أشكركم كثير الشكر على هذا الموقع الذي دائما يتحمل مشاكلنا، فجزاكم الله عنا به خير الجزاء. ومشكلتي هي:
أنا شاب في الـ25 من العمر، متدين ولله الحمد، وأبحث عن زوجة متدينة تشاركني أفكاري وهمي الدعوي، وتكون مربية للجيل الإسلامي القادم إن شاء الله.
وفي يوم من الأيام ذهبت أنا وأهلي لرؤية فتاة قد زُكِّيَت لي, فعندما رأيتها أحسست بالارتياح، وعندما جلست معها الجلسة الأولى وتحدثنا زاد إعجابي بها، وقد شعرت بالقبول منها؛ لأنا كنا نحمل نفس الأفكار تقريبا.
وبعد يومين تكلمنا مع أهلها، وقالوا لي بأن هناك قبولا وتفضل لنتعرف عليك أكثر، وعندما وصلت وتحدثت معها ومع والدتها- حيث إن والدها متوفى- للمرة الثانية زاد ارتياحي، وفي نهاية الجلسة قالت لي بأنها موافقة، وأن الأمر الآن يعود للأهل، كما كان هناك شبه قبول من والدتها أيضاً- فهمنا ذلك من حديثها- وقالت أمها: سنستشير أخاها الكبير الذي يقيم في الخارج.
وبعد عدة أيام اتصلنا بهم وفوجئنا بأنهم يقولون: (ما في نصيب), ويمكن أننا تفاجأنا لأننا كنا متوقعين القبول، كما أن هناك أمورا يجب أن تُذكر: أولا: هناك فرقٌ في الحالة المادية، فحالتهم المادية أفضل منا، ولكن ليس بالفارق العظيم.
ثانيا: هم منفتحون (اجتماعيا) أكثر منا أيضا.
وأنا أعتقد أن المشكلة في النقطة الأولى، ولأني في بداية حياتي مع أني أعمل، وراتبي جيد.
هذه المشكلة مر عليها 3 أسابيع، وأنا أحاول نسيان الفتاة، والمشكلة أني كلما أنساها فترة أعود لتذكرها، ويخطر ببالي أن أسأل عن سبب الرفض, وأحاول مرة أخرى, ولكن أقول بأن هذا قدر الله، والزواج نصيب، ولو كان فيه خير لتم الموضوع.
ملاحظة: أهلي مصرون على أن هذا الذي حدث جواب الاستخارة، ولدي إحساس أن الفتاة تراودها نفس أفكاري،
فما رأيكم بارك الله فيكم؟
10/06/2022
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... وأهلا ومرحبا بك على صفحتنا استشارات مجانين،
الحقيقة أنكم يا أهل فلسطين لكم "معزة" كبيرة بالنسبة لي، فأفرح حين أعرف أنكم تتابعون صفحتنا، بالنسبة لمشكلتك يا سيدي فإني أقول لك إن الله تعالى قد كتب الأقدار من قبل أن نخلق جميعا، فإن كانت هذه الفتاة هي من نصيبك فسيكون ذلك بإذن الله تعالى، وإن كانت غيرها هي نصيبك فأمر الله نافذ.
أفهم من كلامك أن أهلها لم يوضحوا لكم أسباب رفض الأخ الأكبر لهذا الزواج، وإن كنت تستنبط أنت السبب أو الأسباب، وفي ضوء ذلك سأرد عليك من خلال خبرات جمعتها من شباب مقبلين على الزواج، سأحكي لك تصرفات بعض من الشباب الذين أعرفهم حين قابلوا في الحياة مواقف مشابهة –وما أكثر هذه المواقف- شاب منهم شعر أن فتاته تناسبه، ولا أذكر هل كان تقدم إليها مرة أخرى بنفسه أم أرسل شخصا وسيطا كي يستطلع الأمور ويعطي صورة إيجابية عنه، وعلى أي الأحوال كانت النتيجة هي أن أهلها وافقوا، وقابل الفتاة من جديد، وبعد أن تحدث معها وجد أن هناك اختلافات فكرية، وحينما اتضحت الأمور أمامه جعلته يتخذ قراراً -يرضى عنه- بأنها لا تناسبه كشريكة حياة، وإن كان قلبه بدأ في التعلق بها، ولكن المقابلة علمته كيف يفهم شخصيات الآخرين من أول مقابلة، ولم يعد يحتاج لأكثر من مقابلة لاتخاذ القرار المناسب.
هناك شاب آخر أيضاً أصر على أن يتقدم من جديد، وبالفعل تقدم، وقبل الأهل وتزوجا، وأصبح لديهما طفلان الآن.
من هاتين التجربتين أحب أن أقول لك: إنك إن كنت تستطيع أن تتحدث مع أخيها شخصيا أو هاتفيا، وتشرح له ظروفك ونقاط الاتفاق بينك وبين أخته، وتستوضح منه أسباب الرفض، فلعل في ذلك الأمر ما يجعله يرضى ويقبل، أو ربما تتضح الأمور بالنسبة لك أنت فتقتنع بوجهة نظر الأخ.
أعتقد- والله أعلم- أن هذه المكالمة قد توضح لك نقاط الغموض وتريح قلبك، فإن أصر هو على الرفض تقول لنفسك: لقد عملت كل ما في يدي، وتدعو الله سبحانه وتعالى أن يرزقك بالزوجة الصالحة ويعينك على نسيان هذه الفتاة، فإن قررت إعادة المحاولة فضع في اعتبارك أنك قد تتعرض للرفض من جديد، فهيئ نفسك نفسيا لهذا الأمر، واعلم أن كلها أقدار، وهذه الأقدار فيها خير لك بإذن الله.
من ناحية أخرى، لماذا تريد أن تنساها؟ إن مشاعر القبول من أجمل المشاعر التي يعيشها الإنسان، فلِمَ تطلب نسيان هذه المشاعر الجميلة؟ إن كان الأمر وصل إلى إصرارهم على رفضك فقل سأجد يوماً ما فتاة تشاركني الحياة وأشعر ناحيتها بالقبول وبمشاعر إيجابية، وسأظل أبحث عن إحساس مشابه بالقبول والرضا.
يا "محمد" إننا في بداية شبابنا نشعر أن الله تعالى لم يخلق سوى هذه الفتاة، ومع خبرات الحياة وتجاربها نجد أن الأمر ليس كذلك، وأن الحياة لا تتوقف عند هذا الموقف، ونحمد الله أنك لم تتعلق بها، أو أن الموضوع لم يصل إلى مرحلة خطبة ثم يرفض أهلها بعد ذلك، ونكتشف أن هذه التجربة البسيطة قد جعلتنا أكثر نضجا وقوة وفهما للحياة.
أهلا ومرحبا بك من جديد، وتابعني بأخبارك.