السلام عليكم
مشكلتي يا سيدي تكمن في أني لم أذق طعم الحب الحقيقي في تجربتين سابقتين لي، توقفتا عند مرحلة الخطبة ثم انتهتا بعد شهور معدودة، فقد كانتا بالطريقة التقليدية حيث يرشح أحد الأصدقاء الموثوق بهم أو أحد أفراد الأسرة بنت طيبة من بيت طيب، وينتهي دوره هنا ويبدأ دوري لكن يبدو أني فشلت في إدارة الموقف، وفقدت زمام المبادرة، وتنتهي كل تجربة لأسباب مختلفة أو مواقف معينة أيا كانت لكن المحصلة النهائية هي عدم التوافق بين الطرفين الذي ينهي العلاقة، لكني لم أصادف ما نسمع عنه بأنه الحب.
قد تكون هناك مشاعر إيجابية تكونت تجاه المخطوبة في التجربة الأولى أو الثانية لكنها لا ترقى لمستوى الحب، يمكن أن تسميه "تعلقًا" أو ميلاً فطريًا تجاه الطرف الآخر الذي يختلف سيكولوجيًا عني.
إني أبحث عن الحب
وما رأيك في الزواج التقليدي؟.
18/6/2022
رد المستشار
أهلاً بك يا أخي العزيز، المشكلة التي تصفها متكررة وطبيعية في ظل تضارب المفاهيم، والقيم التي نعيشها بدءاً من مفهوم الحب، ومروراً بالالتباس الشديد الذي يكتنف علاقات الجنسين بين إفراط وتفريط، وجهل وتجهيل، هذه الفوضى العارمة يصعب معها أن تمسك بشيء أو تحدد شيئاً!!
لكننا يمكن أن نشير إلى التالي:
أولاً: المشاعر تنمو تدريجيًا، وتتغير ملامحها كما يحدث للإنسان الذي يكون وليدًا يحبو ثم مراهقًا طائشًا متدفقًا بالحماس، ثم شابًا متزنًا يجمع بين الخبرة وبعض العاطفة ثم هادئًا عاقلاً حكيمًا.
ثانياً: لا يمكن إطلاق حكم عام يرشح الزواج التقليدي ـ عن طريق اختيار الأهل ـ أسلوبا للجميع ينجح في كل الحالات، أو ينتقده على طول الخط، رغم أن الزواج التقليدي له أنصاره وأعداؤه "كما سأعرض لك" ... الزواج التقليدي هو أسلوب تعارف، وترشيح، وتوصيل بين الشباب والفتيات، وللأمر بعد ذلك أن يسير في المسار الطبيعي من قبول عاطفي، واقتناع عقلي يتنامى بعد الزواج، بالتفاهم والمودة، والتسامح والتنازل المتبادل.
ثالثًا: الأمر يحتاج إلى تفهم وتأمل ومراعاة للفروق الفردية فهناك أنماط مختلفة من الشخصيات والطباع تتجلى في حصول العاطفة، كما في التعبير عنها، وليس هناك صيغة نمطية واحدة فيما هو طبع إنساني أو شعور بشري.
رابعاً: نتيجة للتخبط الذي نعيشه شاع حدوث ارتباط بخطبة ثم انفصال بسبب أو لآخر، وأصبح شائعاً أن يحدث هذا مرتين "وأرجو ألا يحدث أكثر"، وكما تترك هذه التجارب مرارة في النفس، فإنها تورث خبرة تساعد على إحكام المرة القادمة بإذن الله ... ثم أتركك مع الاتجاهين الأول من أنصار "الزواج التقليدي"، والثاني من مناهضيه آملاً أن تختار ما يناسبك، وداعيًا أن يوفقك الله للخير
* مع الزواج التقليدي:
مما لا شك فيه أن الحياة الزوجية المبنية على الحب والتفاهم بين الزوجين يُكتب لها النجاح والسعادة. ولكن يبقى السؤال: متى يحدث هذا الحب؟ وكيف يبدأ بطريقة سليمة يقبلها العرف والشرع؟ ... فأعتقد أن الطريقة التقليدية مثالية ولا عيب فيها إنما الخلل في فهمك أنت للحب!!!
فاعلم يا سيدي أن الحب لا يتكون داخلنا فجأة: بمجرد نظرة نجد أنفسنا غرقى فيه!! إن هذا النوع ـ من الإعجاب الرومانسي الحالم ـ إن وجد ـ إذا اصطدم بواقع الحياة. وتم الزواج على أساسه ـ فقط ـ ينتهي بالفشل.
أما الحب الذي يبدأ تدريجياً بالميل العاطفي ثم الود والقبول، ويرتقى تدريجياً بالعشرة. فهو حب واقعي تجد نفسك تحب زوجتك بجميع ما فيها من مميزات ومتقبلاً وراضياً بعيوبها وهي كذلك.
فأنصحك أن تدرس أسباب فشلك في المرات السابقة والتي لا أعتقد أن لها علاقة بطريقة الزواج التقليدية، ثم تعيد المحاولة وتحاول بموضوعية الحفاظ على هذه الخطبة ما دام لديك قبول وميل عاطفي، وستجد نفسك تدريجياً تشعر بهذا الحب الذي تبحث عنه.
وفقك الله لما يحب ويرضى.
* ضد الزواج التقليدي:
الحل هو أن يختار شريكة حياته بنفسه فنحن في قرن جديد، والزواج التقليدي أصبح موضة قديمة فإذا لم يكن الزوجان متفاهمين ومتحابين فالحياة لن تكون سهلة في مثل هذا الزمن الصعب ،،، الحل هو أن يبحث عن شريكة حياته بنفسه في محيط عمله، أسرته وجيرانه، وصديقات أخواته.
الزواج التقليدي جميل ولكن ليس في مثل عصرنا فالرجل يجب أن يتعرف على الفتاة جيداً، والفتاة يجب أن تتعرف على الرجل قبل فترة الخطبة، لأن فترة الخطبة هي "فترة التمثيل الكبرى" وأيضاً "لأن النظر للبنت التي كانت مخطوبة، وفسخت الخطبة كالنظرة للمرأة المطلقة لأن الناس سوف يقولون لماذا فسخت الخطبة؟؟ العيب في البنت ليس في الرجل وهكذا"
وأثبت هنا أن كلا السبيلين وارد طالما كان في إطار ضوابط الشرع، أعتقد أن ظروفك تساعدك ـ إلى حد ما ـ على الاحتكاك المباشر، والتعرف على أنماط النساء في إطار أنشطة العمل والحياة العامة فتقارن، وتحدد ما تريد بوضوح، وتختار الأنسب بإذن الله.
واقرأ أيضًا:
التآلف: أساس الحب الحقيقي
الحب الحقيقي لا يكون من طرف واحد!