؟!
متى يخون الرجل؟