أشكركم على مساعدتكم المجانية، وأرجو النظر في مشكلتي
أنا فتى من المغرب، وأحب فتاة، وأتمنى أن تكون زوجتي في المستقبل، ولكنني ما زلت صغيراً، وليس لدي عمل أتكسب منه.
فماذا يمكنني أن أفعل في هذه الحالة؟
علماً بأنني أحبها كثيرًا.
17/06/2022
رد المستشار
أخي الشاب، يمكن النظر إلى سؤالك من عدة زوايا، فقصتك تنطوي على حالة من حالات "الحب الأول" بكل معالم وتجليات هذه الحالة، التي تناولنا الحديث عنها مرات متعددة في إجابات سابقة.
ومن معالم "الحب الأول" الرومانسية المفرطة في الخيال والحلم، وعدم الاهتمام كثيرًا باعتبارات الواقع، ومن المعالم أيضاً هذا التقدير - الذي يقترب من التقديس - للطرف الآخر، وللعلاقة المشتركة وتداعياتها، بما يحمل أيضاً نوعاً من عدم الواقعية في التصورات.
ومن زاوية أخرى يمكننا الحديث عن حالة ملايين الشباب الذين يعيشون هذا الوضع اليائس بين عاطفة متأججة في صدورهم، وعجز عن تحويلها إلى واقع، وتتويجها بالارتباط الرسمي.
وننصح في مثل هذه الحالات إما بالنضج السريع والمسؤولية بأن تعمل عملاً مناسباً بجانب الدراسة؛ لتكون مستعداً لتحمل أعباء الزواج فور تخرجك من الجامعة "إن التحقت بها"، أو أن تؤجل فتح ملف الحب والعواطف حتى تكون مستعداً للارتباط الرسمي؛ لأن استمرار علاقة الحب الرومانسي العاجز عن تحقيق الارتباط؛ تجلب التعاسة لأحد الطرفين أو كلاهما "ولو بعد حين"، فتطوير العلاقة بين الجنسين من كونها تعارفاً وتفاعلاً "في المجال العام"، إلى كونها ارتباطاً عاطفيًّا، والتزاماً إنسانيًّا "في المجال الخاص"، هذا التطوير يحمل في طياته وعداً مباشراً أو غير مباشر بالزواج، وبالتالي فهو يحمل مسؤولية ينبغي أن تسأل نفسك: هل أنت مستعد لها؟ وكيف؟
وقد يكون قطع العلاقة أو إعادتها إلى دائرة المجال العام وتأجيل فكرة الارتباط طالما كان هناك عجز عن الاستمرار والالتزام، قد يكون هذا الفعل - على ما فيه من ألم - أفضل من التوغل في أحراش غير مأمونة تجلب إثماً شرعيًّا، وألما نفسيًّا أكبر بكثير من ألم التحديد والتحجيم الذي ينبغي أن يقوم به العقلاء من الشباب والفتيات في واقعنا الحالي.
البدائل واضحة إما النضج وتحمل المسؤولية، أو التأجيل لفتح ملف لسنا مستعدين لأعبائه الآن.