السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يسعني شكركم على ما تقومون به من خلال هذا الموقع الرائع إلا بقولي "جزاكم الله خيرا"
مشكلتي هي كمشاكل ملايين الشباب والمراهقين بالنسبة لكم، ولكنها بالنسبة لي مشكلة حياتي في هذه الفترة فهي تؤرقني كثيرا، أنا فتاة من إحدى الدول العربية وأعيش في الخليج وأدرس هنا أيضا، أنا في السنة الثانية في كلية الهندسة، في أول يوم في الجامعة التقيت بشاب من بلد عربي أيضا ويدرس في نفس الجامعة، ولكنه يسبقنا بفصل دراسي وكان لقاؤنا عن طريق صديقتي التي كانت معي حيث أنها تعرفه عن طريق عائلتها.
المهم أنها اتصلت به حتى يأتي ويساعدنا في تسجيل المواد المقررة علينا، وأول ما رأيته لم يعجبني كثيرا، وبعد ذلك أصبح كلما يراني في حرم الجامعة يسلم علي ويسألني عن أحوال الدراسة ومرت الأمور هكذا إلى أن أرسل إلي ذات يوم رسالة على المحمول يسألني فيها عما حدث في المحاضرة التي تغيب عنها والتي حضرتها أنا، أجبت على سؤاله وسألته من أين أتى برقم هاتفي فأخبرني أنه أحضره من صديقتي التي يعرفها وأعتذر عن ذلك وقال إنه لن يرسل لي إذا كان هذا يزعجني، فأجبته بأن لا مشكلة في ذلك وطلبت منه أن لا يعطيه أحدا.
وبعد ذلك أصبحنا نتراسل على المحمول وكان مجمل كلامنا عن الدراسة وكان في بعض الأحيان يرسل إلي نكت ولا أدري لماذا كنا كثيرا ما نتشاجر فأول مرة تشاجرنا كان بسبب صديقه الذي أرسل لي رسالة على المحمول وشككت وقتها بأنه متفق معه على أن يتسلوا بي قليلا وتشاجرت معه وقتها وطلبت منه أن لا يكلمني مرة أخرى، ولكنني بصراحة أدركت بعدها أني مخطئة وأنه ما كان علي إدخاله في هذه المشكلة مع صديقه. وبعد ذلك اعتذر مني وسامحته وعدنا كما كنا... تشاجرت معه مرة ثانية لأنه بعث لي رسالة تقول: (الفراشات تبحث دائما عن شيء جميل، هذه الفراشة وجدتك أنت).
ووقتها لا أدري لماذا "استغليت" الفرصة وأعطيته درسا في الأدب والأخلاق وأنه من غير اللائق أن يرسل هكذا رسائل إلى زميلته (مع العلم أنه أرسل نفس الرسالة إلى صديقتي تلك التي يعرفها وشكرته عليها) ولكنه بدا غير مقتنع بكلامي وغضب مني، ولكن في النهاية استطعت مراضاته ولكن لم يكن مقتنعا كثيرا، المهم مرت الأيام عادية وكان دائما يرسل لي ويسألني عن أحوالي ودائما يعاتبني لأنني لا أرسل له، وكنت أنا لا أحب أن أبدأ أنا في مراسلته وإنما كنت فقط أرد على رسائله ربما لأنني لا أريد أن أبدو وكأنني أركض وراءه خصوصا أنه لم يكن يروق لي أبدا، فقد كنت أحسه شابا تافها وسخيفا ومجمل اهتماماته بالأغاني والفيديو كليب والسيارات والرياضة ولم يكن متدينا كثيرا.
أنا بصراحة لم أكن أراسله إلا للتسلية ومضيعة الوقت وكنت في كل مرة اتخذ القرار بقطع علاقتي به ثم أتراجع عنه لأسباب مختلفة، ولكنني تشجعت واتخذت القرار وأعلمته به وطبعا صدم من الأمر ولم يعلق ووافق عليه ولم يراسلني بعدها، لكنه بعث إلي بعد فترة (حوالي شهر) رسالة يطلب فيها تفسيرا لقراري هذا وذكر أنه منذ ذلك اليوم وهو يفكر في الأمر ولم يجد تفسيرا لما فعلته، تحدثنا بعدها على الإنترنت وأقنعته بأنني اتخذت هذا القرار بسبب ما يحصل لي في الجامعة من مضايقات بسبب وقوفي وتحدثي معه أمام الطلبة والطالبات ((وأنتم تعرفون أن هذا يعتبر عيبا كبيرا في دول الخليج)).
والحقيقة أن هذا لم يكن السبب الحقيقي ولكنني أقنعته بذلك (رغم أنني أحسست أنه لم يقتنع كثيرا بكلامي) لأنني لم أتجرأ على إخباره بالأسباب الحقيقية، بعد ذلك حدثت عدة أمور وفي النهاية أرسلت إليه رسالة مفصلة بالإنترنت ذكرت له فيها الأسباب الحقيقية لعدم رغبتي في مراسلته وهي أنني لا أحب أن أقيم أي علاقة مع شاب لا تكون بيني وبينه أية صلة رسمية وأنني أعرف أننا سوف نفعل أشياء محرمة إذا طالت علاقتنا فبعد الرسائل على المحمول سوف نتكلم فالهاتف ثم تتوالى الأشياء المحرمة ونندم وقتها على ما فعلناه، وأخبرته أيضا أنه تقدم لخطبتي أحد الأشخاص وعندما أحسست أنني حقا سأصبح مخطوبة لهذا الشخص فكرت في أنني أخون خطيبي بمراسلتي له من وراء خطيبي حتى لو كان كلامنا عاديا.
ما أردت أن أصل إليه من كل هذه الحكاية هو: أنه فاجأني برده على رسالتي تلك حيث قال إن هذه الأسباب مقنعة جدا وأنه يعلم أننا سوف نفعل ما ذكرته بعد الرسائل على المحمول وقال لي (أنت عجبتيني كتير وكبرت بعيني أكتر من الأول) كلماته هذه صدمتني لأنني بصراحة توقعت أن كلامي لن يعجبه وأنه سيقول بأنني معقدة، وذكر أيضا إجابة على سؤالي الذي سألته فيه عن الأشياء التي فعلتها وجرحته، حيث قال بأن كل ما فعلته معه جرحه كثيييييييييرا وأنه كان في عدة ليالي لا ينام ويذهب إلى الجامعة نائما، أنا متأسفة جدا أعلم أن كلامي غير مرتب وأفكاري مشوشة.
هدفي من هذه الرسالة التي أرسلتها لكم هو أنني بدأت أعجب بهذا الشاب بسبب ما قاله وأشياء أخرى فعلها غيرت نوعا ما نظرتي إليه وكذلك بسبب شكي أو ربما اعتقادي بأنه معجب بي، سأذكر لكم الأشياء التي جعلتني أعتقد انه معجب بي وأنتم أخبروني إذا كان اعتقادي صحيحا أم خاطئا:
• أنني سألته ذات مرة عن الشيء الذي يتمنى تحقيقه وقال ( آآآآآآآآآآآآه لو تعرفين ما أتمناه ولكنني تأكدت أنه مستحيل) وكان ذلك بعدما أخبرته أنه بالنسبة لي مثل أخي، وقد فهمت من كلامه أنه يريد أن يخبرني أنه معجب بي ولكنه عندما سمع رأيي فيه لم يشأ إخباري حتى لا يسمع مني رفضي له وهذا طبعا يجرح مشاعره. وأحس أنه بعد ما أخبرته بشعوري تجاهه وأنه مثل أخي دائما يكابر ومهما حاولت استدراجه فالكلام لا يريد أبدا أن يخبرني بأنه معجب بي.
• كذلك في عدة مواقف أحسست أنه يغار علي: ملاحقته لي فالجامعة - طلبه رقم هاتفي من صديقتي وتحججه بالسؤال عن المحاضرة رغم أنه كان من الممكن أن يسأل أي شخص آخر - لا أدري هناك العديد من الأشياء ولكنني لا أستطيع وصفها أنا أحسها أكثر.
المشكلة هي أنني مستغربة من نفسي وكيف أنني أعجبت به بعد أن كنت لا أطيقه، أنا أحس أن قلبي معجب به وبشهامته ولكن عقلي يرفض ذلك، أو أنني أشفق عليه لأنه تعذب من أجلي ولأنه معجب بي، فالحقيقة هو شاب خلوق ومؤدب ومن عائلة كريمة وناجح في دراسته وقلبه طيب جداااااااااااااااااااااا وحنون و(جدع) ولكنه ليس وسيما وليس متدينا كثيرا واهتماماته سخيفة نوعا ما وأحس بأن شخصيته منعدمة نظرا لما أخبرتني صديقتي أن أمه متسلطة وصعبة المراس.
لا أدري ماذا أفعل، مبدئيا تصالحت معه وعلى أساس أننا لن نتحادث مرة أخرى ولكنني بصراحة لم أستطع إلغاء عنوانه البريدي من قائمتي وعدنا نتحادث على الإنترنت فقط وقد استغرب كثيرا وسألني لماذا أحادثه بعدما طلبت أنا عكس ذلك.
أحس أني أعيش في تناقض كبيييييير، تارة يعجبني وتارة لا يعجبني، تارة أريد محادثته وتارة لا أريد، والآن بعد ما عدت لمحادثته، إذا حذفت اسمه سيقول بأنني مجنونة و(كل مرة بقول كلام غير)، ماذا أفعل أرجوكم ساعدوني؟!! أحس أنني أريد محادثته فأنا أتسلى معه كثيرا، والآن بدأت أقنع نفسي بأنني ربما أستطيع جعله متدينا أو أستطيع نصحه بالأشياء الجيدة لأنه بصراحة بدأ يرتاح لي وحكى لي عن فتاة كان يحبها وكذبت عليه وأخذت أنا بنصحه حسب ما أعلم وكذلك تحدثنا في عدة مواضيع مفيدة، ربما أقنع نفسي بهذا لأني أحس أن الحديث على الإنترنت أهون من الرسائل على المحمول وفيه خصوصية أقل، أحس أنني أكذب على نفسي، وأنا أعلم حق العلم أنه من المحرم محادثة أي رجل لا يكون له بي أي علاقة رسمية، من المؤكد أن كل هذا من وساوس الشيطان، لكن كيف أتغلب عليها نهائيا؟؟!!
الآن أحس أنه يريد أن يخبرني أنه معجب بي ولكنه متردد قليلا كما أظن خوفا من ردة فعلي، أنا متأسفة لأنني كتبت الرسالة منذ زمن وكلما طرأ شيء أضيفه، أنا الآن لا أعلم، أريد أن أعرف من خلال تحليل حضراتكم لكل ما كتبته: - هل هذا الشاب معجب بي؟ - هل أنا معجبة به؟ - وإذا كنت كذلك هل أخبره بذلك؟؟، لأنني بصراحة لا أريد أن أظلمه وأجعله يعتقد بأنني غير معجبة به وأنا كذلك وهو ربما يتمنى أن أبادله هذا الشعور وهل يجوز أساسا أن أخبره بذلك؟؟ وكيف أفعل ذلك نظرا لأنه إلى الآن يعتقد أنه لا يعجبني البتة؟؟
هل جرحته عندما أخبرته بأنني وافقت على الخطبة؟؟ (علما بأنني لست مخطوبة الآن، ما كان في نصيب) - هل يجوز أن أسأله إذا كان معجبا بي؟؟ - أرجو أن تبينوا لي ما يحس به من كل الذي فعلته له؟ - هل أنا فعلا مجنونة وأعيش في تناقض كبير؟؟ لماذا أفعل هذا؟؟ أعلم أن كلامي ربما يبدو كله سخيف وليس له معنى ولكن أرجو أن ((تأخدوني عل قد عقلي)) وتجيبوا على رسالتي لأن هذا الأمر بالفعل يشغل تفكيري، في النهاية أعتذر عن طول رسالتي وعدم ترتيبها ولكنني كتبت ما يجول في خاطري.
وأشكركم جدا على اتساع صدركم لنا نحن الشباب
وجزاكم الله خيرا.
20/6/2022
رد المستشار
أحيانا ينشأ الإنسان في بيئة محافظة تخلق منه إنسانا متدينا فيكون هذا التدين من صناعة البيئة والمجتمع إلى أن يتعرض هذا الإنسان لموقف اختيار يختبر دينه وخلقه فيواجه الإنسان هذا الموقف وحده لا أحد معه سوى ضميره وربما يترتب على هذا الاختيار كل مصيره ومستقبلة أنت متدينة بحكم نشأتك ولكنك بهذه بلغت السن الذي تتعطش فيه الفتاة لمن يحبها وتحبه، لذلك فإن هناك قوة خفية في أعماق نفسك تحاول أن تدفعك دفعا نحو قصة حب وهذه القوة تحاول أن تنسج من بعض أقوال وأفعال هذا الشاب ما يوهمك أنه يحبك وتحاول أن تنسج أيضا من ردود أفعالك ما يوهمك أنك تحبينه!!
ولكن شبح الدين يظهر في خلفية المشهد ويضعك في الاختيار الصعب هل تستلمين لرغباتك فتنتقل علاقتك بهذا الشاب من الرسائل على المحمول حول الدراسة إلى المشاجرات إلى الحديث عبر الإنترنت إلى المصارحة بالحب المتبادل إلى إقامة علاقة لا يرضى عنها الله عز وجل.... هل تستسلمين لهذا التيار أم تحافظين على دينك الذي صنعته نشأتك وتربيتك؟.
دينك يتعرض لاختبار هام الآن وأنت الوحيدة التي بيدك القرار ولكن قبل أن تقرى وتختاري أحب أن ألفت نظر لبعض النقاط: أولا الولد لم يظهر منه أي أشارة توضح إعجابا خاصا بك بمعنى أنك بالنسبة له ليس فتاة مختلفة أو ذات مكانة فريدة وهو يقضي وقتا لطيفا معك يستمتع فيه بالحديث ربما كما يستمتع مع غيرك.
ثانيا: إذا افترضنا أنه معجب بك فما الذي يمنعه من التعبير عن هذا الإعجاب وخاصة لأنك سهلة جدا ومتاحة وتتواصلان عبر الهاتف أو الإنترنت.
ثالثا: الفتاة التي تريد قطع علاقتها بشاب تفعل هذا دون تردد فلا تحرص كثيرا على أن تشرح له الأسباب التي دفعتها لهذا ولا ترسل له رسائله مفصلة على الإنترنت ولا تحاول استدراجه ليعترف لها بإعجابه هذه الأفعال نحن نسميها "تماحيك" وهي غالبا تصدر من الفتاة التي بداخلها صراع فلا هي تريد قطع العلاقة ولا تريد استمرارها والشاب ليس غبيا فهو يفهم هذه "التماحيك" ويدرك أن تلك الفتاة بداخلها صراع تجاهه فيتمادى في اللعبة.
رابعا: الزواج يقوم على التكافؤ أولا ثم الحب ثانيا لأن الحب الرومانسي يذهب بعد السنة الأولى للزواج ويحل محله نوع آخر من الحب أكثر هدوء وأقل سخونة وهذا الحب الثاني يبنى على ما يحمله كل طرف تجاه الآخر من احترام وشعور بالتكافؤ. كيف ترتبطين بشخص تشعرين من أعماقك أنه تافه واهتماماته سخيفة ومنعدم الشخصية كيف ستكون حياتك معه إذا ذهبت السكرة وجاءت الفكرة؟
خامسا: حذار أن تخدعك نفسك وتستدرجك في علاقة مع الشاب لأنك لا تريدين أن تظلميه كما تقولين أنت في الحقيقة تريدين أن تعيشي قصة حب وتبحثين عن أي مبرر لاستكمال القصة فلا تخدعي نفسك وأخيرا القرار ليس سهلا ولكن اتخاذه الآن أسهل من تأخيره فأنت تتعلقين به أكثر وأكثر.
وتأخير الحسم ليس في صالحك.. حافظي على دينك ونفسك واستعيني بالله تعالى وانشغلي بهواياتك واهتماماتك ومستقبلك وأحلامك.
ذكرت في رسالتك جملتين قلت (أحس أني أعيش في تناقض كبير) وقلت (أحس أني أكذب على نفسي) هل تعلمين متى ينتهي التناقض الكبير؟ سينتهي عندما تتوقفين عن الكذب على نفسك.